عندما وقعت كارثة تشرنوبل في 26 أبريل 1986 بشمال أوكرانيا، تأخرت الحكومة السوفيتية في التعامل معها ولم تصدر أمرا بإجلاء السكان إلا بعد مرور 3 أيام على التسرب الإشعاعي.
الإجلاء شمل كل السكان في نطاق 30 كيلومترا من مكان المحطة المنكوبة، وقال المسؤولون للسكان إنهم سيغادرون منازلهم لأيام قليلة فقط لحين تنظيف المنطقة، لذا ترك الناس الكثير من أمتعتهم في مكانها.
التأخر السوفيتي في التعامل مع الحادث ومحاولة الإخفاء ليستا الخطأ الوحيد. بل طريقة تعاملهم فيما بعد.
وصل فاليري ليجاسوف، أول نائب لمدير معهد الطاقة الذرية، لتشرنوبل في صباح 26 أبريل أي بعد ما يزيد عن 7 ساعات من حدوث التسرب الإشعاعي ووفاة 2 من العاملين وإصابة 52 رجل إطفاء كانوا
يحاولون السيطرة على الموقف.
وكشف أدلة وجود تسرب إشعاعي لكنه لم يتخذ قرار الإجلاء في بريبات إلا بعد 36 ساعة، دون إجلاء أغلب المناطق المحيطة.
في 28 أبريل 1986 بدأت كارثة تشرنوبل تلقي بظلالها على أوروبا، عندما رصدت محطة طاقة سويدية على بعد أكثر من ألف كيلومتر أن هناك أثار إشعاع قوي في تشرنوبل، ونفس الشئ حدث في الدنمارك وفنلندا.
عندها فقط اعترف الاتحاد السوفيتي بحجم الكارثة وبعدها بأيام أعلن قبول المساعدات الغربية لاحتواء الموقف.
منظمة الصحة العالمية قدرت أن عدد المشاركين في عمليات الاحتواء يصل إلى 240 ألف في الفترة من 1986 إلى 1987، بينما إجمالي المشاركين حتى إنتهاء العملية كان 600 ألف.
ويقدر الكاتب ديفيد ماربلس في كتابه أن عدد الوفيات من عمال التصفيات المسؤولين عن إحتواء التسرب كان 6000 شخص بعكس التقديرات السوفيتية التي قالت إن عدد الوفيات الرسمي 31 شخص فقط.