العقل البشري ماهيته ووظائفه وكيف يمكن تنمية قدراته، هذا ما يرغب الكثير من الناس في التعرف عليه، فجميعنا يعرف أن الإنسان كائن عاقل نسبة إلى العقل، وأن العقل البشري هو المتحكم الأول والأخير في تحديد نسبة ما يملكه الفرد من ذكاء، ولكن لا نعرف الكثير من المعلومات عنه، فتابعنا لتعرف الكثير من المعلومات أقسام الدماغ، وأقسام العقل ووظائفه وكيف يعمل:
ينطوي مصطلح العقل البشري على عدة قدرات محددة لها علاقة وثيقة بقدرة الشخص على الإدراك والتمييز واتخاذ قرارات صحيحة ومدروسة، عن طريق قيام الدماغ بعمليات معينة لما قد تم إمداده به من بيانات، وجدير بالذكر أن امتلاك العقل لا يقتصر على الجنس البشري فقط، وإنما تمتلكه أيضاً الكثير من فصائل الحيوانات.
ومن أهم الوظائف التي تقوم بها الدماغ هي حفظ البيانات والمعلومات في شكل روائح وأصوات وأذواق، وصور، أحاسيس، أو أي مدخل حسي لم يتم ذكره أيضاً، ويطلق على هذا الأمر بالمعلومات الإيجابية، أي أن العقل في هذه الحالة بتعامل مع البيانات والمعلومات عن طريق تجربتها بالحواس التي يمتلكها الشخص، وكذلك المعلومات التي تتعلق بالمشاعر والعواطف.
يقول العلماء بناء على العديد من الأبحاث والدراسات العلمية أن الدماغ بشكل عام يتكون من جزئيين، وهما الجزء الأيسر والجزء الأيمن، ولكل جزء منهما وظائف محددة تختلف عن وظائف الجزء الآخر، كما يتعامل كل نصف أيضاً مع أنواع محددة من البيانات والمعلومات والمشكلات، فالنصف الأيمن هو من يتعامل دائما مع عواطف الإنسان ومشاعره، أما القسم الأيمن فيتعامل مع المعلومات التي تحتاج إلى تحليل ومنطق.
تناولت الكثير من الدراسات والبحوث ماهية العقل البشري وكيفية عمله منذ الأزل، فقد تهتم الفلاسفة في العهد الاغريقي مثلا بالبحث عن طبيعة العلاقة التي تربط بين عقل الإنسان وروحه، وتوالت الأبحاث والنظريات إلى أن قام الأطباء في عصرنا الحديث بالربط بين نفس الإنسان وعقله، ويظهر هذا واضحاً في الأبحاث والدراسات التي بتناولها علم النفس، وهناك الكثير من العلماء يؤكدون أن وظائف التفكير العليا التي تعتمد على الذاكرة والتفكير هي فقط مسؤولية الدماغ، أما البيانات الأخرى التي لها علاقة بمشاعر الإنسان وعاطفته مثل الكره والحب والحزن والفرح وغيرها من المشاعر الإنسانية، ليس لها أي صلة بعقل الإنسان.
وهناك بعض العلماء الذين اختلفت أراءهم مع هذه النظرية بل ورفضوها رفضاً تاماً، وبرروا وجهة نظرهم بأنه لا يصح أبدا أن نفصل بين بين العمليات العقلية وبين ما يشعر به الإنسان، فمن أهم خصائص العقل الإنسان عدم استطاعته الجمع بين تنفيذ عملية التفكير وبين العمل في آن واحد، رغم أن هناك بعض الأشخاص يؤكدون قدرتهم على الجمع بين العمل والتفكير في لحظة واحدة، ولكن يمكننا أن نرد عليهم بأنه من المؤكد أن هناك لحظة ما سوف يكون فيها الشخص عاجزاً عن العمل والتفكير معا، لأن هناك إحدى العمليات سوف تحصل على طاقة الإنسان وتركيزه كاملاً.
وقد قام العلماء والمتخصصون بتقسيم عقل الإنسان إلى جزئيين وهما كالتالي:
ويرتبط هذا الجزء بجميع العمليات الإدراكية التي تحدث داخل الدماغ، فهو مسؤول عن إتمام حوالي من 5 % إلى 10% فقط من وظائف الدماغ، ويعمل هذا الجزء في حالة اليقظة فقط،
أما عن هذا القسم من عقل الإنسان فيرى العلماء عدم وجود أي علاقة بينه وبين الإدراك، ويطلق عليه اسم العقل الباطن، فهو يعمل أثناء نوم الشخص، وهو المسؤول عن التعامل مع حوالي من 90 % إلى 95% من مهام العقل، فهو لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال.
