هبوط نيل أرمسترونج على القمر نسجت حوله الكثير من الروايات للتشكيك فيه وأنه مجرد حدث تم داخل استوديو تلفزيوني وتم تسويقه كما لو أنه هبوط على القمر..
هذه نظرية مؤامرة، فندها كثيرون ورفضوها.
لكن هناك حكاية أخرى عاشت طويلا في عالم مختلف: أنصار النازيين ادعوا فيها أن النازيين زاروا الجانب المظلم من القمر خلال الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية وقاموا ببناء مخبأ ضخم على غرار (بوند- فالين).
فكرة وصول النازيين للقمر عشوائية وغريبة، لكنها مستمرة في الظهور، كانت سندًا لروايات الخيال العلمي لروبرت هينلين، والذي نشرها عام 1947 بعنوان "صاروخ السفينة جاليليو"، حيث الرحلة إلى القمر لاكتشاف النازيين الموجودين هناك والانتقام منهم.
وفي رواية "التاريخ البديل- الرجل في القلعة العالية" لفيليب. ك. ديك، عرض أن قوى المحور تحكم الأرض والقمر.
بحسب صحيفة التيلجراف، فإن ويكيبيديا تزعم وجود برنامج صاروخي ألماني تجريبي مكن العديد من طياري النازية من الوصول للفضاء عام 1945م، لكن الموسوعة الحرة أزالت التأكيدات واعتبرت أن ذلك مجرد خيال علمي فقط.
لعبة الفيديو الشهيرة " Wolfenstein" تتخيل سيناريو مشابها للروايات، لكنها لا تفترض وجود قاعدة قمر نازية فقط، بل تعرض وجود قاعدة عائمة فوق سطح الزهرة.
فكرة وجود الرايخ الثالث على سطح القمر مفهوم تكرر مرة أخرى عام 2012، في سلسلة أفلام "أيرون سكاي"، والتي تركز على وجود قاعدة قمرية نازية عملاقة على شكل الصليب المعقوف.
ربما تستعجب من كل هذه الأعمال الروائية والفنية التي تستند على فكرة وصول النازيين للقمر، لكن أصحاب نظرية المؤامرة، ومن ضمنهم دونكان رودز ، محرر مجلة "نكسس" الإخبارية البديلة ونظرية المؤامرة، يرى أن النازيين ربما طوروا تقنية محرك ضد الجاذبية والقصور الذاتي أثناء الحرب العالمية الثانية.
نظرية تطور صواريخ الرايخ الثالث ليست نظرية هامشية، فألمانيا كانت في طليعة الدولة صاحبة التكنولوجيا الصاروخية المتطورة خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، وكانت صاحبة أول صاروخ باليستي يستخدم فيها، فخلال الخدمة النشطة القصيرة والدموية، يُعتقد أن الصاروخ V-2 قد وصل إلى أقصى ارتفاع يبلغ 117 ميلاً، وهذا من شأنه أن يجعله أول جسم من صنع الإنسان يدخل الفضاء الخارجي.
مهندس الصواريخ الألماني فيرنر فون براون تسبب في ظهور هذه الأسطورة عندما تم القبض عليه من قبل الأمريكيين، فكان حريصًا على التحدث عن عبقريته، فأخبر خاطفيه أنه صمم مركبة بالقرب من مدار الأرض مماثلة لمكوك الفضاء ومحطة فضائية بدائية، وأنه صمم صاروخا قابلا لإعادة الاستخدام بعد إطلاق جسمه الرئيسي بالمظلات في المحيط، مثلما حدث وقت إطلاق المركبة "أبولو 11"، فساهم حديث فون براون حول المحطات الفضائية والصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام في أسطورة تكنولوجيا الفضاء النازية السرية، وعندما أصبح براون عضوا رئيسيا في برنامج الفضاء الأمريكي أعطى مصداقية لهذه النظريات.
ثم بدأت الأسطورة تتطور شيئًا فشيئًا بداية من الصحن الطائر، ثم تطورت باختلاق فكرة فرار النازيين إلى القمر.
المؤلف البولندي إيغور ويتكوفسكي أصدر كتابًا بعنوان عجائب السلاح المضاد للجاذبية ، حمل اسم "الجرس"، أكد فيه أن علماء الرايخ الثالث قاموا في منشأة سرية بالقرب من الحدود التشيكية بإنشاء جهاز مضاد للجاذبية بهدف استخدامه كآلية للدفع، وادعى ويتكوفسكي أنه تم عرض المخططات من قبل عملاء المخابرات البولندية الذين لديهم إمكانية الوصول إلى وثائق الدولة السرية العليا.
الجزء الأول من فيلم أيرون سكاي، تبعه جزء آخر هذا العام، في إطلالة جديدة لنظرية المؤامرة ووصول النازيين للقمر، يفترض أنه خلال الأشهر الأخيرة من الحرب العالمية الثانية وصل برنامج فضائي سري للنازية إلى الجانب المظلم من القمر، وانتظروا السنوات السبعين الماضية هناك حتى يتم الاستعداد لغزو الأرض، وساعدهم في القفز في خططهم أن رائد فضاء أميركيا أخطا في قاعدته فسمح لهم بمعرفة معلومات قيمة.
“سيكونون بأمان بعيدًا عن الوصول إلى القمر ويدمرون مدن الأرض واحدًا تلو الآخر بالصواريخ الموجهة حتى تستسلم دول الأرض التي لا حول لها ولا قوة وتطلب منها الرحمة”، هكذا وصف روبرت هينلين الإستراتيجية النازية، لكن الفرق بين روايان هينلين وأفلام إيرون سكاي أن الأول افترض وجود سفينتين فضائيتين فقط مع النازيين. الأفلام صورت وجود ترسانة أسلحة عملاقة.