* تتمتع ممارسة الامتناع الكامل عن المنتجات الحيوانية بتاريخ متأصل. في أربعينيات القرن التاسع عشر، أسس الفيلسوف آموس برونسون ألكوت فروتلاندز في هارفارد، مجتمعا للنباتيين فقط.
* في حين تظهر شبكة الانترنت النباتي الجديد في صورة شخص ودود. فإن المجتمع يرى السلبية تجاه النباتيين أمرا شائعا ومقبولا إلى حد كبير.
* هدف النباتي عالم يكون فيه الاستهلاك السنوي للفرد الواحد من المنتجات الحيوانية صفرًا. وهو درجة لا نراها إلا في التحريم الديني. لكن هناك عدة أسباب تجعل الاستزراع المكثف للماشية أفضل من الزراعة المكثفة لمنتجات نباتية بديلة مثل فول الصويا.
س / ج في دقائق
متى ظهر التوجه النباتي؟
في العديد من الثقافات، تتمتع ممارسة الامتناع الكامل عن المنتجات الحيوانية بتاريخ متأصل، العديد من الراستافاريين والجاينيين ومذاهب معينة من البوذية امتنعوا عن اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان لعدة قرون.
في أربعينيات القرن التاسع عشر، أسس الفيلسوف آموس برونسون ألكوت فروتلاندز في هارفارد، مجتمعا للنباتيين فقط.
إصرار ألكوت على ضرورة زراعة المحاصيل وحرثها يدوياً، جعل الغذاء المتوفر لا يفي بالاحتياجات، فترك المشاركين يعانون من سوء التغذية الحادة، وبعد سبعة أشهر فقط من الافتتاح تم إغلاق مجتمعه.
ولم يكن هناك اسم مقبول باللغة الإنجليزية لهذا الأسلوب الحياتي حتى عام 1944، عندما دعا عامل خشب بريطاني يدعى دونالد واتسون إلى اجتماع مع مجموعة من النباتيين الآخرين لمناقشة تسمية أقل تعقيدًا لأسلوب حياتهم، واستقروا على المصطلح الذي نستخدمه اليوم.
في عام 1971، أسس ستيفن جاسكين مجتمعًا نباتيًا بمقاطعة لويس بولاية تينيسي الأمريكية، وجمع ما يقرب من 300 فرد متشابه في التفكير.
هل أثرت السوشيال ميديا في الصورة النمطية للنباتيين؟
من الصعب المبالغة في تقدير الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في تحويل صورة النباتي للأفضل.
ترى الكاتبة النباتية ومذيعة البودكاست أليسيا كينيدي أنه من المقلق أن الإنترنت حولت شيئًا من هذا التاريخ السياسي الثري إلى مجرد “شيء صحي” يسمح للمستهلكين المحتملين بتسمية أنفسهم بالنباتيين دون الحاجة للتعامل مع “المتعة” الناشئة عن التفكير العقائدي الكامن خلفها.
أعطى انستجرام على وجه الخصوص الفرصة لانتشار فكرة الطعام النباتي، وحول فكرة النباتية من فكرة سياسية أو اجتماعية إلى فكرة صحية.
ساعد يوتيوب في صنع فيديوهات لصنع أغذية نباتية بشكل جمالي، وبدأت شبكة الانترنت تعكس النباتي الجديد في صورة شخص ودود، وانتشرت وصفات غذائية حملت مصطلح “المستندة إلى النبات”.
كيف بشر النباتيون بالفكرة؟
تمت إعادة صياغة أيديولوجية النباتيين المعقدة باعتبارها أمرًا ممتعًا وصحيًا. وتم إدخال تعبيرات جديدة مثل “flexitarian” (مصطلح يشير إلى شخص يغلب عليه الطابع النباتي، ولكنه يأكل أحيانًا اللحوم أو السمك)، تمت إضافته إلى قاموس أوكسفورد للغة الإنجليزية في يونيو 2014.
وظهرت محاولات للتحول تدريجيًا مثل مبادرة Veganuary ، لتشجيع الناس على عدم تناول اللحوم للشهر الأول من العام، والتي تم إطلاقها في عام 2014، وانتشرت بسبب مشاركة التجربة عبر الإنترنت.
في نفس التوقيت ظهرت دراسات تتحدث على أن بعض العمليات التي تنتج النظام الغذائي الغربي الحديث كانت سيئة للغاية، وأخريات قالت إن إنتاج الأغذية المعتمدة على الحوم هو أكبر مصدر للتدهور البيئي، وكذلك أنتجت أفلام وثائقية عن خطورة استهلاك الثروة الحيوانية على انبعاثات الغازات الدفيئة.
هل يتعرض النباتيون للتمييز العلني؟
خلال السنوات الأخيرة ازدادت السخرية في البرامج التلفزيونية من النباتيين. في عام 2011، لاحظ عالما الاجتماع ماثيو كول وكارين مورغان ظاهرة أطلقوا عليها اسم ” vegaphobia ” ، من خلال تصوير وسائل الإعلام البريطانية النباتيين باستمرار في ضوء سلبي.
استنتجت دراسة أخرى عام 2015 أنه على عكس الأشكال الأخرى من التحيز، لا تعتبر السلبية تجاه النباتيين مشكلة مجتمعية على نطاق واسع؛ بل هي أمر شائع ومقبول إلى حد كبير.
. في عام 2017، ذُكر أن سكان مدينة أرجاو السويسرية قد دعوا إلى حرمان مواطن أجنبي نباتي من الجنسية لأنه كان “مزعجا”.
