بحث كامل عن الجاحظ.. كيف مات الجاحظ؟ وبماذا اشتهر؟ | بحث في دقائق

بحث كامل عن الجاحظ.. كيف مات الجاحظ؟ وبماذا اشتهر؟ | بحث في دقائق

12 Jan 2022
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

بحث كامل عن الجاحظ .. كيف مات الجاحظ؟ وبماذا اشتهر؟.. كان الجاحظ مفكرًا وكاتبًا مسلمًا عظيمًا، ومؤلفًا لأعمال أدبية نادرة، عاش أكثر من تسعين عامًا وكرس حياته من أجل العلم والاكتشافات العلمية، وله كنوز أدبية متعددة، فقد كتب أكثر من مائتي كتاب حول مواضيع مختلفة بما في ذلك تطور الحيوانات، وعلم النفس، والسلوك البشري، واللغة، وقواعدها، كان مساهمًا رئيسيًا في دراسة الأدب، فهو الفيلسوف الذي رفض الجاهلية، وقدم المعرفة ببراعة.

نبذة عن الجاحظ

هو أبو عثمان عمرو بن بحر الكناني البصري، وشهرته الجاحظ، اختلف الباحثون حول تاريخ مولده حتى هو نفسه لم يكن على يقين من التاريخ بالتحديد، و لكن أغلب الظن أنه وُلد في أحد تلك الأعوام: 150هـ، أو 159هـ، أو 160هـ، أو 163هـ، أو 164هـ، 165هـ، و اتفق الجميع على أنه قد وُلد في البصرة (العراق).

برع الجاحظ ككاتب للنثر العربي الذي مزجه بحس من الفكاهة والسخرية، فقد كان يعتمد على السخرية والمفارقة لتوضيح وجهات نظره، كما أنه تطرق إلى علم الحيوان واقترح نظريته عن تطور الحيوان التي استلزمتها الانتقاء الطبيعي، وذلك قبل وقت طويل من نظرية التطوير عند داروين.

سبب تسمية الجاحظ بهذا الاسم

تعد أصول عائلة الجاحظ غامضة بالنسبة للمؤرخين، لكنه على الأرجح من أصول حبشية (إثيوبيا المعاصرة)، وترجع سبب تسميته بالجاحظ إلى أنه كان ذو قرنية بارزة، والتي لم تجعل حياته سهلة فقد عانى كثيرًا من نظرة الاشمئزاز من قبل الناس، وعلى الرغم من تلك المأساة إلا أنه زاد من حس الدعابة واستخدام السخرية للتعبير عن آرائه.

حياة الجاحظ

كان الجاحظ محبًا للتعليم منذ صغره وكان ذي عقل فضولي دفعه نحو حياة الاستقلال وكان يحب الخوض في المناقشات مع العلماء أمثال: الأصمعي وأبو عبيدة وأبو زايد وغيرهم، وانغمس في فقه اللغة والمعجم والشعر، كما شغلته الخلافات بين المذاهب الإسلامية والعلاقات مع غير العرب، حيث كان يعيش وسط مجتمع مختلط مما زاد معرفته بالطبيعة البشرية، كما أنه دخل في جدال كبير مع فرقة المعتزلة حول معتقداتهم، ونجح الجاحظ في أن يجمع بين الإيمان والعقل والسياسة في كتبه.

انتقل إلى بغداد حيث عاصمة الدولة العباسية وسيمكنه هذا الانتقال من الاختلاط مع العلماء البارزين، لكن لم يتضاءل ارتباطه بالبصرة أبدًا، أثناء وجوده في مدينة بغداد، كتب الجاحظ مقالاً عن مؤسسة الخلافة أكسبه إطراء الخليفة العباسي “المأمون”، الذي عُرف بمحاولاته إنهاء الخصومة الطائفية في الإسلام وفرض عقيدة إسلامية عقلانية على رعاياه، كانت تلك الخطوة الأهم في حياة الجاحظ، حيث ذاع صيته وتم التعرف على مواهبه.

حياة الجاحظ

الحياة العملية للجاحظ

عاش الجاحظ فترة في بغداد وبعدها انتقل إلى سامراء، حيث ألف العديد من أعماله، والتي اختفى معظمها بمرور الوقت، خلال تلك الفترة بدأ يكسب رزقه من خلال تأليف ما يقرب من مائتي كتاب، ولكن بالكاد نجا 30 كتابًا فقط، كما أراد الخليفة أن يعلم الجاحظ أطفاله، لكن صُدم وخاف الصغار من شكل عينيه، وتلقى الجاحظ مبالغ كبيرة من المال مقابل الإهداءات التي سجلها في كتبه، لكنه لم يكن له منصب رسمي، ولم يكن أحد رجال الحاشية، ولم يحصل على أي عمل منتظم، وعلى الرغم من معرفته بكبار رجال الدولة إلا أنه احتفظ بمستوى من الاستقلالية في عمله وكان ذكيًا في التعامل مع تلك النفوذ.

