في 6 مشاهد | كيف تحولت السعودية من تثبيت الأقدام إلى تحريك الشرق الأوسط ؟| تايم لاين في دقائق

في 6 مشاهد | كيف تحولت السعودية من تثبيت الأقدام إلى تحريك الشرق الأوسط ؟| تايم لاين في دقائق

7 Sep 2020
الخليج السعودية
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

مر الدور السعودي داخل الشرق الأوسط بعدة مراحل، تتفق على أهمية الدور ومركزيته، لكنها تختلف في طرق التعبير عنه.

السعودية اعتمدت لمدة عقود على وزنها الاقتصادي المادي، لكن أيضا على قوتها المعنوية الدينية.

كون السعودية مرجع ومحج المسلمين حول العالم، فقد عزز هذا الموقع ميل السعودية إلى القيادة من خلف الكواليس، دون الدخول في صدامات علنية.

لكن هذا الدور بدأ يختلف بالتدريج في طبيعته بدءا من حرب تحرير الكويت وصولا إلى عاصفة الحزم.

1932 - تثبيت الأقدام أولًا

اكتشف النفط عام ١٩٢٣، والصراع على إقامة الدولة السعودية الموحدة في ذروته. بعد إقامة الدولة اتجهت أنظار المسؤولين نحو تحقيق الاستقرار والتوازن الداخلي. 

جلبت العائدات النفطية نظمًا مدرسية وتعليمية أفضل لسكانها، وبدأت هويتها الدينية في التشكل، ثم ركزت على تحقيق العقد الاجتماعي، بموجبه يختص رجال الدين بالأمور الثقافية والدينية والمجتمعية، بينما توكل إدارة شؤون السياسة للأسرة الحاكمة، على أن تضمن المعادلة الرخاء الاقتصادي للمواطنين.

وفقًا لمجلس العلاقات الأوروبية، يمثل اكتشاف النفط بداية إدراك المملكة بأنه من الممكن أن يكون لها دور ريادي في المنطقة، دون أن تتصدر المشهد، بل اعتمادا على ثقلها الاقتصادي المادي والديني المعنوي. والأخير شجع نزوع السعودية إلى اتخاذ مواقف تتسق مع كونها ملتقى المسلمين في العالم.

حتى جاءت حرب الخليج الثانية وغزو صدام حسين للكويت ليتحول دورها درجة درجة من القيادة من خلف الكواليس إلى اتخاذ مواقف أكثر حسما.

1981 - مجلس التعاون الخليجي

منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، تركزت أهداف دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، على منع تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة، والتصدي لمحاولات تصدير الثورة.

لهذا الغرض، أنشئ مجلس التعاون الخليجي، الذي انخرط في تحالفات أمنية مع العديد من دول المنطقة لخلق ضغط على الجمهورية الإسلامية.

بذرة المجلس كانت كويتية، بحث المشاركون فكرة إنشائها في أبو ظبي، واتخذ الرياض مقرًا له.

أواصر العلاقة الممتدة بين الولايات المتحدة والسعودية ازدادت قوة في هذا العقد. التقت مصلحة الولايات المتحدة والسعودية في مكافحة تمدد الشيوعية، وتصدير الثورة الإيرانية.

1990 - حرب الخليج الثانية

حين غزا صدام حسين الكويت عام 1990، لم يجد القادة الكويتيون مكانا يهربون إليه سوى السعودية التي استضافت الأسرة الحاكمة، الأمر الذي دفع صدام حسين للتهديد بغزو المملكة.

يمكن اعتبار حرب الخليج الثانية هي المرحلة الفعلية لبروز دور السعودية الريادي بطريقة عملية. تولت التنسيق بين الجيوش العربية والإسلامية للمشاركة في تحرير الكويت، وأثبتت براعتها في ذلك بقيادة الملك فهد بن عبدالعزيز.

وبعد تهديد صدام بغزو السعودية ردًا على استضافتها الأسرة الحاكمة، دعت الولايات المتحدة إلى إرسال قواتها لحماية المملكة بعد موافقة المؤسسات الدينية. وبالفعل أرسلت أمريكا 230 ألف جندي للدفاع عنها.

توسع هدف الملك فهد إلى مطالبته بإزاحة صدام نفسه، وهو بالفعل ما شرعت فيه أمريكا، وشاركت السعودية في الضربات الجوية التي شنت على العراق في 16 و17 يناير 1991، شاركت بـ7 آلاف ضربة جوية. في تلك المرحلة اتفقت الرؤية السياسية والاقتصادية للمملكة مع الرؤية الأمريكية.

