بعد ما يقرب من عقد من الزمن، وكالة أبحاث الفضاء والطيران الأمريكية “ناسا” تعلن خروج كيبلر من الخدمة، مسجلة مشهد النهاية للمسبار الفضائي صاحب الإنجازات الأكثر غزارة في التاريخ، بعدما اكتشف 70% من 3800 عالم غريب مؤكد حتى الآن.
النهاية لم تكن صادمة؛ العمر الافتراضي للمسبار كان مقدرا بست سنوات. ومحاولوات العلماء لتمديد عمر تشغيله لم تكن لتدوم إلى الأبد. خزان الوقود نفد تماما، معلنا أن المسبار أكمل مهمته.
في هذا التسلسل الزمني، نرصد في دقائق أهم ما قدم كيبلر للبشرية خلال رحلته.
ناسا تطلق مسبار كيبلر، الذي كلف 600 مليون دولار، من كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا،
آلية إطلاق المسبار خططت لوضعه عند مدار في المجموعة الشمسية وليس الأرض، ليرصد منطقة تعتبر قريبة من المجموعة الشمسية تعرف باسم “سيجنوس ليرا”، يعتقد أنها تحتوي على ما يقرب من 100 ألف نجم شبيه بالشمس، النجم الرئيسي في المجرة.
سمي المسبار على اسم العالم الفلكي يوهانز كيبلر، عالم الرياضيات والفلكي والفيزيائي الألماني، الذي كان أول من وضع قوانين تصف حركة الكواكب بعد اعتماد فكرة الدوران حول الشمس كمركز لمجموعة الكواكب.
كيبلر يبدأ رحلة التقاط الصور من السماء المرصعة بالنجوم في منطقة سيجنس وليرا. من بين 4.5 مليون نجم في مجال رؤيته، يراقب المسبار أكثر من 170،000 لقياس الانخفاضات في السطوع عندما يعبر الكوكب أمام نجمه الأم.
كيبلر يبدأ اكتشافاته بخمسة كواكب عملاقة سميت باسمه (كيبلر 4 – 8)، وهي كواكب غازية ساخنة عملاقة، تدور حول النجوم الأم في غضون أيام، مع درجات حرارة تتجاوز 2000 درجة فهرنهايت.
كيبلر يكتشف كوكب كيبلر 10 بي الصخري، الذي لقب بـ”عالم الحمم”. يدور قريبًا جدًا من نجمه ، بحيث أن جانبه المواجه لنجمه يمكن أن يكون محيطًا من الصخور المنصهرة
بعد إعلان ناسا في فبراير عن اكتشاف كيبلر لـ 1235 كوكبًا ممكنا، بينها خمسة يقارب حجمها كوكب الأرض وتوجد في نطاق صالح للحياة، جاء الاكتشاف الجديد ليؤكد وجود كوكب يدور في مسارين نجميين، تطلق عليه ناسا كيبلر 16 ب، والذي تبين أنه عملاق غازي يفتقد السطح الصلب.
المسبار يتأكد من وجود كوكب أطلق عليه “كيبلر 22 ب”، وهو أول كوكب خارج المجموعة الشمسية يجري التحقق من أنه يدور في نطاق صالح للحياة؛ لاحتوائه على مسطحات مائية ودرجة حرارته الملائمة للإنسان والبالغة 22 درجة مئوية حول نجم شبيه بالشمس.
يعادل قطر الكوكب حوالي 2.4 ضعف قطر كوكب الأرض، ويبعد بمسافة 620 سنة ضوئية من الأرض.
اكتشافات كيبلر تتوصل إلى ثلاثة كواكب جديدة تدور في مدارات صالحة للحياة حول نجومها. أطلق عليها كيبلر 62 إي، 62 إف، و69 سي. الاكتشاف أثبت وجود كواكب صغيرة تدور في مسارات ملائمة للحياة حول نجومها خارج المجموعة الشمسية.
مشكلات ميكانيكية تكتب نهاية المهمة في نظام تشغيلها الأساسي. توقفت العجلة الثانية من عجلات توجيه كيبلر، لتبدأ ناسا رحلة البحث عن طريقة جديدة لتشغيل المسبار، وهو ما اصطلح عليه بـ كيبلر 2.
ناسا تعلن عن اكتشاف كيبلر 186 إف، وهو كوكب بحجم الأرض يدور في منطقة صالحة للحياة حول نجم قزم أحمر بارد يبعد حوالي 580 سنة ضوئية، وينظر إلى اكتشافه على أنه خطوة مهمة أقرب إلى إيجاد عوالم مشابهة للأرض.
يكتشف كيبلر كوكبا أكبر من الأرض بنسبة 60% يطلق عليه كيبلر 452 بي، يدور في المنطقة الصالحة للحياة حول نجم يشبه الشمس، اعتبرا في ذلك الوقت الأقرب إلى نظير الأرض والشمس.
كيبلر يكشف لعلماء ناسا دليلًا على وجود كوكب صغير صخري ممزق يدور حول نجم قزم أبيض، مما سمح لهم بمشاهدة المراحل النهائية لنظام شمسي.
كيبلر يرصد تقلبات غريبة في درجة سطوع نجم تابي الغامض، ويفسح المجال لتفسير جديد مفاده أن سحابة غبار تتحرك حول النجم.
كيبلر يصل لمرحلة تاريخية باكتشاف أكثر من 1200 من الكواكب خارج المجموعة الشمسية التي يتوقع علماء ناسا أن تضم العديد من الكواكب الصخرية ذات التكوين المشابه للأرض.
باستخدام البيانات التي جمعها كيبلر، علماء الفلك في جامعة واشنطن يتمكنون من تأكيد طبيعة النمط المداري المنتظم للكواكب السبعة المكتشفة حديثًا في نظام “ترابيست-1” خارج المجموعة الشمسية، وهو موطن لسبعة كواكب بحجم الأرض.
وجد الفريق أن كوكب ترابيست 1إتس، المتواجد على بعد 6 ملايين ميل من النجم القزم، لا يقع داخل المنطقة القابلة للحياة، التي قد تكون باردة جدًا بالنسبة للبشر، كما أكد الباحثون أن الكوكب يدور حول نجم ترابيست-1 كل 19 يومًا.
وتدعم البيانات النظرية القائلة بأن الكواكب قد هاجرت إلى الداخل خلال تشكيل النظام.
صدور الكتالوج النهائي الأكثر شمولاً وتفصيلاً عن الكواكب الخارجية التي جمعتها بيانات كيبلر خلال سنواته الأربع الأولى، وشملت 4,034 كوكبًا محتملا، جرى التأكد من وجود 2,335 منها. كان التقدير الأولي للكواكب القريبة من مساحة الأرض الصالحة للحياة هو 30، لكن البيانات والتحليلات الأولية رجحت أن يكون الرقم الفعلي أصغر، ربما يتراوح بين كوكبين إلى 12 كوكبًا.
العثور على كوكب ثامن في نظام كيبلر 90، ليصبح بذلك مساويًا لمجموعتنا الشمسية في ضم أكبر عدد من الكواكب المعروفة. كلها تقترب من نجمها أكثر من الأرض إلى شمسنا. الاكتشاف استخدم جزئيًا تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ميكانيكي سيارات أسترالي ينقب في بيانات جمعها كيبلر ويكتشف نظامًا من أربعة كواكب بحجم نيبتون في واحدة من أبرز المساهمات التي قدمها علماء غير نظاميين بتمشيط كميات هائلة من بيانات المسبار بحثًا عن الكواكب الخارجية. يواصل العلماء رحلة العثور على كوكب خامس ضمن نفس النظام.
ناسا تطلق خليفة كيبلر. بتكلفة 337 مليون دولار للبحث عن كواكب تشبه الأرض بحجمها قد تكون قابلة للحياة.
الجهاز المعروف بـ “ترانزيتينج إكزوبلانيت سورفيي ساتلايت” (تيس) انطلق من قاعدة كاب كانفيرال في فلوريدا. وقذفه إلى الفضاء صاروخ من طراز فالكون 9.
وتقضي مهمة التلسكوب الجديد برصد النجوم الأقرب إلى الأرض والأكثر إشعاعًا؛ في مسعى إلى اكتشاف كواكب تدور في مدارها.
وبحسب ناسا، قد يساهم “تيس” في اكتشاف 20 ألف كوكب خارج مجموعتنا الشمسية، من بينها خمسون بحجم الأرض وحوالى 500 أكبر بمرتين من كوكبنا.
كيبلر ينهي مهمة استمرت ستة أشهر في مراقبة المستعرات الأعظمية Supernova، وهي حدث فلكي يحدث خلال المراحل التطورية الأخيرة لحياة نجم ضخم، حيث يحدث انفجار نجمي هائل يقذف فيهِ النجم بغلافهه في الفضاء عند نهاية عمره، ويؤدي ذلك إلى تكون سحابة كروية حول النجم، وسرعان ما تنتشر طاقة الانفجار في الفضاء وتتحول إلى أجسام غير مرئية في غضون أسابيع أو أشهر، أما مركز النجم فينهار على نفسه نحو المركز مكوناً إما قزما أبيضا أو يتحول إلى نجم نيوتروني
كليبر تمكن من التقاط المراحل الأولى من هذه التفجيرات النجمية بدقة غير مسبوقة للمساعدة في حل لغز قديم: ما الذي يوقفها؟
ناسا تنهي مهمة كيبلر، لتستكمل رحلة استمرت تسع سنوات راقب خلالها أكثر من نصف مليون نجم. اكتشف كيبلر أن هناك كواكب أكثر من النجوم في المجرة، وكثير منها عوالم صغيرة قريبة في حجمها من الأرض. لقد نقلتنا اكتشافات كيبلر خطوة عملاقة أخرى في بحثنا عن مواطن أخرى للحياة في المجرة.