هناك العديد من المهام التي يقوم بها العقل البشري، وتكمن أهمية العقل في قدرته على أداء هذه المهام ، ولعلك ترغب يا عزيزي في التعرف عليها، فتابع لتتعرف عليها:
التفكير.
التخيل.
النسيان.
التركيز.
الذاكرة.
الابداع.
تخزين البيانات والمعلومات.
لا يمكننا أبدا أن نقيس قوة العقل البشري، لأن مقدارها كبير للغاية، وجدير بالذكر أن الشخص بالفعل لا يستعمل أكثر من 10 % فقط من هذه القوة، لذا يتوجب على الانسان السعي إلى الاستفادة بما يمتلك من قوة عقلية وعدم وضعها في حيز الإهمال فهي نعمة عالية من الله تعالى بها على الإنسان، فبهذه القوة يمكن للإنسان فهم جميع ما يحدث حوله وذلك في حالة استخدامها بشكل سليم، فهناك علم حديث توصل إليه العلماء يسمى علم المرونة العصبية، يمكنك اللجوء إليه لتتمكن من تغيير طريقة تفكيرك، وإدارة دماغك، والوقوف على النقاط الضعف لديك وعلاجها وتحويلها إلى نقاط قوة، فالعقل هو المتحكم الرئيسي في المشاعر والإدراك وجميع المهام الرئيسية في الجسم، وذلك لما يحتوي عليه من خلايا عصبية معقدة تزيد عن مليارات.
هناك بعض النصائح التي يمكن أن يساعد تنفيذها في تنمية القدرات العقلية للشخص وتطوير ذكاءه، وقد بنيت هذه النصائح على نظريات علمية مؤكدة، فمن الممكن تطوير العقل البشري بشكل مذهل، ولعلك بحاجة إلى التعرف عليها حتى تستطيع استغلال قوتك العقلية وتنمية قدراتك فتابع لتتعرف على معلومات أكثر:
يرى العلماء والخبراء أن من أهم الأشياء التي تساهم في الحفاظ على ذاكرة الشخص قوية وحمايتها من النسيان هو استمراره بشكل دائم في التعلم وجعل عقله في حالة نشاط مستمر، وتنشيط الخلايا الدماغية عن طريق إجراء بعض العمليات والتمارين المنشطة للذهن.
ينصح العلماء باستخدام الإنسان لحواسه بقدر استطاعته، فالتعلم عن طريق أكبر عدد ممكن من الحواس يدعم احتفاظ الذاكرة بالأشياء لوقت أطول، فقد أكدت إحدى الدراسات أنه في حالة رؤية الإنسان لأي شيء له علاقة بالرائحة تنشط المنطقة الرئيسية الدماغ المسؤولة عن التعامل مع الروائح.
تعد ممارسة التمارين الرياضية من أهم الأشياء التي تفيد خلايا الجسم، فما يقوم به الشخص من جهد أثناء ممارسة الرياضة يعمل على تدفق الدم والأكسجين إلى العقل، فتتجدد الخلايا وتزيد قدرتها وكفاءتها على العمل.
يعد التكرار من أهم الوسائل التي وينصح باستخدامها لتنشيط العقل، فهي أفضل وسيلة تستخدم في التعليم، ولكن يجب أن يتم استخدامها بشكل صحيح لتحقيق النتيجة المرغوبة، فلا ينصح باستخدامه مرات عديدة في فترة زمنية بسيطة، فمثلا يقوم الإنسان بتكرار المعلومة في البداية كل ساعة ثم كل ساعتين ثم كل بضعة ساعات ثم كل يوم ثم كل أسبوع وهكذا، وتعد هذه الطريقة فعالة للغاية عند التعامل مع المعلومات المعقدة.
من المهم أن يحرص الإنسان على القيام بتجربة شيء جديد في كل يوم يمر به، فتغيير روتين يوم الشخص بشكل دائم يعمل بشكل فعال على تنمية ذكاءه وتطوير قدراته.
وهنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال بعد أن تعرفنا سوياً على الكثير من المعلومات التي دور حول العقل البشري، ووظائفه وبعض النصائح لتطويره.
نسخة للطباعة