هناك الكثير من الفنانين والرسامين الذين أثاروا الإنتباه على مر العصور من خلال أعمالهم الفنية المميزة وشخصياتهم الغريبة، وسنتحدث في هذا المقال عن أحد هذه الشخصيات الفنية التي أثارت العالم كله من خلال الأعمال الفنية الجريئة والمبتكرة التي تعبر عن مشاكل إجتماعية وسياسية، وتعد هذه الشخصية غامضة ولا تحب الظهور لهذا يطلق عليه الناس الرسام مجهول الهوية ولقبه بانكسي ، فتابع معنا.
بانكسي هو فنان جرافيتي إنجليزي الجنسية وقد اشتهر بسبب رسوماته التي تعبر عن الواقع، بل وتسخر من هذا الواقع كنوع من النقد اللاذع للمجتمع.
وقد ولد بانكسي عام 1974م ، ونشا في بلدة تسمى ييات وهي قريبة من مدينة تسمى بريستول، وظهرت أعماله ورسوماته التي عبرت عن الواقع في البداية ببلده بريطانيا وتحديدًا بمدينة بريستول، وأيضًا في لندن.
وبعد ذلك ظهرت له رسومات أخرى حول العالم، فمثلًا وجدت رسوماته بالضفة الغربية وخصيصًا على الجدار العازل، بالإضافة إلى أن رسوماته تحمل رسائل ووجهات نظر سياسة ومنها ما له علاقة بالثقافة وهناك رسومات أخرى أخلاقية.
وكانت أول رسومات بانكسي عام 2003م والتي كانت على جدران بريستول ولندن، وهذا ما لفت نظر الأفراد وجعلهم يتساءلون عن شخصية الرسام وعن تفكيره، وجاء ذلك بعدما شاهدوا رسمته والتي كانت عبارة عن صور الموناليزا وهي تقوم بحمل قنبلة.
أما عن أعماله فهي موجودة على الإنترنت، وذلك لأن هناك عديد من الأشخاص يقومون بمشاركتها بين بعضهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من كثرة ترحاله لينشر رسوماته وإبداعه في مختلف الإمكان إلا أنه لا يزال شخص غامض ومجهول لا نعرف حتى شكله.
وعندما قام بزيارة إلى فلسطين وقد وضع بعضًا من رسوماته على جدرانها ومن هذه الرسومات كانت رسمة عبرت عن كفاح الفلسطينين ضد الإحتلال الصهيوني.
ونلاحظ أنه يناقش بفنيه قضايا شائكة في السياسة والمجتمع ويعرضها بكل جرأة من خلال لوحاته الإبداعية الجميلة.
بدأ بانكسي في رسم الجرافيتي في عمر مراهقته عندما كان يعيش بمدينة برسيتول البريطانية، وبعد ذلك ذهب للعيش بلندن وكان ذلك بعام 2000، بالإضافة إلى أنه ليس له علاقة سواء بأهله أو أصدقائه وهذا جعل الأمر شبه مستحيل للوصول إلى شخصيته الحقيقة، كما أنه يتعمد إخفاء شخصيته ،لأنه يعتقد أن جعل هويته مجهولة هذا الغموض سيؤدي إلى زيادة تركيز الأفراد في مضمون الفن والرسومات التي يقوم بتقديمها لهم، كما أنه يعتقد أنك إذا أردت أن تقول شيئًا يسمعه الناس، عليك أن ترتدي قناعًا.
وعلاوة على ذلك فقد كثرت الأقاويل حول هذه الشخصية، وهناك أحد الشخصيات التي قالت أنها رأت هذا الفنان مجهول الهوية عندما كان يقوم برسم أحد لوحاته بشوارع ملبورن في أستراليا، وقد قام بتصوير الفنان فيديو.
وهناك شخص آخر يدعي إنه بالفعل قابل الفنان في أحد محطات القطارات وعندما قابله أعطاه لوحة وكان ثمنها حين ذاك 23 ألف دولار، وجاء ذلك بعدما قام بمساعدته بأن يأخذ علبة الألوان وكثرت العديد من هذه الأقاويل، ولكن حتى الآن لم يثبت صحة أي من هذه الأحداث.
ولكن يتفق الجميع حول المدينة التي نشأ فيها وهي بريستول في بريطانيا وإسمه الحقيقي روبن غونينغام، وهذا كان قول أحد الباحثين بعلوم الجريمة، وقال إنه من خلال طريقته الخاصة عرف أن جميع رسومات الفنان لها علاقة بغونينغام وذلك لأنه بحث وتوصل إلى أن هناك ما يقرب من 140 مكان لهم علاقة بهذه البلدة.
