تركيا – التي يراها ماكرون نظامًا استبداديًا – عضو غريب على الناتو منذ البداية. لكن ما كان واضحًا لسنوات ازداد وضوحًا مؤخرًا، بوصف ناشونال ريفيو.
ثقة الناتو – خصوصًا الولايات المتحدة – في تركيا منخفضة تمامًا. أسباب غياب الثقة متعددة، ليس أولها اعتقال القس الإنجيلي الأمريكي أندرو برانسون، ولا آخرها الهجوم على حلفاء واشنطن الأكراد في سوريا، الذي هدد ترامب على أثره بتدمير اقتصاد تركيا بالكامل إذا تجاوزت الحدود، في لغة تحذير استثنائية بين حلفاء الناتو.
خلال الهجوم، أطلق الجيش التركي النار على قوات أمريكية في سوريا فيما يقول ضباط أمريكيون إنها لم تكن صدفة.. كانوا يوجهون “صفعة عثمانية” إعلانًا عن شرطي جديد في المنطقة.
تعبير الصفعة استخدمه إردوغان في خطاب عام 2018 ردًا على جنرال أمريكي حذر تركيا من الاشتباك مع الأمريكيين في سوريا.
بعدها، اجتمع إردوغان مع “صديقه العزيز” بوتين في سوتشي، حيث توصلا لصفقة جديدة لتحديد من يحكم في سوريا. الصفقة الأولى شهدت شراء منظومة S-400 رغم اعتراضات حلفاء الناتو. لترد الولايات المتحدة بطرد تركيا من برنامج F-35.
لدى إردوغان بالمقابل بطاقة يلاعب بها حلفاء الناتو في أوروبا.. اللاجئين تركيا تستضيف 3.6 مليون لاجئ سوري يهدد بإطلاقهم نحو أوروبا إذا لم ترضخ لرغباته.
ورغم التهديد، حظرت ألمانيا وفرنسا والسويد وفنلندا (أعضاء الاتحاد الأوروبي) تصدير الأسلحة إلى تركيا، واقترحت دول أوروبية قرارًا في مجلس الأمن ضد تركيا. لكن روسيا والولايات المتحدة عرقلتا القرار.. ليحمل المشهد عنوان “الاتحاد الأوروبي يقف بمفرده ضد الولايات المتحدة وروسيا بشأن سوريا”.
الدليل الأهم على انعدام الثقة في شريك الناتو كان عملية قتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، الذي كان يختبئ قرب الحدود التركية. الولايات المتحدة لم تبلغ تركيا بالعملية، وفضلت انطلاق عملية أكثر تعقيدًا وخطورة ووقتًا من قاعدة جوية قرب أربيل (تعرضت خلالها لإطلاق نار) على استخدام إنجرليك التركية الأقرب كثيرًا إلى الهدف.