منذ ذلك الحين، أصبح هذا التقدير من 12-18 شهرًا التقدير الذي تعرضه وسائل الإعلام. لكن الخبراء الطبيين والعلماء ذوي الخبرة المباشرة في تطوير اللقاحات يشككون.

قد يبدو ثمانية عشر شهرًا بمثابة وقت طويل، ولكن في سنوات اللقاح، فإن ذلك وقتًا قصيرًا للغاية. يقول بعض الخبراء أن هذا الوقت سريع للغاية – ويمكن أن يأتي على حساب السلامة.

قال الدكتور بيتر هوتز، الخبير البارز في الأمراض المعدية وتطوير اللقاحات في كلية بايلور للطب: “يقول أنتوني فوسي من سنة إلى 18 شهرًا – أعتقد أن هذا متفائل” . “ربما إذا اصطفت جميع النجوم، ولكن ربما أطول”.

الدكتور بول أوفيت، المخترع المشارك للقاح الفيروس العجلي،  قال لشبكة CNN: “عندما قال دكتور فوسي من 12 إلى 18 شهرًا، اعتقدت أن ذلك كان متفائلًا بشكل مثير للسخرية”.

زيادة الوفيات في العالم بسبب الفيروس، تمثل ضغطًا على المجتمع العلمي للعثور على لقاح في عضوب أسابيع، خاصة مع تعطيل الفيروس لتروس الاقتصاد العالمي.

يقول الخبراء إن المشكلة تكمن في أن الجدول الزمني الذي يتم ذكره في كثير من الأحيان طموح جدًا.

قال الدكتور أميش أدالجا، وهو باحث كبير يركز على الأمراض المعدية الناشئة في مركز الأمن الصحي بجامعة جونز هوبكنز: “لا أعتقد أنه تم القيام بذلك في 18 شهرًا” . “يقاس تطور اللقاح عادة بالسنوات وليس بالأشهر.”

عادة بعد الاختبار في الحيوانات، يحتاج اللقاح لثلاث مراحل حتى التأكد من سلامتهم للبشر. تتضمن المرحلة الأولى حقن اللقاح في مجموعة صغيرة من الناس لتقييم السلامة ومراقبة استجابتهم المناعية. والثاني زيادة عدد الأشخاص للمئات، وغالبًا ما يشمل المزيد من أعضاء المجموعات المعرضة للخطر. إذا كانت النتائج واعدة، تنتقل التجربة إلى المرحلة الثالثة لاختبار الفعالية والأمان مع آلاف أو عشرات الآلاف من الأشخاص، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.

نتيجة لذلك فإن الباحثين سياتل وأتلانتا يختبرون الحيوانات والبشر بالتوازي، بدلاً من التسلسل، وفقًا لـ Stat، وهو موقع إخباري صحي أنتجته Boston Globe Media.

أخبر مارك فاينبرج، الرئيس والمدير التنفيذي للمبادرة الدولية لقاح الإيدز، ستات أنه في حين أنه يدرك أهمية التجارب على الحيوانات، فإن إلحاح حالة الطوارئ العامة الحالية يجعل العلماء يقايضون الوضع. مما يعني الاستغناء عن تجارب الحيوانات مقابل حماية الناس من سرعة انتشار الفيروس.

وقال فاينبرج: “عندما تسمع تنبؤات حول أن اللقاح يستغرق في أحسن الأحوال عامًا أو عامًا ونصف.. لا توجد طريقة للاقتراب من هذه الجداول الزمنية ما لم نتخذ طرقًا جديدة” .

يستخدم مرشح لقاح الفيروس التاجي تقنية جديدة لم تتم الموافقة عليها من قبل. الطريقة عبارة عن منصة تكنولوجية جديدة، قد تكون ثورية، إذا نجحت، يمكن أن تختصر أشهرًا من عملية التطوير. ومع ذلك، فإن التكنولوجيا – التي تسمى لقاح الرنا المرسال – لم تتم الموافقة عليها قط. هذا سيكون أول اختباراتها.

المنتج التجريبي الذي طوره العلماء والباحثون في المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية لا يستخدم أي جزء من الفيروس الحي. وبدلاً من ذلك، قام الباحثون ببناء لقاحهم من المعلومات الوراثية حول الفيروس التاجي الذي قدمته الصين. سيستخدم اللقاح الذي يعملون لتوجيه الخلايا في الجسم لصنع البروتينات لتحفيز الاستجابة المناعية التي تمنع أو تحارب الأمراض.

هذا المنتج سيسرع الوصول لتجارب اللقاح، لكن الخبراء العاملين عليه يتوقعون تجاوز العملية 18 شهرًا، بسبب التجارب السريرية أو مشاكل التصنيع.

في الستينيات، فشل اختبار لقاح فيروس المخلوي التنفسي البشري RSV في حماية العديد من الرضع من الإصابة بالمرض وأدى إلى أعراض أسوأ من المعتاد. كما ارتبط بوفاة طفلين.

في عام 1976، استجابت إدارة الرئيس جيرالد فورد بسرعة لتفشي مرض أنفلونزا الخنازير، متجاهلة نصائح منظمة الصحة العالمية، وتم تطعيم 45 مليون شخص، وثبت بعد ذلك أن بعض من تلقوا التعطين بمتلازمة غيلان باريه، وهي اضطراب نادر يهاجم فيه جهاز المناعة في الجسم الأعصاب، مما يؤدي إلى الشلل. مات ما لا يقل عن 30 شخصا بسببه.

في عام 2017، توقفت حملة متسارعة لتطعيم ما يقرب من مليون طفل من حمى الضنك التي ينقلها البعوض في الفلبين لأسباب تتعلق بالسلامة. اتهمت الحكومة الفلبينية 14 مسؤولا بوفاة 10 أطفال مُلقحين، قائلة إن البرنامج بدأ “على عجل”.

وقال كيمانثري مودلي، أستاذ أخلاقيات البيولوجيا في جامعة ستيلينبوش بجنوب أفريقيا، إن التجارب المعجلة تزيد من احتمالات الفشل الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب أخرى غير مقصودة.

في عام 2006، تم الانتهاء من لقاح الفيروسة العجلية – التي تسببت في الإسهال الشديد عند الرضع – مما أدى إلى إعاقة المرض بشكل كبير. امتد العمل كله 26 سنة. والفترة التجريبية وحدها استغرقت 16 عاما.

في نوفمبر 2019، قامت منظمة الصحة العالمية بتأهيل لقاح للإيبولا، واعتبر وقتها أنه أسرع عملية إنتاج لقاح. استغرب الأمر حوالي خمس سنوات للحصول على منتج مرخص .

وفي الستينيات، عندما كانت اللوائح متساهلة نسبيًا، استغرق الأمر أربع سنوات حتى تتم الموافقة على لقاح النكاف والحصبة.

اندلع وباء السارس في عام 2003، ولكن حتى عام 2016 لم يكن اللقاح جاهزًا للتجربة. وتوقف العمل بسبب عدم وجود تمويل لإنتاجه.

يقول عميد الكلية الوطنية للطب الاستوائي في كلية بايلور للطب في هيوستن، إن اللقاح لو تم إنتاجه لكان قد حمي جزئياً من مرض Covid-19، المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجد، والذي ينتمي إلى نفس العائلة الفيروسية مثل السارس.