أسست إيران عقب الثورة الإسلامية المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، وهو الذي عرف لاحقا بقوات بدر. ظلت هذه الميليشيات المسلحة تعمل من الأراضي الإيرانية حتى سقوط صدام حسين، حيث انتقلت إلى العراق تحت زعامة قائدها الروحي السابق محمد باقر الحكيم. والذي اغتيل لاحقا في تفجير في مرقد الإمام علي في النجف.
في الفترة نفسها، عقب سقوط صدام حسين ،كان زعيم شيعي آخر،مقتدى الصدر، يؤسس ميليشيات شيعية جديدة، أطلق عليها عام تأسيسها، ٢٠٠٣، اسم “جيش الإمام المهدي”، والذي خرجت من رحمه لاحقًا غالبية التنظيمات المسلحة.
لاحقا، ومع انهيار الأجهزة الأمنية والجيش تحت ضربات داعش، دعا المرجع الشيعي علي السيستاني المتطوعين للانخراط في جهود التصدي للتنظيم الإرهابي السني، فاستجاب عشرات الآلاف من الشباب الشيعة، وظهرت قوات الحشد الشعبي في صيف 2014.
ميليشيات الحشد الشعبي تابعة للحكومة العراقية رسميًا، لكنها تخضع عمليًا لهيمنة جماعات شيعية على علاقات وثيقة مع إيران.
وفي 2018، قرر رئيس الوزراء آنذاك حيدر العبادي دمج الحشد الشعبي في القوات المسلحة بناءً على تصويت برلماني في 2016، لكن الميليشيات احتفظت باستقلاليتها إلى حد كبير.
ورغم مطالبة الولايات المتحدة بضرورة حلها، كرست الميليشيات وضعها كلاعب سياسي وشبه عسكري رئيسي في عراق ما بعد داعش؛ إذ تتجذر في مؤسسات الدولة والحكم المحلي، كما تنتشر بالدبابات والأسلحة الثقيلة في كل محافظات العراق تقريبًا.
ووصلت تقديرات وول ستريت جورنال للمنضمين إلى عشرات الميليشيات الشيعية في العراق إلى 120,000 مسلح.
وتملك الميليشيات الشيعية وزراء في الحكومة و48 مقعدًا نيابيًا.
ومع بداية يوليو/ تموز، أمر رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي بإعادة هيكلة الحشد الشعبي ليضم كل الميليشيات المسلحة التي ساعدت في هزيمة داعش، كما أصدر مهلة لانضمامها إلى الجيش وخضوعها لسلطة الحكومة بنهاية يوليو تموز ٢٠١٩.