مثَّل 21 يونيو/ حزيران 2017 تاريخًا فارقًا في مسيرة السعودية. الأمير محمد بن سلمان وليًا للعهد. بعدها، بدأت سلسلة تغييرات كان ينظر إليها العالم ضمن فئة المستحيلات تجد طريقها إلى الواقع.
“العودة إلى السعودية ما قبل 1979” كان روح خطة التغيير التي انتهجها الأمير الشاب، والتي امتدت إلى مختلف الجوانب السياسية والاقتصاديىة والاجتماعية والثقافية.. في دقائق نستعرض خمسة منها.
في 1979، انتشر تيار الصحوة المتشدد في السعودية كرد فعل انكماشي على ثورة الخميني في إيران واقتحام الحرم المكي وصولًا إلى حرب أفغانستان.
بمرور السنوات، هيمن دعاة التيار كليًا على الثقافة العامة السعودية، ومدوا أفكارهم إلى خارجها. أقر محمد بن سلمان فورًا بكل ذلك، وقاد جهودًا لوضع حد لتلك الهيمنة. اعتبر أن "الحكومات المتعاقبة ضلّت الطريق"، وأنه يتوجب إعادة الأمور إلى نصابها، فاتحًا الطريق أمام تغييرات فكرية بالمملكة.
حتى قادة التيار، وعلى رأسهم عائض القرني، اعترفوا علنًا بالأخطاء التي ارتكبوها واعتذروا عنها.
لسنوات طويلة، ضيقت هيئة الأمر بالمعروف على الحريات الشخصية في السعودية؛ سيرت دوريات في الشوارع لفرض حظر المشروبات الكحولية، وتشغيل الموسيقى الصاخبة، والتأكد من إغلاق المتاجر وقت الصلاة، ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء، والتضييق على زي النساء بالقوة. كل ذلك بات من الماضي.
قرار تضييق صلاحيات الهيئة صدر في 2016، لكنه دخل حيز التنفيذ بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد. اقتصر عمل الهيئة في النشاطات التوعوية والدعوية، التي لا تتضمن إلزامية أو انتشارًا ميدانيًا.
في مطلع 2018، رفعت السعودية حظرًا فرضته طويلًا على إنشاء دور السينما، فدشنت فوكس أول دار عرض سينمائي في الرياض. وصل عدد دور السينماء لأربعة، تخطط المملكة لإيصالها إلى 600 شاشة في السنوات المقبلة.
أعلنت السعودية كذلك تدشين أول دار أوبرا في جدة، تزامنًا مع تنظيم حفلات غنائية ومهرجانات للشعر والموسيقى والغناء كانت ممنوعة في المملكة لسنوات طويلة.
استضافت السعودية فنانين عربًا وأجانب، على رأسهم الموسيقار العالمي ياني، كما احتضنت جدة عروضًا للمصارعة الحرة.
الممانعة الاجتماعية عطلت تمكين المرأة السعودية لسنوات. بوصول محمد بن سلمان لولاية العهد تغير المشهد.
من السماح لهن بقيادة السيارات، إلى السماح بحضور مباريات كرة القدم والاحتفالات العامة، إلى اختراق مناصب كانت محظورة عليهن، خصوصًا تعيين الأميرة ريما بنت بندر أول سفيرة للملكة في الولايات المتحدة، ومحليًا تعيين إيمان بنت عبد الله الغامدي مساعدًا لرئيس بلدية الخبر.
التغييرات وصلت إلى إسقاط الولاية فيما يتعلق بسفر المرأة بشكل مستقل والمساواة التامة في حق العمل.
في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، أمر الملك سلمان بتشكيل لجنة عليا لمحاربة الفساد برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان. بعد ساعات، أعلنت اللجنة توقيف عدد من الأمراء الكبار والوزراء السابقين، وبعضهم من العائلة المالكة شخصيًا.
وفي يناير/ كانون الثاني 2019، أعلنت اللجنة إغلاق القضية بعد استعادة أكثر من 400 مليار ريال (106 مليارات دولار) بعد التسوية مع 87 شخصًا.