الحكاية في دقائق: اختفاء جمال خاشقجي في تركيا.. ما علاقة السعودية؟

الحكاية في دقائق: اختفاء جمال خاشقجي في تركيا.. ما علاقة السعودية؟

7 Oct 2018
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الصحفي السعودي جمال خاشقجي يختفي في إسطنبول منذ الثاني من أكتوبر.

في السطور التالية من دقائق، سنحاول تتبع الحكاية من البداية.

الاختفاء الغامض

دخل خاشقجي مقر القنصلية السعودية في حي ليفانت بإسطنبول في الواحدة ظهر الثلاثاء 2 أكتوبر؛ للحصول على أوراق رسمية خاصة، يقول مقربون منه إنها وثائق تسجيل طلاقه من زوجته الأولى؛ استعدادًا للزواج من خطيبته التركية خديجة آزرو.

حتى هذه اللحظة لا يظهر اختلاف الرواية بين مختلف أطراف الأزمة، لكن خطيبة الصحفي السعودي وأحد أصدقائه يقولون إنه لم يخرج من القنصلية لسبع ساعات ونصف، وحتى بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية، بينما أكد موظفو السفارة أنه غادرها منذ ساعات. حينها اتصلت خطيبته وأصدقاؤه بالشرطة التركية.

صمت أنقرة.. وتعليق واشنطن

في اليوم التالي، نقلت رويترز عن مسؤولين أتراك لم تسمهم قولهم إن خاشقجي محتجز داخل مبنى القنصلية. تصريحات ظلت في نطاق المصادر المجهلة، بعدما رفضت السلطات التركية التعليق على الحادث بشكل رسمي، فيما التزمت السلطات السعودية الصمت.

التعليق الأول جاء من الولايات المتحدة، حيث نقلت الوكالة نفسها عن مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية أكد أن واشنطن اطلعت على تقارير اختفاء خاشقجي، وتسعى للحصول على مزيد من المعلومات.

خاشقجي يعيش للمعيشة في الولايات المتحدة منذ أكثر من عام، حيث كتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست تنتقد السياسات السعودية في بعض الملفات، وتدافع عن قطر وتنظيم الإخوان، المصنف كتنظيم إرهابي على لوائح الرباعي العربي. ويقول مقربون منه إنه حصل على وثائق إقامة مؤقتة، كان يحاول مؤخرًا تحويلها إلى دائمة.

تصعيد تركي

في اليوم التالي، قال ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية، إن تركيا تعتقد أن خاشقجي لم يغادر أراضيها.

بالتزامن، عقد المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالن، مؤتمرًا صحفيًا قال فيه إن وزارة الداخلية لديها معلومات بأن خاشقجي لا يزال داخل مقر القنصلية السعودية، في وقت رفعت فيه السلطات الإجراءات الأمنية في كافة المطارات والمعابر التركية.

واستدعت وزارة الخارجية التركية السفير السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي للتشاور بشأن اختفاء خاشقجي، بينما أجرى وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون السياسية والاقتصادية، عادل مرداد، محادثات مع السفير التركي في الرياض، أردوغان كوك، دون الكشف عن تفاصيلها.

وقالت مصادر تركية إن أنقرة تبذل جهودًا لتوضيح المزاعم بشأن خاشقجي، وتعتقد أنها ستأتي بنتيجة إيجابية، مؤكدًا أن الاتصالات مستمرة بين تركيا والسعودية للتغلب على المشكلة، فيما كشف تلفزيون (إن تي في) التركي أن السفير السعودي أبلغ المسؤولين الأتراك بأنه ليست لديه معلومات عن خاشقجي، ناقلًا عن يافوز سليم كيران، نائب وزير الخارجية التركي، إبلاغه السفير السعودي بأن القضية “يجب إنهاؤها فورًا”.

السعودية ترد

في الرابع من أكتوبر، أصدرت القنصلية السعودية في اسطنبول بيانًا مقتضبًا، أكدت فيه متابعتها التحقيقات لكشف ملابسات الاختفاء.

في اليوم التالي، قال السفير إن قنصلية بلاده لا تمتلك أي معلومات عن مكان جمال خاشقجي.

من جانبه، أعرب المكتب الإعلامي للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن أمله في أن يتم العثور على خاشقجي “بأسرع وقت”، وأن يكون “آمنًا”.

اقرأ أيضًا| عام من إصلاحات بن سلمان.. ماذا تغير في السعودية؟ وماذا يقول منتقدوه؟

تعليق ولي العهد

في مقابلة مع بلومبرج، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن بلاده مستعدة للسماح لتركيا بتفتيش قنصليتها في إسطنبول للبحث عن خاشقجي.

وأضاف بن سلمان: “المبنى أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والتفتيش على ما يريدون وليس لدينا ما نخفيه”.

وعندما سئل ولي العهد عما إذا كان خاشقجي يواجه تهمًا في السعودية، قال إنه من المهم أولًا اكتشاف مكانه، وقال: “إذا كان في المملكة العربية السعودية، فإنني سأعرف ذلك”.

