بعد الحرب العالمية الثانية برزت أمريكا كإحدى دول القوة العظمى في العالم، وبدأت في إنشاء وترسيخ فكرة المعونة أو المنحة، وأصبح هناك الكثير من الدول التي تُمنح لها حتى وقتنا الحالي بمعونة تحت مسمى المعونة الامريكية وتلك المعونة هي مبلغ مالي يتم تحديده و منحه لكل دولة حسب وضعها الاقتصادي، وتعتبر تلك المعونة هي أحد أهم الأسباب التي جعلت لأمريكا سلطة وأهمية في العالم وخاصة في الدول النامية، وأصبحت تلك الدول تحت سيطرة أمريكا كما أن المعونة الامريكية جعلت هناك انتشار كبير للمنتجات الأمريكية في الأسواق و غيره.
بعد توقيع مصر و إسرائيل اتفاقية السلام سنة 1979م، أعلن الرئيس الأمريكي جيمي كارتر تقديم معونة أمريكية لكل من مصر و إسرائيل.
وأصبحت تلك المعونة ثابتة سنويًا تتلقاها مصر بمبلغ 2.1 مليار، ويتم توزيعها كالآتي: 815 مليون دولار معونة اقتصادية، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية، وتحولت بعد ذلك إلى منحة لا ترد.
و ليست أمريكا فقط من تعطي مصر منح و معونات فأمريكا تعطي 57% من إجمالي ما يأتي لمصر من الدول الأخرى، حيث إن الإتحاد الأوروبي و اليابان و غيرهم من الدول يقدمون بعض المعونات تقدر ب2% من إجمالي الدخل القومي في مصر.
الأهداف التي أعلنتها الوكالة الأمريكية لتلك المعونة كانت أن تدخل مصر ضمن المنافسين باقتصادها بين العالم و لكي يحدث تنمية اقتصادية بها و أن يحدث نمو في مجالات مختلفة.
وتشمل التنمية الاقتصادية تطورات في الزراعة ومجال الآثار و البيئة، وأيضاً هناك تنمية البنية التحتية وذلك من خلال تطوير شبكات المياه والصرف الصحي والطاقة.
وهناك مجالات التنمية في التعليم والصحة والديمقراطية وتطوير المجتمع المدني.
حيث إن النمو الاقتصادي ومجال التجارة والاستثمار، يؤدي إلى رفع المستوى في الخدمات المصرفية التجارية والتمويل العقاري والتأمين، وأيضًا الاهتمام بالدعم الفني في ذلك المجال وهو النمو الاقتصادي عن طريق الدعم الفني الممول من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
من جهة أخرى تطوير البنية التحتية والاهتمام بالمشروعات الضخمة المختلفة التي تحدث في مصر خلال السنوات الماضية.
أما عن التعليم فالاهتمام به يكون من خلال نشر العدل والمساواة في التعليم للجميع، بالإضافة إلى الاهتمام بتطوير وتوفير المدارس في القرى والأرياف، والاهتمام بمحو الأمية للكبار، واستخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة للتعليم.
و من أهم أدوار المعونة الامريكية أيضًا الاهتمام بمجال الصحة والمحاولة لإيجاده حل لأغلب الأمراض والعلاج منها بشكل مدعم، ووضع برامج و مشروعات مثل تنظيم الأسرة، وصحة الأم، والاهتمام أيضًا بالقضاء على الأمراض المعدية.
أيضاً هناك معونة كاملة خاصة للأمور العسكرية والأنشطة الخاصة بها.
عندما تولى جو بايدن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بدأ في وضع قرارات عديدة؛ وكان من بين تلك القرارات التي أخذتها إدارة جو بايدن هي وقف جزء من المعونة الامريكية لمصر، وكان قدرها 130 مليون دولارًا.
ويرجع سبب وقف المعونة الامريكية لمصر هو محاولة الضغط للإفراج عن بعض من المسجونين والنشطاء السياسيين الموجودين في السجون المصرية، والحفاظ على حقوق الإنسان.
بالإضافة إلى ذلك كان هناك تصريحات رئاسية في الإعلام من قبل المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تقول التالي: “نواصل إبداء مخاوفنا العميقة بشأن حقوق الإنسان في مصر”.
ومما لا شك فيه أن هذا التوقف من الممكن أن يؤثر على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.
