بلغراد هي تعتبر عاصمة دولة صربيا فهي من أكبر المدن الواقعة بالجنوب الشرقي من أوروبا، كما أنها توجد عند نقطة تصل بين النهرين السافا والدانوب وتصل عدد سكانها أكثر من مليون نسمة.
نشأت في بلغراد واحدة من أكبر الحضارات الأوروبية وهي فينكا التي قد استقرت فيها قبيلة سينكي حتى عام 279م قبل الميلاد إلى أن قامت قبيلة كلتية بفرض السيطرة عليها فأصبحت معروفة باسم سينكيدون.
واحدة من أكبر المدن الصربية الموجودة بالجنوب الشرقي في أوروبا، اشتهرت بلغراد بالقلعة البيضاء.
تقعد المدينة بالمنتصف بين ثلاث طرق قديمة معروفة على مر التاريخ كالمسافة بين قارة أوروبا وأيضا البلقان فالاتجاه من الشرق للغرب.
يتواجد هذا الطريق بداية من فيينا حتى البحر الأسود في امتداد وادي الدانوب، كما يوجد طريق أخر من الاتجاه الغربي نحو الشمال الإيطالي.
يقع الطريق على مدي نهر السافا بالإضافة لوجود طريق يتوجه للجنوب الشرقي مروراً بوادي نهر مورافا ونهر فاردار حتى بحر إيجه.
يحيط حوض بانونيان بمدينة بلغراد من الجهة الشمالية والجنوبية، كما أن هذا الحوض يحتوي على أشهر منطقة معروفة بزراعتها للحبوب.
يذكر البعض أن تلك هذه المدينة قد ظهرت بوسطها قلعة قديمة يحيط بها كلا من نهر السافا والدانوب في ثلاثة اتجاهات.
حددت التقارير نسبة سكان المناطق التي تحيط بالمدينة وتدار حسب قوانينها فقد وصل عددهم لحوالي 1.7 مليون نسمة.
حصلت بلغراد على كافة الحقوق التي تمتلكها أي مدينة تحت السيطرة الرومانية وقد استمر استقلالها حتى عام 520م.
قام السلاقيون باحتلال تلك المدينة لمدة طويلة، كما أنها كانت دائماً ما تتعرض للاحتلال وللهجوم بسبب موقعها بين الدول.
بالرغم من أن بلغراد قد أعلنت دولة مستقلة إلا أن هذا لم يوقف مخططات احتلال الدول لها فقد وصل عدد تلك المحاولات لأربعة وأربعون مرة.
أطلق على بلغراد الكثير من الأسماء على مر العصور فأغلبها كان يرمز فيما معناه إلى المدينة البيضاء.
أن المسميات الصربية التي قد أشارت للمدينة حتى أسمها الحالي وهو باوكرد الذي قد تكون من مقطعين هما باو أي أبيض وكرد بمعني مدينة.
أطلقت أيضا قبيلة سكورديسكي على مدينة بلغراد اسم الكلتية الذي يشير في معناه إلى الحصن أما بالنسبة لكلمة وسينكي فلم يصل أحد لمعناها حتى الآن.
اختلفت أقاويل خبراء اللغة في الوصول لمعناها حتى أنهم قد انقسموا إلى قسمين الأول يشير لأنها دائرة الكلتية.
أما الآراء الأخرى تري أن هذا الاسم في الأصل هو بلقاني بائد ويرجع أساسه إلى قبيلة سينكي التي قد أحتلت بلغراد.
ظهرت الكثير من النظريات التي أيدت معني اسم مدينة بلغراد أي المدينة البيضاء فقد ظهرت بعض النظريات المؤيدة لهذا التفسير.
بعد أن وقعت أوروبا الجنوبية بأكملها تحت سيطرة الحكم الروماني قد قاموا بتغير اسم بلغراد بدلا من المدينة البيضاء فأصبح اليونان البيضاء.
استخدم باوكرد الاسم الحالي للمدينة في عام 878م حتى أنهم استمروا في تسميتها بنفس الاسم حتى وقتنا الحاضر.
حملت بلغراد اسم بلغاريا البيضاء طوال الفترة التي قد حكم فيها البلغار هذه المدينة واستمرت بنفس الاسم حتى القرون الوسطي.
أشار الألمان بتسميتهم لمدينة بلغراد باسم الإغريقية البيضاء وأيضا الإيطاليين قد أشاروا إليها بالقلعة البيضاء وأثناء حكم المجر أطلق عليها المجرية البيضاء.
أجريت الكثير من الإحصائيات الرسمية عام 2002م التي قد أظهرت أن سكان المدينة لا ينتمون لأصل واحد.
تنوعت الأصول التي ينتمي إليها سكان مدينة بلغراد والتي قد شملت أصول صربية واليوغوسلافية الغجر من الرومان والكروات وغيرهم.
أظهرت الدراسات التي قد كانت تهدف لتحديد نسبة الأشخاص المشاركون في التصويت بالانتخابات الرسمية والتي قد تمت في نهاية أغسطس لعام 2008م.
أشارت تلك الدراسات أن نسبة السكان في بلغراد قد زادت بشكل ملحوظ خصوصاً عند مقارنتها بنتائج إحصائية قد قاموا بها في عام 2002م.
تعتبر هذه المدينة من أبرز المدن الصربية التي يجتمع بها الكثير من القوميات والجنسيات المختلفة التي قد استقرت في يوغوسلافيا سابقاً.
جذبت مدينة بلغراد عدد كبير من سكان الريف من مختلف المناطق نظراً لمكانتها الاقتصادية الكبرى فهي توفر الكثير من فرص العمل.
شهدت تلك المدينة الصربية نسبة هجرة غير مسبوقة وذلك يرجع للكثير من الأسباب أبرزها تركهم لديارهم لأسباب الحرب وما تخلف عنها من دمار.
فقد قاموا برصد عدد نسب المهاجرون إلى بلغراد فقد توصلوا إلى أن أغلبهم كانوا من الكروات والبوسنة وأيضا الكوسوفويين.
تعتبر الحروب والمشكلات السياسية هي من أبرز الأسباب التي تقف وراء هجرة السكان لموطنهم الأصلي كالذي حدث في الحروب اليوغوسلافية.
يتواجد في بلغراد الكثير من الصينيون الذين قد قاموا بالاستقرار بأحياء خاصة بهم تتميز بثقافتهم وعاداتهم كالحي السبعين بالمدينة الجديدة.
اشتهرت بلغراد بكونها تضم مختلف الأديان ومذاهبها بالرغم من ذلك فهي تعتبر واحدة من أكثر المدن المتجانسة دينياً.
يتبع معظم المقيمين في المدينة الديانة المسيحية بالإضافة لأن أكثرهم ينتموا للكنيسة الصربية التي تتبع الأرثوذكسية أحد المذاهب المعروفة بالشرق.
تعتبر الديانة الإسلامية هي ثاني الأديان التي قد لوحظ انتشارها في بلغراد، كما أن أكثر المسلمين ذوي الأصول البلغارية هم من اشتهروا بمسلمين القومية.
بالرغم من وجود تلك الفئة الغالبة من المسلمين إلا أنهم لم يقفوا عند هذا الحد بل أن هناك المسلمين الذين ينتمون في الأصل للسلاقية ومعظمهم من المدن الأصلية.
يتبع المسلمون من الأصول المقدونية وبلغاريا وتركيا المذهب السني، كما أن هناك هجرة للعرب كالأردنيين والسوريين وغيرهم.
ظهرت تلك الفئة من المهاجرون العرب منذ أواخر القرن العشرون والتي قد أدت إلى زيادة نسبة المسلمين في بلغراد.
بعد عمل إحصائيات مكثفة لتحديد نسب كل الديانات والطوائف التي تضمها بلغراد فهي تضم أيضا عدد من المواطنين اليهود.
هاجر الكثيرين من اليهود الذين قد هربوا من الحروب النازية لصربيا بالرغم من أن عددهم ضخم إلا أن بعد الانتهاء من الحروب بفلسطين أدي ذلك لتقلص عددهم.
تعتبر بلغراد من أبرز المدن الأوروبية الصربية وأكبرها، كما أنها تعتبر من المدن العريقة التي قد شهدت الكثير من الحروب والأحداث التاريخية ومنها:
قلعة بلغراد تعتبر هي اشتهرت بأنها من أبرز الأماكن التاريخية في صربيا، كما أنها تعتبر نقطة التي قد تقابل بها نهر الدانوب ونهر السافا.
ساحة الجمهورية تعد من أبرز الساحات الحضارية التي تتواجد في قلب مدينة بلغراد بالتحديد بستاري غراد فهي تضم الكثير من المباني العامة المشهور سواء متاحف سينما مسارح وغيرها.
حديقة الحيوان في بلغراد تتواجد في منتصف منتزه كاليمغدان فهي تعتبر من الحدائق الأساسية في المدينة وأقدمها.
برج أفالا يعتبر هذا البرج من أهم المناطق السياحية في صربيا وخارجها كما أن هذا البرج قد صنف بأنه أطول برج بالقارة الأوروبية بالكامل.
تم تصميمه بمنتصف القرن العشرون فقد استمرت أعمال البناء فيه لأربعة أعمال متواصلة، كما أن هناك مساحات خضراء عامة تقع بالقرب منه.
تتميز تلك المساحات بشكلها الرائع بالإضافة لذلك فهي تحتوي على برك مائية ونوافير ذات شكل خلاب.
نسخة للطباعة