دراسة جديدة تظهر زيادة في معدلات الإصابة بالسرطان المرتبط بالسمنة بين الشباب، بشكل يهدد التقدم الطبي المحرز في مجال تقليص عدد الوفيات الناتجة عن المرض في السنوات الأخيرة.
أجرت الدراسة جمعية السرطان الأمريكية، وشملت أبحاثًا على 12 نوعًا من السرطان مرتبط بالسمنة.
قسمت الدراسة المرضى الخاضعين للبحث إلى خمس مجموعات عمرية مختلفة، انقسمت من 25 إلى 29 عامًا، ومن 80 إلى 84 عامًا.
وبحثت الدراسة بيانات 30 نوعًا من السرطان، ركزت على 12 منها مرتبط بالسمنة، طبقًا للتشخيصات في الفترة بين 1995 و2014 بجانب 18 أخرى غير مرتبطة بالسمنة.
البيانات التي جمعتها الدراسة تغطي نحو نصف سكان الولايات المتحدة، ما يعني أن نسبة الخطر متماثلة بين سكان الدول التي تتبع حمية غذائية مشابهة، مثل بريطانيا.
بحسب صحيفة “التليجراف”، ترتفع معدلات الإصابة بأنواع السرطان المرتبطة بالسمنة بين الفئات العمرية من 25 إلى 49 عامًا، بمعدلات أعلى من كبار السن، الذين كان ينظر لهم عادة باعتبارهم الأكثرة عرضة للمرض.
وتوصلت الدراسة إلى أن معدلات الإصابة بسبب السمنة كانت أعلى بين المجموعة الأصغر سنًا في ستة من أنواع السرطان الرئيسية، مثل الأمعاء والبنكرياس والكلى.
ظهرت كذلك خطورة أكبر للإصابة بأمراض سرطان الرحم والمرارة والمايلوما المتعددة للفئات العمرية الأصغر سنًا، مقارنة بالفئات الأكبر.
يشدد فريق الباحثين الذى أجرى الدارسة على أن أعداد المصابين ما زالت أعلى بين الفئات الأكبر سنًا، لكن معدلات الإصابة تتزايد بين الشباب بسبب السمنة.
وتسجل الولايات المتحدة أعلى مستويات السمنة في العالم، بينما تتضاعف النسب في دول أخرى، مثل بريطانيا – تحتل المركز السادس بين الدول المتقدمة – والتي زادت معدلات السمنة بها 92% منذ 1992.
وحتى الأن، فإن واحدة من كل 20 حالة إصابة بالسرطان فى بريطانيا تكون مرتبطة بالسمنة.
ويقول الباحثون إن الدراسة المنشورة في “ذا لانسيت” تشير إلى أن معدلات الإصابة قد تعطل سنوات من التقدم الطبي في مجال مكافحة الوفاة الناتجة عن السرطان، إذا ما تخطت أعداد الوفيات بين الشباب نظراءهم من كبار السن.
يقول تام فراي، المتحدث باسم المنتدى الوطني للبدانة، إن سكري النمط الثاني، المرتبط بالسمنة، بات يصيب الشباب والأطفال، بعدما كان يعد من أمراض منتصف العمر.
النتائج تعني أن التقدم الذي حققناه طبيًا فى معالجة السرطان أصبح بلا قيمة، إلى أن تبدأ هيئة الصحة الوطنية في إحصاء السمنة جديًا – فراي
أحمدين جمال، نائب رئيس برنامج خدمات البحوث الصحية والمتابعة في جمعية السرطان الأمريكية، يحذر من أن السمنة قد تطيح مستقبلًا بالتقدم المحرز بخفض نسب الوفيات بأغلب أنواع السرطان إذا لم يحدث تدخل كافٍ.
الأجيال الأصغر سنًا تتعرض لخطر مبكر ودائم من السمنة والمتاعب الصحية المرتبطة بها، بما يؤدي لزيادة نسبة الإصابة بالسرطان
هيونا سونج، التي قادت الفريق البحثي، تؤكد أن السمنة مرتبطة بمتاعب صحية، مثل أمراض السكري والتهاب الأمعاء وحصى المرارة، وكذلك العادات الغذائية السيئة المنتشرة بين الأجيال الأصغر سنًا تؤدي لزيادة خطر السرطان.
“أكثر من نصف الشباب بين 20 و49 عامًا بين عامي 2010 و2012 كانوا يتبعون حمية غذائية سيئة، مثل تجاهل تناول الفاكهة والخضراوات، والأطعمة التي تحتوي على حبوب كاملة، أو الأسماك، أو المحار، بنسب كافية، بينما يعتمدون أكثر على الأطعمة السريعة أو التي تحتوي على نسب كبيرة من السكر والملح”.