هناك العديد من الدول التي تتلقى المعونة الامريكية ومنهم دول بالشرق الأوسط ودول عربية أيضًا، سنعرض أكبر 10 دول تتلقى معونة أمريكية، وهم:
أفغانستان تحتل المركز الأول حيث كانت تأخذ 6 مليارات دولارًا تقريبًا في سنة 2018م وانخفضت إلى 4.893 مليار دولار في سنة 2019م.
تحتل بعد ذلك إسرائيل المركز الثاني حيث تأخذ 3.308 مليار دولارًا.
تحتل المركز الثالث الأردن بمقدار مبلغ وقدرة 1.723 مليار دولارًا.
وتعتبر الأردن من أكثر الدول العربية عمومًا التي تتلقى تلك المعونة ويعتبر عام 2001م هو أقل عام تلقت فيه مبلغ 259 ألفاً.
تأخذ مصر حوالي 1.248 مليار دولارًا من المعونة الامريكية
تحتل العراق المركز الخامس وتحصل على مبلغ 960.2 مليار دولارًا.
وفي عام 2001م لم تتخطى المعونة الامريكية 181 ألف دولارًا؛ و ذلك عندما كان صدام حسين مستمر في الحكم، ثم تم رفع تلك المعونة من بعد دخول أمريكا العراق بثلاث سنوات وأصبحت بالصدارة لتكون من أعلى النسب.
تحتل أثيوبيا المركز السادس وتحصل على مبلغ 922.8 مليار دولارًا.
تعتبر اليمن في المركز السابع وذلك لحصولها على مبلغ 809.8 مليون دولار.
وتحصل كولومبيا على مبلغ وقدرة 800.8 مليون دولار.
وتستقبل نيجيريا مبلغ من المعونة الامريكية وقدره 793.4 مليون دولار.
تحتل الكونغو على المركز العاشر وتحصل على مبلغ 781.1 مليون دولار.
هناك العديد من الدول العربية التي تأخذ معونات غير تلك التي سبق ذكرها:
تلقت سوريا مبالغ من المعونة الامريكية ولكن بعد النزاعات منذ 2011م، وقد زادت النسبة بشكل كبير؛ ففي 2010م كانت تبلغ 22 مليونًا ومن بعد 2011م أصبحت في زيادة مسمترة.
حصلت الضفة الغربية وقطاع غزة على معونات كثيرة لبناء السلم المدني، ويعتبر ذلك الدعم مختلف خلال السنوات الأخيرة فوصل إلى مليار دولار في 2013م، و كان أقل مبلغ حوالي 85 مليوناً وذلك في سنة 2006م.
تحصل لبنان على المعونة الامريكية بمبلغ وقدرة 416.5 مليون دولارًا، وكان أكبر مبلغ تلقته في سنة 2014م يعتبر حوالي 508 مليون دولارًا، وفي سنة 2012م كان أقل مبلغ.
السعودية من الدول التي تحصل على معونة امريكية بمبلغ 733 ألف دولارًا، و تعتبر من الدول التي لا تعتمد على معونات أمريكا بشكل كبير.
تعتبر الكويت هي من أقل الدول التي تحصل على المعونة الامريكية حيث تتلقى مبلغ وقدره حوالي 112 ألف دولارًا، وأكبر معونة حصلت عليها كانت في 2007م بمبلغ 1.3 مليون دولارًا.
تعتبر قطر من الدول الأقل حصولاً على المعونات الامريكية و بلغت 95 ألف دولارًا، بل إنها في عامي 2013 و2014 لم تحصل قط على معونات وأكثر مبلغ حصلت عليه كانت 4 مليون دولار في عام 2009م.
تحصل الصومال على مبلغ جيد من المعونة الأمريكية و لكنه متذبذب، حيث بلغ ذلك حوالي 274.7 مليون دولارًا.
كان الدعم من أمريكا للسودان منخفض جدًا بسبب العقوبات المفروضة ولكن بعد، ذلك ارتفعت نسبة المعونة الامريكية في سنة 2013 و بلغت نحو 170 مليون دولارًا.
كانت المعونة الامريكية في ليبيا ضعيفة ثم أصبحت متوسطة، حيث إن ليبيا لم تتلقى سوى مرة أو اثنين في عهد القذافي، وأكثر مبلغ تلقته كان عند سقوط حكم القذافي وكان يبلغ 118 مليون دولارًا، وفي الغالب فهي تحصل على 26.6 مليون.