في تلك المرحلة أيضًا، بدأ الملك فهد بن عبدالعزيز، إدخال تعديلات شبه دستورية وتعديل نظام الحكم الأساسي في المملكة، توسعت دائرة المرشحين لوراثة العرش لتشمل الأحفاد، وضع بنود تحمي خصوصية المواطنين، وأنشأ النظام الأساسي للشورى تكون من 120 عضوًا، وفي عهده أصبحت الحكومة أكثر تمثيلًا.

2002 - مبادرة السلام العربية

منذ بدء الصراع العربي الإسرائيلي، اعتبرت مصر المسؤولة ضمنيًا عن الملف الفلسطيني بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد في أعقاب حرب 1973.

لكن في مارس 2002، قدم ولي العهد السعودي حينها الأمير عبدالله بن عبد العزيز، خطة سلام جديدة، عرض خلالها إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، إضافة إلى عودة اللاجئين إلى أراضيهم الأصلية.

في الواقع، لم تكن تلك المرة الأولى التي تقدم فيها السعودية مبادرة للسلام.

في 1981 قدم ولي العهد السعودي اقتراحًا بالاعتراف بإسرائيل مقابل الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، لكن سرعان ما تم تأجيل الخطة بسبب التطورات في المنطقة. مثل الحرب العراقية الإيرانية.

رغم أن المبادرة لم تنجح، بسبب الرفض الاسرائيلي لبند اللاجئين، إلا أن المبادرة السعودية قدمت أرضية واضحة تتعلق بأكبر صراع في المنطقة، وأشيد بفكرة طرح المبادرة من السعودية نفسها، سواء في إسرائيل أو بعض الدول العربية والبيت الأبيض، واعتبرت صدى للدور الجديد الذي بدأت السعودية في لعبه في المنطقة.

وأصبحت المبادرة السعودية الأساس الذي بنيت عليه المبادرات اللاحقة.

2011 - درع الخليج

بعد اضطرابات 2011 في البحرين، تصاعدت التوترات بين الحكومة البحرينية والجماعات السياسية الشيعية، وبدا أن الوضع الأمني يخرج عن السيطرة، فطلبت الأسرة الحاكمة البحرينية من السعودية التدخل لحمايتها.

شكلت السعودية قوات درع الخليج بقيادتها وبمشاركة الإمارات، وتدخلت بالفعل لحماية المؤسسات الاستراتيجية. ونجحت في حفظ أمن البحرين بـ 1200 جندي من الحرس الوطني و150 مركبة سعودية و800 جندي إماراتي.

المبادرة السعودية كانت على مسؤوليتها الخالصة. وكانت أول تحرك عملي على الأرض بعد ثورات 2011، ليصبح لها وزن وثقل مهم في المنطقة في تلك الفترة وهي المرحلة التي بدأ يُنظر إليها على أنها اللاعب الرئيسي والمرشح للهيمنة على النفوذ في المنطقة وفي مواجهة إيران. من هنا ضمنت الدعم الغربي والأمريكي لخططها.

2015 - عاصفة الحزم

استكمالًا لدورها الذي أصبح رياديًا في المنطقة، تولت السعودية تشكيل تحالف عربي، مكون من السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر التي خرجت لاحقًا، لحماية الشرعية في اليمن ومواجهة وكلاء إيران، الحوثيين، الذين هددوا أمن المملكة نفسها، بناءًا على طلب من الحكومة اليمنية، وبالفعل استضافت حكومة عبد ربه منصور هادي. وتدخلت عسكريًا في حملة مستمرة حتى الآن.

سميت العملية بعاصفة الحزم، وهي الحملة التي دعمتها الولايات المتحدة لاحقًا بضربات جوية مساعدة. وبدأت الضربة الأولى للسعودية داخل اليمن في 26 مارس 2015.

مصادر إضافية للمزيد من المعرفة

كيف ساهمت القومية في تغيير السعودية (المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية)

التطلع للريادة في الشرق الأوسط (معهد القانون)

حرب الخليج وعواقبها (بريتانيكا)

القمة العربية تتبنى مبادرة السلام السعودية (سي ان ان)

القمة العربية ومبادرة السلام السعودية (لوس انجلوس تايمز)

تقييم مبادرة السلام العربية (معهد الشرق الأوسط للسياسات)

المعركة على البحرين.. المنافسة بين السعودية وإيران (معهد الشرق الأوسط للسياسات)

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

موضوعات متعلقة

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك