اتبع برين وبايج نمطًا غير تقليدي في إدارة جوجل. غالبًا ما يندهش الزوار عندما تتوقف الاجتماعات من أجل مباراة كرة طائرة في الحديقة المركزية، في نمط سار عليه جيل من الشركات الناشئة لاحقًا.
مع ذلك، برعت جوجل في ضم المديرين المحترفين. في 2001، جذبت إيريك شميت، المدير التنفيذي المخضرم، كرئيس تنفيذي للشركة، بينما يقدم بيتشاي ما أشار إليه برين مازحًا ذات مرة باسم "الإشراف الأبوي".
شكلت عصر الإنترنت والحوسبة المحمولة بالطريقة نفسها التي ساعدت بها مايكروسوفت في تشكيل عهد الكمبيوتر المكتبي.
اليوم تتعامل سنويًا مع أكثر من تريليوني عملية بحث. تنتج نظام أندرويد الذي يشغل 80٪ من الهواتف الذكية في العالم.
الإيرادات نمت من 3.2 مليار دولار في 2004 إلى 136 مليار دولار العام الماضي. وبينهما، استغرق الأمر ثماني سنوات فقط لتصل مبيعاتها السنوية إلى 10 مليارات دولار، بينما لم تتجاوز خسائرها المتراكمة القصوى 21 مليون دولار.
المليارات يستخدمون جوجل. يجدونه أحد أكثر الأدوات المفيدة في حياتهم. دراسة حديثة وجدت أن المستخدم العادي سيحتاج إلى 17,530 دولارًا لتعويض حرمانه من جوجل لعام واحد، مقارنة بـ 322 دولارًا لمنصات السوشال ميديا مثل فيسبوك.
بالتبعية، تضاعفت قيمتها السوقية تقريبًا منذ 2015، لتتجاوز حاجز التريليون دولار.
شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى نوعت أنشطتها بعيدًا عن أعمالها الأساسية. أمازون مثلًا بدأت بالتجارة الإلكترونية ثم توسعت كثيرًا في مجال الحوسبة السحابية. مايكروسوفت نجحت في إعادة اختراع نفسها كشركة حوسبة سحابية بعد تنحي بيل جيتس في 2000؛ الآن قيمتها أكبر من ألفابيت.
صحيح أن ألفابيت لم تقف مكتوفة الأيدي: اشترت يوتيوب في 2006، ثم أطلقت أندرويد في 2007. لكن إيراداتها تتركز بالتحديد على إعلانات البحث.
رهانات برين – بايج على التقنيات المستقبلية مثيرة للغاية فكريًا، وبينها السيارات ذاتية القيادة، لكنها لم تؤت ثمارها بعد. ومع نضوج الشركة، يجب أن تبدأ في دفع توزيعات الأرباح. ليظهر سؤال: إلى متى سيستمر صبر المستثمرين؟
احتكار شركة ألفابيت لأعمال البحث أدى إلى مخاوف من أنها قد تضغط على الشركات الأخرى بشكل غير عادل. مخزنها الضخم من البيانات يثير مخاوف الخصوصية. ولأنها قناة للإعلام والأخبار، فقد أصبح نفوذها على السياسة يخضع لمزيد من التدقيق. كل هذا يبشر بإجراءات تنظيمية أكثر تشددًا.
عندما لفتت هيمنة جوجل نظر المنظمين، لجأت الشركات القوية الأخرى إلى الاستعانة بجحافل من جماعات الضغط للزود عنها، لكن نجاحهم كان محدودًا.. السياسيون في كل مكان يضربون بقوة ضد سلطاتها وسلوكها تجاه خصوصية المستخدم. الاتحاد الأوروبي غرمها 9 مليارات دولار، وتحقيقات مكافحة الاحتكار تلوح في الأفق على جانبي المحيط الأطلسي.
وفي الولايات المتحدة، يدعم السياسيون على جانبي الممر قواعد أكثر تشددًا أو “التفكيك” في بعض الحالات. إذا كان لابد من تنظيمها، فقد تنخفض الأرباح بشكل حاد.
الاضطرابات في جوجل طالت موظفيها، أكثر من 20 ألف موظف انسحبوا قبل عام احتجاجًا على تعامل الشركة مع قضايا التحرش الجنسي. أولئك الذين ما زالوا متمسكين بقواعد جوجل الرسمية التي كانت ذات يوم “لا تكن شريرًا” (تخلت عنها الشركة في 2018)، أدانوا قرارات إخضاع نسخة جوجل في الصين للرقابة الحكومية، والعمل مع القوات المسلحة الأمريكية. الإدارة أقالت كذلك الموظفين المشاركين في الجهود النقابية. الأسبوع الماضي قال العديد منهم إنهم سيرفعون تظلمات لمنظمي الخدمة.
جوجل تريد السوق الصيني.. فهل يريد المستخدمون الصينيون جوجل؟
الثورة الصناعية الرابعة.. هل يرث الذكاء الاصطناعي وظائف البشر كليًا؟ | س/ج في دقائق
آبل.. من مرآب للسيارات وحافة الإفلاس إلى التريليون دولار
المعضلة الأخلاقية للسيارات ذاتية القيادة
منصة فيسبوك الموحدة.. تواصل أفضل أم أموال أكثر؟ | محمد عادل