وفاة الجاحظ

قرب نهاية حياته، لقد عانى الجاحظ من شلل نصفي وتقاعد في مدينة البصرة، حيث توفي في ديسمبر 868م، ويُقال أن الكتب قد سقطت عليه ولم يستطع الحركة من تحتها وتوفى، وكان الجاحظ آنذاك في الثالثة والتسعين من عمره تقريبا.

الأفكار الفلسفية ونظرية التطور

كان الجاحظ أول “عالم أحياء” مسلم يقدم نظرية عن التطور، حيث كتب عن تأثيرات البيئة على فرص بقاء الحيوان على قيد الحياة، ولاحظ ووصف بعناية الصراع الواضح من أجل الوجود بين جميع الأنواع، واستنتج أن هناك ربط بين استهلاك الغذاء والبيئة، و هذا الربط قد ساهم في تطور الخصائص الفيزيائية لجميع النباتات والحيوانات، و هذا قبل وقت طويل من طرح داروين نظرياته الخاصة حول التطور، كما لاحظ الجاحظ كيف كانت البيئة مسؤولة عن ألوان بشرة الإنسان المختلفة، وقد ذكر كل هذا وأكتر في كتابه “كتاب الحيوان”، وهو موسوعة لما لا يقل عن 350 نوعًا من أنواع الحيوانات.

مؤلفات الجاحظ

يعد “كتاب التربية والتعليم” للجاحظ من روائع الكتب الساخرة، وكذلك “كتاب البخلاء” فهو عبارة عن مجموعة نادرة من القصص عن الجشعين، والتي تنطبق على جميع الأجيال، عبر الأزمنة، فلم يحدد جيلًا بعينه، و بأسلوبه الفريد كان يسخر من المدرسين والكتبة على حد سواء، وفيما يلي بعض أشهر مؤلفاته:

البخلاء

كتاب البغال

أخلاق الشطار.

كتاب خلق القرآن.

رسائل الجاحظ

كتاب الأمل والمأمول.

التاج في اخلاق الملوك.

التبصرة في التجارة.

كتاب المحاسن والأضداد.

فضل السودان على البيضان.

كتاب الحنين إلى الأوطان.

الحيوان (ينقسم هذا الكتاب إلى ثمان أجزاء).

البرصان والعرجان والحولان والعميان.

البيان والتبيين وهو منقسم إلى أربعة أجزاء، ويعتبر الكتاب الأهم في مؤلفات الجاحظ على الإطلاق.

يُذكر أن الجاحظ قد سافر إلى دمشق وبيروت، وبعدها عاد ليؤلف كتابًا جغرافيا فانزعج النقاد؛ لأنه يحاول تأليف كتاب جغرافيا بعد رحلة واحدة أو رحلتين إلى المدن المجاورة، ورأوا أن هذا لا يجوز و أنه يجب عليه قضاء وقت أطول في الرحلات من أجل اكتساب معرفة أعمق قبل المساهمة في هذا المجال، وعلى الرغم من هذا فلم يتأثر الجاحظ وقرر تكملة تثقفه وسعى لتأليف كتاب في الجغرافيا و استعان ببعض الترجمات الموجودة في الكتب اليونانية ، و في النهاية ألف “كتاب البلدان” ، وفيه تحدث عن البلدان التي زارها وما شاهده فيها بالإضافة إلى ما حصل عليه من الكتب التي اطلع عليها.

أسلوب الجاحظ

على الرغم من أن الجاحظ قدم الكثير من المؤلفات الأدبية والعلمية إلا إنها لم يُنظر لها بعين الجدية من قبل العرب؛ وذلك لأن أسلوبه في الكتابة كان ممزوج دائمًا بالسخرية، حيث كانت طريقته المفضلة هي مزج معظم أعماله الجادة مع العديد من الحكايات والنكات التي لم تعتبر علمية أو جادة بما فيه الكفاية، حتى في أكثر فقراته ثقلًا؛ كان يضيف ما بدا له مسليًا من تعليقات أو ملاحظات ساخرة، في حين أن أسلوب الأدباء المسلمين المعاصرين له كان يمتاز بالجدية و اليقظة والجاذبية، ومن الممكن أن هذا أحد أسباب ضياع جزء كبير من إرثه الأدبي.

حاول الباحثون معرفة ما إن كان أسلوب السخرية هي طريقته المفضلة للكتابة أم كانت نتيجة رد فعل الناس على مظهره الجسدي، فقد أتقن الجاحظ اللغة العربية وكان له القدرة على الكتابة بشكل متقن ومميز، ولكنه في الحقيقة كان مقتنعا بشدة بأن اتباع الأسلوب السلسل والمرح في الكتابة سيسمح لعدد أكبر من الأفراد بقراءة واستيعاب الموضوعات الجادة، وبأسلوبه الفكاهي قام بالترويج لبعض الأفكار غير التقليدية، فلم تكن الفكاهة مجرد أداة للترفيه ولكنها كانت وسيلة لنشر المفاهيم الرسمية لأكبر عدد ممكن من القراء.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك