خلال جولة تصعيدية استمرت نحو يومين، إسرائيل تشن غارة جوية على منشأة في غزة قالت إن حماس تستخدمها لشن هجمات سيبرانية.
الغارة كانت الأولى من نوعها عالميًا، وتتوقع تقارير إعلامية غربية أن خبراء الحرب الإلكترونية يعكفون على دراستها عن كثب.
قصة الغارة وتوابعها والمخاوف العالمية التي سببتها نرصدها عبر:
يقول الجيش الإسرائيلي إنه رد على هجوم سيبراني صدر من مجمع تسيطر عليه حركة حماس في غزة بغارة جوية.
بيان الجيش قال إن الهجمات السيبرانية كانت تستهدف إلحاق الأذى بالمدنيين الإسرائيليين، وإنها أحبطت إلكترونيًا قبل شن الضربة الجوية، في مزج هو الأول من نوعه عالميًا بين الحروب التقليدية والسيبرانية.
الجدل حول استخدام القوة العسكرية للرد على هجمات سيببرانية قد تضر المدنيين ثار بين المنظمات والأكاديميا العسكرية دوليًا منذ فترة طويلة.
عدة دول بينها الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد من احتمال أن تؤدي هجمات إلكترونية على البنى الأساسية لخسائر في الأرواح، وتسعى لخلق معايير تحدد كيفية الاستجابة لتلك التهديدات بشكل فوري أو استباقي.
ومن المؤكد أن الحادث سيثير مزيدًا من النقاش حول كيفية خلط الهجمات الإلكترونية بالصراعات التلقيدية.
الناتو لعب دور الطليعة في وضع قواعد ومعايير لكيفية تقاطع الصراعين منذ 2007، عندما أدى النزاع بين روسيا وإستونيا حول التماثيل العسكرية إلى هجوم سيبراني روسي ضد الدولة الأصغر، أدى إلى تدمير البنية التحتية للاتصالات، وخروج البنوك والبث الإخباري في إستونيا من الخدمة، في أول مثال على كيفية استخدام هجوم إلكتروني للتخريب.
في عام 2015، أصبحت الولايات المتحدة أول بلد يستجيب بقوة عسكرية للهجمات الإلكترونية، عندما استخدمت غارة جوية بدون طيار لقتل جنيد حسين، المواطن البريطاني الذي كان مسؤولاً عن جماعات القراصنة التابعة لداعش، وكان مسؤولًا عن نشر التفاصيل الشخصية لعسكريين أمريكيين على الإنترنت.
ومع ذلك، فإن رد إسرائيل يمثل المرة الأولى التي تتفاعل فيها دولة ما بقوة عسكرية فورًا لهجوم إلكتروني خلال صراع نشط، بدلًا من الانتظار لشهور من التخطيط قبل التنفيذ.
هجمات سيبرانية مثل هجمات الفدية 2017 أو الهجمات الروسية على البنية التحتية في أوكرانيا، من بين أمور أخرى، عززت الحاجة للتعامل مع الصراعات الإلكترونية الكبرى فورًا.
قلة من الدول شاركت في مثل هذا الصراع الهجين، لكن الإجراءات الإسرائيلية الجديدة ستفتح النقاش حول كيفية التعامل مع الهجمات الإلكترونية في أوقات الصراع.
يثير الهجوم الإسرائيلي الجدل حول مبدأ تناسب رد الفعل مع الفعل أثناء الحروب. كيف يمكن أن نقيس التوازن بين الضرر الناتج عن الهجومين بمعايير واحدة.
وبالنظر إلى أن الجيش الإسرائيلي اعترف بأنه أوقف الهجوم قبل الغارة الجوية، فإن السؤال هو الآن ما إذا كانت الاستجابة كانت مناسبة أم لا.
التقييم الفوري لمستوى النزاع في مثل هذا الموقف الديناميكي أمر مستحيل. ومع ذلك، يجب أن يأخذ النشاط العسكري الذي يعمل وفق قوانين النزاع المسلح في الاعتبار مبادئ التناسب عند استخدام القوة، يقول مستشار الأمن السيبراني لوكاس أوليجنيك.