لا جين بعينه مسؤولا عن المثلية الجنسية.. لكنها ليست القصة الكاملة! | س/ج في دقائق

لا جين بعينه مسؤولا عن المثلية الجنسية.. لكنها ليست القصة الكاملة! | س/ج في دقائق

1 Sep 2019
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

* الدراسة غطت نحو نصف مليون شخص.. واتخذت تدابير تضمن عدم التلاعب بالنتائج

* لا يوجد جين بعينه يجعل شخصًا ما مثلي الجنس.. العوامل الوراثية تمثل فقط ما بين 8 إلى 25% من سلوك المثلية الجنسية

* 5 عوامل تترك مجتمعة مقدارًا ضئيلًا التأثير الجيني الكلي لا يتجاوز 1% من تحديد السلوك الجنسي

* فريق الدراسة: علم الوراثة لا يزال يمثل أقل من نصف القصة.. عدم تحديد عوامل وراثية مؤثرة في اختيار المثلية الجنسية لا يستبعد احتمالات أن تكون فطرية أو بلا بديل في شخصية فرد ما

* في حالة الطول مثلًا.. العوامل الوراثية تلعب دورًا مهمًا.. لكن لا يوجد جين محدد يتحكم في الطول

س/ج في دقائق


من أجرى الدراسة؟ وكيف؟

الدراسة أجراها باحثون من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونشرتها مجلة ساينس.

استخدمت الدراسة بيانات من البنك الحيوي البريطاني (Biobank) و23 آند مي (23andme) وهي شركة أمريكية خاصة متخصصة في علم الجينوم والتكنولوجيا الحيوية.

قام الباحثون بمسح الجينوم (التركيب الوراثي الكامل) لنحو نصف مليون شخص، كما سألوا المبحوثين إن كانوا يكتفون بعلاقة المثلية الجنسية أم يقيمون علاقات مع الجنس الآخر.

شملت الدراسة 309 آلاف شخص اشتركوا في مشروع البنك الحيوي البريطاني و68,500 شخص مسجلين لدى 23 آند مي.

واستخدم الباحثون كذلك ثلاث مجموعات أصغر من مصادر منفصلة لتكرار النتائج، وسجلوا خطة البحث مسبقًا لضمان عدم إجراء أي تحليل للبيانات بعد إكماله بحثًا عن نتائج خادعة لكنها ذات دلالة إحصائية.


لماذا احتاجت الدراسة لنصف مليون مبحوث؟

موقع إيه آر إس تكنيكا المختص بتكنولوجيا العلوم يقول إن انتشار المثلية الجنسية على نطاق واسع بين الحيوانات وفي كل الثقافات التي وصلنا يؤشر بدرجة ما إلى أنه قد يكون فطريًا عند بعض البشر.

التحدي الحقيقي الذي يواجه الباحثين بهذا الصدد هو اكتشاف معنى “الفطرية” عندما يتعلق الأمر بمجموعة معقدة من السلوكيات التي تتأثر بشدة بالثقافة مثل النشاط الجنسي.

وفي حين أنه يمكن تحديد الجينات ذات التأثيرات فائقة القوة عبر تتبع مسارها الوراثي في عدد قليل من العائلات، فإن الأسلوب سيفشل في تحديد أي من التأثيرات الضعيفة التي تسهم في تحديد عوامل أخرى.

بدلًا من ذلك، استفاد الباحثون من تطوير شرائح الحامض النووي، والتي يمكنها مسح عشرات الآلاف من المواقع الفردية في الجينوم في وقت واحد، بما أمكن معه القيام بدراسات ما يسمي بـ جمعيات الجينوم (GWAS)، بما ساعد في تتبع أجزاء الجينوم المرتبطة بالتأثيرات الأضعف.

وكلما كان التأثير أضعف، كلما ازداد حجم مجموعة البداية التي يحتاجها الباحثون لدراسة التأثير.

في الدراسة الجديدة، لجأ الباحثون إلى البنك الحيوي البريطاني كواحد من أكبر مصادر البيانات الجينية المتاحة، والذي يحتوي على بيانات وراثية من حوالي نصف مليون مواطن، إلى جانب بياناتهم الصحية والديمغرافية والشخصية.

