هناك الكثير من الدول التي عانت من الحروب والاستعمار ولكن وسط معاناة تلك الدول؛ كان هناك أشخاص أحرار من أبناء تلك الدول يحاولوا أن يستعيدوا وطنهم يساعدوا على نشر شجاعتهم لمجتمعهم و من تلك البلدان كانت الهند ، التي أنجبت أحد أهم زعمائها في العالم فهي من أنجبت الملهم المهاتما غاندي ، وفي ذلك المقال سوف نتعرف عليه.

من هو المهاتما غاندي

اسمه بالكامل موهانداس كرمشاند غاندي ولكن يقال له غاندي أو المهاتما غاندي ومعنى المهاتما أي الروح العظيمة ومعروف أيضاً باسم بابو أي الأب.

يعتبر المهاتما غاندي له دور كبير في حركة استقلال وتحرر الهند فهو يعرف ب زعيم حركة الاستقلال الهندية، حيث هو من نظم حملات مقاطعة ضد المؤسسات البريطانية.

كان يحب الحياة السلمية التي بلا عنف وكان يسعى للاستقلال بهذه الطريقة حتى أنه كان يهتم بأن تكون حملاته سلمية تماماً.

يعتبر من أهم الشخصيات التاريخية بالهند لدرجه أن يوم ميلاده يعد يوماً تاريخياً بالهند.

عانى المهاتما غاندي في حياته كثيراً حيث مات والده وبعدها بفترة وجيزه توفي أبنه.

يعتبر المهاتما غاندي هو الرجل الذي استطاع أن يحرر بلاده عن طريق الملح.

قام بعمل منظمة وحركة فلسفية كان مفهومها الرئيسي، هو المقاومة ضد الاستعمار والاستبداد دون التعرض للعنف بشكل عام،  وكانت تسمى تلك المنظمة ب الساتياغراها.

تزوج بعمر الثالثة عشر وكان زواج تقليدياً جدا من إمرآه تدعى kasturbai makhanji kapadia، وأنجب منها خمسة أطفال ومات منهم واحداً وبقي أربعة وهم : هريلال ومنيلال ورامداس وديفيداس.

حياة غاندي الشخصية

ولد المهاتما غاندي في 2 أكتوبر سنة 1869م، في بوباندار الهندية و التي كانت تعتبر جزءاً من وتحت قيادة الإمبراطورية البريطانية.

كان والده مارامشاند غاندي رئيساً للوزراء في بوباندار ولدول أخرى بغرب الهند،  وأما عن والدته فكنت أمرآة شديدة التدين حكيمةْ ربته على المبادئ والتدين.

و ترعرع غاندي على عبادة الإله فيشنو الهندوسي وكان يتبع الجاينية و التي كانت تحث على اللاعنف و الصيام ومبادئ الدين والاهتمام بالنظام الغذائي النباتي.

يعتبر المهاتما غاندي كان شاباً خجولاً جدا لدرجه أنه في مرحلة المراهقة كان يترك ضوء الغرفه  قبل أن ينام.

بعد فترة و عندما ولد أول أبنائه الناجين قرر غاندي الذهاب إلى إنجلترا ودراسة القانون هناك بلندن سنة 1888م وكان بعمر الثامنة عشر.

عاد إلى الهند وكافح لكي يصبح محامياً سنة 1891م، وعندما وقف في أول قضية له أمام القاضي كان متوتراً لدرجه أنه كان قلق في لحظة استجواب الشاهد،  ومن بعدها هرب فورا  عندما حصل على اتعابه.

بعد ذلك حاول أن يبحث عن عمل بالهند ووجد عقد لسنة واحدة مقابل العمل في خدمات قانونية في جنوب أفريقيا.

يعتبر موقف القطار هو الموقف الذي أيقظ روح الاستقلال و النضال في عقله و قلبه وهي التي حولته من رجل عادي إلى قوة عملاقة تهتم بالحقوق المدنيه.

قصة القطار هي أنه قرر السفر في رحلة قطار إلى بريتوريا وعندما أعترض رجل ذو اللون الأبيض على وجوده و ركوبه الدرجة الأولى، طلبوا منه أن يغادر و لكنه رفض وبعد رفضه تم سحبه بالقوة و رميه خارج أو بأخر القطار، ومن تلك اللحظة بدأ في تكريس نفسه لمحاربة العنصرية وتحيز اللون وتحمل الصعاب والنضال.

أعمال غاندي ونضاله لم يسلم فيها مع أنه كان يحب السلم وعدم العنف و لكن تم اعتقاله لعدة مرات، خاصة بعد مواجهات عنيفة مع حكومة جوهانسبرج،  حتى عرضت الحكومة عليه فكرة تسوية الموقف بين الجانبين.

إنجازات و تاريخ المهاتما غاندي

ساعد المهاتما غاندي وشجع الجالية الهندية في جميع دول العالم على التخلص من الخوف والاستبداد والظلم.

كان يتحدى غاندي السلطات البريطانية لأنها كانت تجعل استخراج الملح فقط حصري للسلطات البريطانية.

قام بمحاربة القوانين المختلفة منها محاربة القانون الذي يحرم الهنود من التصويت بالانتخابات،  وإلغاء عقود الزواج التي لا تسمح إلا بالزواج من مسيحية.

قام أيضاً بتأسيس حزب المؤتمر الهندي ناتال الذي يحافظ على حقوق العمال،  و قام بتغيير المرسوم الآسيوي الذي أجبر الهنود حين ذاك بتسجيل أنفسهم بالسجلات الخاصة.

عندما عاد للهند وبالتحديد في توقيت حرب البوير كان لمهاتما غاندي دور كبير حيث أنشاء فريقاً من سيارات الإسعاف جميع العمال بها من الهنود،  وكانت تساعد الجنود البريطانيين حيث أنه قال إذا كان الهنود يتمتعوا بحقوق مواطنه كاملة فلابد من أن يقوموا بمسئولياتهم.

كانت مسيرة الملح بمثابة شرارة احتجاجات أخرى متتالية و كعصيان جماعي من الهنود و اعتقل الكثير من الهنود منهم المهاتما غاندي.

بعد خروج المهاتما غاندي من الاعتقال تم اتفاق الحكومة معه على إلغاء عصيان ساتياغراها غراها مقابل بعض التنازلات و كانت : الإفراج عن بعض السجناء ووجود قانون الملح بالهند كما هو لكنه يعطي الحق لمن هم على السواحل باستخراج الملح من البحر.

أطلق غاندي حمله أخرجوا من الهند سنة 1942م،  عندما كانت بريطانيا منهمكه في الحرب العالمية الثانية،  وعندها تم اعتقال المهاتما غاندي وعائلته وزوجته،  وتم إطلاق صراحه عندما تراجعت صحته وذلك بعد وفاة زوجته.

كان لغاندي دور مهم في مفاوضات استقلال الهند ولكن لم يحقق حلمه كامل، فبعد تغلب حزب العمال على المحافظين بدأ ذلك الحزب بإجراء بعد المفاوضات باستقلال الهند مع المجلس الوطني الهندي ورابطة محمد علي جناح المسلمين.

وانقسمت الهند إلى أجزء فأصبحت دولتين الهند ذات الأغلبية الهندوسية وباكستان ذات الأغلبية المسلمة.

تم ترشيح غاندي لجائزة نوبل للسلام 5 مرات،  وعملت بريطانيا طابع رمزي تكريماً له بعد مرور 21 سنة على وفاته.

مبادئ وأقوال غاندي

كان لدى المهاتما غاندي العديد من المقولات الشهيرة مثل: ( الرجل الذي يطمح إلى رؤية روح الحقيقة،  لا يستطيع أن يعتزل الحياة،  ولذلك قادني تعبدي للحقيقة إلى حقل السياسة،  و استطيع أن القول دون تردد إن الذين يزعمون أن الدين لا علاقة له بالسياسة لا يعرفون معنى الدين).

أيضاً من أقواله: “العيش على مبدأ العين بالعين سيجعل كل العالم عميان)، و( الطاغية الوحيد الذي أتقبله في هذا العالم،  هو ذلك الصوت الهامس الذي يتردد بين جوانحي”.

أما عن مبادئه فكان عنده مبدئ الصواب، والدفاع السلبي، والنباتية.

أولاً مبدئ الصواب عبارة عن فكرة التعلم من الأخطاء والعمل للوصول للصواب وألف كتاباً يتكلم عن حياته ومسيرته وحياته السياسية، مشيراً إلي أن أول معركة لابد أن يخوضها الإنسان هي معركته مع شيطانه ومخاوفه.

ثانياً الدفاع السلبي كان يعتمد كثيراً على تعاليمه للفكر الديني للهنود القدماء،  وكان يهتم بتطبيق مفاهيم اللاعنف  وأن الحب أهم بكثير من القوة في التعامل مع الشعوب.

ثالثاً النباتية كان يعتمد في أكله على النباتية وذلك لانه من عائله هندوسية الأصل وكان من تقاليدهم هي عدم أكل اللحم.

اغتيال غاندي

يعد عدم احترام المسلمين هو السبب أيضاً وراء وفاة واغتيال غاندي، حيث اغتيل على يد بعض الهندوسيين الذين كانوا متشددين من رآيه حول احترام المسلمين وحقوقهم مما جعل الهندوس يعتبروا ذلك خيانه لهم وقاموا بقتله في سنة 1948م.