شائعات القتل

بحلول مساء السادس من أكتوبر، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين لم تسمهم أن الأمن التركي يعتقد أن الصحفي السعودي جمال خاشقجي قتل فى القنصلية السعودية، وأن الجثمان نقل خارج المبنى. لكن تصريحا لاحقا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار إلى أنه لا يزال يأمل في “نهاية إيجابية” للموضوع.

وأعلنت وكالة الأنباء التركية الرسمية فتح تحقيق رسمي حول “ادعاءات احتجاز الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي انقطعت اخباره عقب دخوله قنصلية بلاده بإسطنبول”، فيما تعهد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، بالكشف عن مصير خاشقجي والجهة المسؤولة عن اختفائه.

وأعلنت النيابة التركية، مساء السبت، أنها فتحت تحقيقًا رسميًا في اختفاء خاشقجي. وقالت الشرطة التركية إنها فحصت كاميرات المراقبة في المناطق المحيطة بالقنصلية ،ولم تجد أي مؤشر على خروجه.

اقرأ أيضًا| ماذا نعرف عن المنطقة المحايدة بين السعودية والكويت؟

فيديو القنصلية

ويوم الأحد، السابع من أكتوبر، نشرت القنصلية السعودية مقطع فيديو يثبت عدم وجود خاشقجي داخل مبناها، حيث اصطحب القنصل محمد العتيبي صحفيي رويترز في جولة شملت جميع أروقة القنصلية المكونة من ستة طوابق، بما في ذلك المصلى والمرآب والمكاتب وشبابيك التأشيرات والمراحيض وغرف الأمن والتخزين، كما فتح خزانات المكاتب والملفات.

وقال العتيبي: “المواطن خاشقجي غير موجود في القنصلية ولا في السعودية، والقنصلية والسفارة تبذلان جهودًا للبحث عنه، ونشعر بالقلق إزاء هذه القضية”.

واعتبر القنصل السعودي في إسطنبول أن الحديث عن اختطاف المواطن السعودي جمال خاشقجي أمر “لا يستند إلى أساس”، وقال: “أعتقد أن طرح فرضية اختطاف مواطن سعودي من قبل بعثة دبلوماسية أمر مقزز”.

تحقيق مشترك

لاحقًا، عبر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، عن رغبة بلاده في التعاون مع السعودية فيما يتعلق بقضية خاشقجي، لتتفق أنقرة والرياض على تشكيل مجموعة عمل مشتركة، للكشف عن مصير خاشقجي. وفي حين أكدت واشنطن وجود محققين أمريكيين في تركيا للعمل مع نظرائهم الأتراك والسعوديين على كشف ملابسات حادثة الاختفاء الغامض، نفت مصادر دبلوماسية تركية مشاركة محققين أمريكين في التحقيقات.

وعكس سير روايات وسائل الإعلام في بلاده، قال الرئيس التركي رجب طيب أدوغان إن السلطات التركية اتخذت خطوات في إطار معاهدة فيينا، وحصلت على ردود بشأن إمكانية دخول القنصلية السعودية في إسطنبول لإجراء التدقيقات اللازمة، وأن الإجراءات متواصلة بعد هذه الردود سواء على مستوى جهاز الأمن أو وزارة الخارجية أو الاستخبارات التركية.

وأضاف أردوغان أنه “لن يكون صائبًا حاليًا أن نجري تقييمًا بناء على توقعات”، مؤكدًا ضرورة الانتظار إلى حين اتضاح الصورة في نهاية الإجراءات، من أجل إبداء التقييم الأساسي.

تفتيش القنصلية

لتسع ساعات متواصلة، أجرى أعضاء مجموعة العمل التركية السعودية عمليات تفتيش مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، استخدموا خلالها أجهزة متنوعة، بما في ذلك مصابيح الأشعة تحت الحمراء، التي يمكنها كشف آثار الدم.

وتفحصت المجموعة حديقة القنصلية. وبعد بضع ساعات، وصلت شاحنتان إلى موقع التحقيق، لإجراء مزيد من الفحوص.

وغادر أعضاء المجموعة الأتراك والسعوديون مبنى القنصلية بشكل مستقل، دون تقديم تصريحات حول نتائج التفتيش.

وشارك من الجانب التركي، ممثلو مكتب النيابة العامة وشرطة إسطنبول.

وخاشقجي وجهٌ مألوفٌ منذ سنوات في الفضائيات العربية، وخلال عمله، أجرى مقابلات مع زعيم تنظيم القاعدة الراحل، أسامة بن لادن، عدة مرات، في أفغانستان والسودان، وتولى رئاسة تحرير صحيفة “الوطن” السعودية مرتين.

وعمل مستشاراً للأمير تركي الفيصل، الذي كان رئيسًا للمخابرات السعودية وسفيرًا للمملكة لدى الولايات المتحدة وبريطانيا.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك