الارتجاع الصامت أو كما يطلق عليه في اللغة الإنجليزية (Silent reflux)، وهي حالة شائعة تحدث لكثير من الأشخاص، وقد تكون حالة طارئة أو عرض وسوف يختفي.
لكنها تتسبب في الشعور بعدم الراحة في منطقة المريء والبلعوم، وهو ناتج عن حمض المعدة مما يتسبب في الشعور الشديد بالإنزعاج في منطقة الصدر، ومن مخاطر الارتجاع إنه قد يؤدي إلى تلف الأحبال الصوتية والحلق في بعض الأوقات، وسوف نتعرف في هذا المقال عن أعراضه، وطرق تشخيصه، وعلاجه.
تختلف الأعراض الخاصة بالارتجاع الصامت من شخص إلى آخر، على حسب الحالة الصحية والعمرية، فالأعراض التي تظهر على الأطفال مختلفة عن الأعراض التي تظهر على الكبار والبالغين، وهي كما يلي:
ومن الأعراض التي تظهر على الأطفال غالبًا في حالة التعرض إلى الارتجاع صامت ما يلي:
حدوث بحة صوتية.
سعال قوي ومزمن.
ربو.
في بعض الأحيان والحالات شديدة الخطورة قد لا يستطيع الطفل التنفس أو ينقطع عن التنفس تمامًا.
صعوبة في البصق.
صعوبة استنشاق وبلع الأطعمة.
الأطفال الرضع لا يستطيعون الرضاعة ويواجهون صعوبة شديدة بها.
قد تظهر بعض الصعوبات والأعراض على الأطفال متعلقة بزيادة الوزن.
الجدير بالذكر إن أعراض الارتجاع الصامت عند الأشخاص الكبار تتشابه إلى حد كبير مع بعض الأمراض الأخرى، ولكن يمكن تمييز أعراض الارتجاع، من خلال بعض العلامات المميزة الأكثر شيوعًا وهي كما يلي:
شعور الإنسان ببحة صوتية.
ظهور ورم بالحلق، ولا يختفي هذا الورم حتى بالبلع المتكرر.
يسعل بشكل دائم.
ويوجد بعض الأعراض الأخرى التي قد تحدث للأطفال والكبار على حد سواء، وهي كما يلي:
مخاط زائد داخل الحلق، أي أن المصاب يشعر أن أنفه تنقط في حلقه.
يجد الشخص صعوبة بالغة في البلع.
صعوبة في التنفس.
حدوث التهابات حلقية.
المريء هو الفاصل الذي يصل الحلق بالمعدة، فعندما يتناول الإنسان الطعام أو الشراب عن طريق الحلق، يصل إلى المريء الذي يقوم بدوره بتوصيل الطعام إلى المعدة.
ويوجد في المريء من الأسفل عضلة عاصرة تتحكم في الفتحة الواقعة بين كل من المريء والمعدة.
هذه العضلة مغلقة دائمًا، ولكن تفتح في حالة مرور الطعام من المريء لكي يصل إلى المعدة.
ولكن عند حدوث أي خلل بها وعدم قدرة العضلة العاصرة على إغلاقها مرة أخرى.
ينتشر الحمض الخاص بالمعدة إلى الأعلى في المريء، مما يتسبب في الارتجاع الصامت، أو ارتجاع المريء، وهو شعور مزعج للإنسان.
على الرغم من أن الارتجاع في كثير من الأحيان قد يكون حالة عارضة وتنتهي، إلا أن بعض الأشخاص الذين يعانون منه بشكل مستمر، قد يتسبب لهم في الكثير من الأضرار الصحية، ومن أبرزها ما يلي:
اضطرابات في الرئة ومشاكل في التنفس.
التعرض للالتهاب الرئوي بشكل مستمر.
الإصابة بسعال دائم (مزمن).
التهاب دائم ومستمر في الحنجرة.
اضطرابات تحدث داخل التجويف الفمي.
زيادة خطر التعرض لحدوث أورام أو سرطان في الحنجرة.
يقوم الأطباء بتشخيص مرض الارتجاع الصامت، عن طريق بعض الفحوصات، وقد يغني فحص واحد منهم عن العديد من الإجراءات الطبية الأخرى.
فيتم الفحص السريري للشخص المصاب بناءً على الأعراض الظاهرة عليه والتي يشكو منها، وقد يكون الفحص السريري كافي لتشخيص المرض.
قد يحتاج الطبيب في بعض الحالات إلى الحاجة إلى عمل أشعة سينية، ليتم تصوير حركة الطعام من الحلق إلى المعدة، ويعطي المريض سائل للشرب وهو الباريوم، الذي يعمل على تغطية كل من الأمعاء والمريء والمعدة، والمساعدة في رؤية حركة الطعام.
كما يمكن أن يلجأ الطبيب المعالج إلى عمل منظار للمريض، أو قياس درجة الحموضة في مرئ المريض.
يمكن علاج ارتجاع المريء أو الارتجاع الصامت بالعديد من الطرق الطبيعية، والتي تختلف عند الكبار والأطفال، ومن أبرزها ما يلي:
الإكثار من شرب الماء والسوائل، حتى يحافظ على الحلق من الجفاف، كما يمكن تناول بيكربونات الصوديوم من خلال مضغ العلكة.
جعل مستوى الرأس أعلى من الجسم أثناء النوم، والامتناع عن تناول أي أطعمة قبل النوم بساعتين على الأقل.
الامتناع عن النعناع والكافيين والمأكولات التي تحتوى على دهون أو يتم تحميرها وقليها في الزيت.
عدم الهمس أو الصراخ لأن كل هذه الأمور تضغط بصورة كبيرة على الحنجرة.
الحفاظ على وزن صحي وعلاج السمنة .
أما فيما يخص الأطفال المصابون بارتجاع المريء فيجب ضبط مواعيد الطعام الخاصة بهم بشكل منتظم، وتقسيمها إلى وجبات صغيرة.
الحفاظ على وضع جلوس الطفل أثناء الطعام وبعد الطعام بنصف ساعة.
قد تتضطر بعض الحالات من علاج الارتجاع الصامت للمرئ بالأدوية، وقد يقوم الطبيب المختص بكتابة أكثر من نوع في آن واحد.
وهناك أنواع مختلفة ومتنوعة من الأدوية، ولكن يجب أن تؤخذ تحت إشراف الطبيب المختص، ومن هذه الأدوية ما يلي:
مضادات الحموضة: مثل هيدروكسيد المغنيسيوم الذي يعمل على موازنة الحمض الموجود بالمعدة، كما يستخدم كمالج قوي وفعال في حرقة المعدة.
حاصرات مستقبلات الهيستامين: مثل الفاموتيدين الذي يساهم في تقليل معدلات ارتجاع محتويات المعدة والحمض الخاص بها إلى المريء.
المثبطات الخاصة بمضخة البروتون: مثل الأوميبرازول وهو يساهم أيضًا في الحد من ارتجاع المريء.
الأدوية التي تساعد على حركة الطعام وسرعته بداخل الجهاز الهضمي.
سكرالفات: من الأدوية التي يصفها الطبيب للحفاظ على الأغشية المخاطية من التعرض للضرر، والحفاظ على المتبقي من الأغشية التي تعرضت للضرر بالفعل.
في بعض الحالات المزمنة المصابة بالارتجاع الصامت للمرئ، والتي قامت بتجربة العلاج بالمواد الطبيعية، والأدوية ولم تجدي نفعا.
فإن هذا يؤثر بشكل كبير على صحتهم، لذا يجب التدخل الجراحي لعلاج ارتجاع المريء.
ومن الجراحات التي يلجأ إلىها الأطباء في مثل هذه الحالات جراحة (تثنية القاع)، وهي عبارة عن عمل صمام قوي بين المريء والمعدة، وذلك عن طريق لف الجزء الموجود أسفل المريء بالجزء الموجود في أعلى المعدة.
وتتم هذه العملية الجراحية عن طريقة الأسلوب الجراحي الاعتيادي من خلال شق جراحي، أو من خلال المنظار.
ويمكن أيضًا تركيب واحدة من خرزات التيتانوم حتى يعمل على تقوية الصمام، وفي نفس الوقت يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة.
الارتجاع المريئي قد يحدث كثيرا ولكن لا يهتم به المصاب بسبب انتهاؤه بعد وقت يسير، ولكنه من الأمور التي يجب أن يحذر منها الشخص.
فإذا حدث وتكرر الارتجاع الصامت أو أي من الأعراض السابقة على مدار أسابيع متفاوتة ، فيجب الذهاب إلى الطبيب.
كما يجب مراجعة الطبيب على الفور في حالة الشعور بالإنزعاج أثناء الطعام أو الشعور بعدم الراحة في منطفلة الصدر والبلعوم.
والجدير بالذكر إنه لا يجب تناول أي دواء إلا بعد تلقي الاستشارة الطبية والفحص اللازم، وتحت إشراف الطبيب المختص لا الصيدلي.
وقد تحتاج بعض الحالات إلى عمل منظار تشخيصي، والبعض الآخر يتم الاكتفاء بالفحص السريري.
نسخة للطباعة