لماذا تنامت السخرية والكراهية تجاه النباتيين؟
خصوم النباتيين يحددون مجموعة من الاعتراضات عليهم لتبرير عدائهم. – النباتيون وعاظ: يتحدثون كثيرًا عن تجربتهم ويصورون حالتهم بمنطق العدالة الاجتماعية بدلاً من الصحة الشخصية. وبذلك يحصنون وجهة نظرهم ويغفلون العامل الأهم وهو الصحة.
هناك عدة أسباب تجعل الاستزراع المكثف للماشية أفضل من الزراعة المكثفة لمنتجات نباتية بديلة كفول الصويا:
– نقصان العناصر الغذائية المهمة: مثل فيتامين ب 12، مما يؤثر سلبًا على الإنسان، كما أن النسبة العالية من المكونات المصنعة في وصفاتهم تعني أن الهالة الصحية التي يتشدقون بها قد تكون مجرد وهم، ويعتبر خصوم النباتيين أن ما يحدث هو مجرد استبدال نظام استهلاكي إنتاجي بنظام آخر من نفس النوع.
– تشير الدلائل إلى أن الاستزراع المكثف للماشية وإن كان حلاً سيئًا للجوع في العالم، نظرًا لتأثيره على البيئة، فإنه أفضل من الزراعة الصناعية المكثفة لفول الصويا والذرة والحبوب التي تأتي بتكلفة كبيرة من الكربون أيضًا.
– النباتيون صداميون: فهم يخلقون حالة من عدم الارتياح حول خيارات الناس الغذائية، مما يجعل الشخص النباتي رافضًا لنمط الحياة وموبخًا لقيم الأغلبية.
– النباتيون مزعجون وغير مألوفين: فهم يعيشون بيننا، ويتحدثون مثلنا، ويتصرفون مثلنا، بحسناتهم وسيئاتهم. لكن حين يأتي الأمر إلى أكل اللحوم فإنهم يتعاملون معه كجريمة قتل.
لماذا يرفض المجتمع انتشار النهج النباتي في التغذية؟
تقول صحيفة الجارديان إن الناس يربطون بين النباتية والتحولات الاجتماعية، فعندما نقول “نباتي” فإننا نتحدث عن التغيير البيئي والاجتماعي، الرسالة تقول نحن أيضا نفكر في محو التقاليد، ونحن نطرح استفتاء طال انتظاره حول كيفية تأثير خياراتنا الغذائية علينا وعلى العالم من حولنا.
وبقدر ما تم تعزيز حياتنا من خلال مفاهيم مثل المرونة، فإن هدف النباتي في نهاية المطاف هو عالم يكون فيه الاستهلاك السنوي للفرد الواحد من المنتجات الحيوانية صفرا، وهو درجة من الراديكالية لا نراها في خياراتنا الحياتية الأخرى إلا في ما رغبت الأديان في تحريمه تحريما مطلقا. وهو شيء يزيد من سخونة المعركة.
أولئك الذين يعارضون أكل اللحوم يواجهون صراعًا، ومن الواضح أن ما هو على المحك هنا ليس شريحة لحم بل هوية، فلا بد أن تثير الحركة التي تبشر بمثل هذا التغيير القلق.
مع بعض الاستثناءات البارزة- معظمها دينية – احتفظ اللحم بأولوية في الثقافات في جميع أنحاء العالم، وأصبح في الأصل رمزا للمكانة، لأنه كان من الصعب الحصول عليه أكثر من المواد النباتية.
فالحيوان الصغير الذي كان يهرب، وإذا ما تم صيده، كان قادرًا على إلحاق جروح يمكن أن تكون قاتلة في عالم ما قبل المضادات الحيوية. اعتبر صيده ثم أكله شرفًا ومكانة كبيرة.
وعندما أصبح المجتمع هرميًا، لم يكن هناك رمز أكبر للمكانة من القدرة على تناول اللحوم لمجرد النزوة، ولا يزال اللحم هو الطموح الكبير ، وأثبت دليل على الرخاء.
فخلال ما يزيد عن قرن من الزمان، انتقلت اللحوم من الرفاهية التي يتعذر الوصول إليها إلى حجر الزاوية الغذائي، وفي هذه الأيام تشعر البشرية بحقها في تناول اللحوم كل يوم وهي التي كانت حكرًا على الأثرياء في أزمان سابقة.
هل ينتصر النباتيون في معركتهم؟
هناك دلائل على أن هناك تحولا كبيرا جاريا، حيث أفادت شركة Tuco المتخصصة في تقديم الطعام في المملكة المتحدة مؤخرًا أن أعدادًا قياسية من المحلات التجارية أصبحت خالية من اللحوم، ووصفت وجود اتجاه ضخم لاتباع نظام غذائي نباتي بين الطلاب والموظفين.
بعد نجاح لفة النقانق النباتية منGreggs ، أعلنت Tesco (سلسلتان من المحلات في بريطانيا) أنها ستزيد عرض المنتجات المعتمدة على النباتات بنسبة تقارب 50 ٪ لمواكبة الطلب.
وأشار استطلاع أجرته شركة Ipsos Mori لعام 2016 إلى أن العدد الإجمالي للنباتيين في المملكة المتحدة قد ارتفع أكثر من 360 ٪ في العقد السابق، إلى أكثر من 500000.
قد تكون المبيعات تنمو بسرعة، لكنها بالكاد تؤثر في السوق العالمي البالغ 1.7 تريليون دولار للبروتين المشتق من الحيوانات.
بالتأكيد، لن يحدث تغيير في الثقافة دون إشراك الحكومة وأرباب قطاعي الصناعة والعلوم، خاصة مع وجود حالة مشحونة واستقطابية في الانترنت من الفريقين.
النباتيون يقترحون اتخاذ إجراءات عاجلة لأن يصبح تناول اللحوم غير قانوني بالتوازي مع حظر التدخين، وقتها سيكون اللحم (وخاصة اللحوم الحمراء) هو التبغ الجديد.