أغلب أعماله كانت متأثرة بفنان فرنسي بليك لي رات، وذلك من خلال أن هناك تشابه بموضوعات السياسية بالفن والتعبير عنها من خلال فن الجرافيتي وقد اتبع أسلوب يسمي STENCIL، وهذا الرسم يكون عن طريق القوالب الجاهزة وهو نفس الأسلوب الذي يتبعه بليك.
وقد قدرت رسوماته بألاف الدولارات أو أكثر وهنا أعتبر بانكسي أن الهدف الرئيسي من هذا كله هو جني المال، وخير دليل على ذلك أنه قام ببيع أحد لوحاته والتي كانت بعنوان ابقها خالية الآثار بحوالي مليون جنيه إسترليني وحدث ذلك عام 2088 في مزاد، وهنا منزل كان بداخله أحد رسوماته والذي بلغ سعره ما يقرب من 500 ألف جنيه استرليني، وفيما يلي سنوضح بعض أعماله الفنية:
ام بوضع آلة للتقطيع خاصة بالورق وذلك في أحد لوحاته وهذا ما أدي إلى تمزقها بكل تلقائية وبعدها قام ببيعها بمزاد علني تحديدًا بدار سوذبيز بلندن وكان يقدر ثمنها بحوالي مليون جنيه إسترليني، وهذا آثار جدلاً واسعاً لدى الناس لأنهم لم يتوصلوا حتى الآن إلى كيف يمكن للوحة أن تقوم بتقطيع نفسها دون تدخل شخص. كما أنهم تفاجئوا فما سبب تقطيع اللوحة إذا كان قد عرضها الفنان للبيع وهذا السبب في حضورهم.
اعتقل بانكسي أكثر من مرة بسبب رسوماته على الجدران، وذلك بعدما أعجب عديد من الجماهير برسوماته ولكن هذا أغضب السلطات، وجعلها السلطات تعتقله، وفي نفس الوقت التي حصدت رسومات بانكسي على ملايين المعجبين، هناك من يرى أن هذا الفن بالنسبة لهم ما هو إلا تخريب الممتلكات العامة وتشويهها.
وقد أنشأ ذلك بعام 2008م بنيويورك، حيث أنه أنشئت هذه القطعة الأثرية والتي إحتلت جانباً كبيرًا بمني بنيويورك، وكان هذا الإسم مقتبس من دعهم يأكلون الكعكة وهذه الجملة تشار إلى فلاحين فرنسيين.
وهذا العمل هو عبارة عن رجل يعتقد أنه تورط بأحد أعمال الشغب وهذا الرجل يرتدي منديل وخلفه توجد قبعة وهناك مسلحين ومعهم باقة ورد وهناك من يمسك زجاجة مولوتوف.
وكان ذلك عام 2010م في شهر مايو، وهنا تواجد بانكسي بحي في الصين وكان هذا الحي دخله منخفض وموجود بمدينة بوسطن.
وهنا الرسمة تكون عبارة عن فتاة صغيرة تخسر بالون وهذا البالون يكون على هيئة قلب وهذا الفقدان كان نتيجة هبوب الريح وبعد ذلك يبدأ البالون في التطاير.
ويرى البعض أنه يصف في هذه اللوحة مشاعر الفتاة المضطربة بسبب قصة حب حزينة.
ومن خلال مشاهدة أعماله الفنية المختلفة يمكنك أن تدرك أنه فنان بحق يؤمن بأن الفن رسالة ويجب على الفنان أن يكون شجاع لكي يعبر عن هذه الرسالة
بسبب رسوماته الفريدة من نوعها والمميزة التي تتناول القضايا السياسية والإجتماعية بطريقة فنية مبتكرة نال بانكسي العديد من الجوائز وأهمها ما يلي.
حصول الرسام المشهور بانكسي في عام 2007م بشهر مايو يوم 21، على جائزة أعظم فنان يقوم بالعيش ببريطانيا، وهذه الجائزة منحته إياها قناة أي تي في البريطانية، ولكن حدث الشيء الذي أثار تعجب الكثير وهو أن بانكسي لم يحضر حتى يستلم جائزته، ومازال حتى الآن مجهول الهوية.
كما قام الرسام بانكسي بإنتاج أول فيلم له وكان الفيلم يحمل اسم الخروج من متجر الهدايا وجاء ذلك بسنة 2010، وهذا الفيلم رشح من ضمن أفضل الأفلام الوثائقية في العام الذي يليه.
نسخة للطباعة