ولأهمية المعلومات الشخصية المتعلقة بالتفضيلات الجنسية الموصوفة ذاتيًا، لجأ الفريق إلى 23 آند مي، التي وافق عشرات الآلاف من عملائها على استخدام بياناتهم لأغراض بحثية، وأجاب عدد كبير منهم على استقصاء حول سلوكهم الجنسي، بخلاف المجموعات الثلاث الأصغر.


ماذا كشفت النتائج بالتحديد؟

التحليل الجيني خلص إلى أنه لا يوجد جين بعينه يقود شخصًا ما ليكون مثلي الجنس.

الدراسة وجدت بعض المتغيرات الوراثية المرتبطة بالمثلية الجنسية، لكنها قالت إن العوامل الوراثية تمثل فقط ما بين 8 إلى 25% من سلوك المثلية الجنسية.

الباحثون عثروا على خمسة متغيرات جينية محددة مرتبطة بشكل خاص بسلوك المثلية الجنسية، أحدها مرتبط بالمسار البيولوجي للرائحة، والبقية مرتبطة بالهرمونات الجنسية، لكنها جميعًا تترك مقدارًا ضئيلًا من التأثير الجيني الكلي لا يتجاوز 1% من تحديد السلوك الجنسي.

تأثير المتغيرات الخمسة معقد؛ يختلف بين الرجال والنساء، وحتى عبر طيف الانجذاب الجنسي

وبشكل ملحوظ، أشارت الدراسة إلى أن المشاركين الأصغر سناً كانوا أكثر عرضةً لدخول تجارب جنسية مع أشخاص من ميول جنسية مختلفة.


النتائج لم تغلق ملف المثلية الجنسية.. كيف؟

يقول بن نيل، الأستاذ المشارك في وحدة الوراثة التحليلية والتحويلية في مستشفى ماساتشوستس العام، وأحد أعضاء فريق الدراسة، إن علم الوراثة – مع إسهامه المهم للغاية في تحديد السلوك الجنسي – لا يزال يمثل أقل من نصف القصة.

يؤكد نيل إنه لا يوجد جين واحد يدفع لاختيار المثلية الجنسية. بالتالي، لا يمكن الاعتماد كليًا على الاختبار الوراثي لتحديد إن كان أحدهم سيختارها سلوكا جنسيا، معتبرًا أن من المستحيل فعلًا أن يساعد الجينوم في التنبؤ بالسلوك الجنسي للفرد.

ورغم تأكيد ديفيد كورتيس، الأستاذ الفخري في معهد علم الوراثة في كلية لندن الجامعية ان الدراسة تظهر بوضوح أنه لا يوجد شيء اسمه “جين مثليي الجنس”، ما يعني أنه لا يوجد تباين وراثي له تأثير كبير على السلوك الجنسي، لكنه يصر على أن عدم تحديد عوامل وراثية مؤثرة في اختيار المثلية الجنسية لا يستبعد احتمالات أن تكون فطرية أو بلا بديل في شخصية فرد ما.

ويشير موقع إيه آر إس تكنيكا إلى أن العديد من السمات البشرية ذات التأثير الوراثي الواضح تشبه تمامًا ما توصلت إليه الدراسة فيما يخص الجنسية بشأن عدم ارتباطها الواضح بجين بعينه.

في حالة الطول مثلًا: لا يوجد جين بعينه يحدث تأثيرًا فيولد شخص طويلًا. هو هنا يتأثر بعدد من الجينات كلٌ منها بمفرده يملك تأثيرًا ضئيلًا. يتأثر كذلك بالعوامل البيئية مثل التغذية التي تملك تأثيرًا قويًا يمكن أن يغمر التأثير الوراثي تمامًا.

وحرص الباحثون في الدراسة الجديدة على التأكيد على أن نتائجها تشير بشكل كبير إلى ثراء وتنوع النشاط الجنسي البشري، وأنها لا تستهدف التمييز على أساس الهوية أو الانجذاب الجنسي، ولا تصدر أي بيانات قاطعة حول الدرجة التي تؤثر بها الطبيعة والتنشئة على التفضيلات الجنسية.


بين السياسة والبيولوجي: غرائزنا التي حيرت أديان السماء والأرض| رواية صحفية في دقائق

دراسة “أصل البشر زوجين”: ليسا آدم وحواء.. ماذا عن طوفان نوح؟ وهل الدراسة دقيقة؟



رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك