تكرار الكلام عند الاطفال من المشكلات التي يعاني منها العديد من الأطفال على مستوى العالم أجمع، ولم يدرك الآباء أو الأمهات ما هي الأسباب التي أدت إلى حدوث هذا الأمر، لذا سوف نوضح لكم في مقال اليوم مجموعة متنوعة من المعلومات حول هذا الموضوع وهل هو خطير أم لا.
من الممكن أن تكون مشكلة تكرار الكلام عند الاطفال التي يتعرض لها بعض الأطفال من الأشياء الطبيعية.
ومن الممكن أن تكون بمثابة علامة أو دليل على معاناة الطفل من عدد من الاضطرابات.
حيث يقوم الطفل بتقليد الأشخاص الأكبر منه سنًا من خلال تكرار بعض المفردات أو الكلمات أو العبارات عند الاستماع إليها.
وينقسم تكرار الكلام عند الاطفال إلى نوعين، وهما كما يلي:
في هذا النوع يعيد الطفل بعض العبارات أو الكلمات المخزنة في ذاكرته.
فعلى سبيل المثال يقوم بتكرار جملة قد سمعها في فيلم أو كرتون معين على الرغم من عدم الاستماع إليها في وقت تكراره لها.
يعتبر تكرار الكلام المتأخر لدى الأطفال من الأمور الطبيعية التي لا تستدعي الخوف إذا كان قليل أو بسيط.
أما إذا كان الطفل يقتبس العديد من العبارات من الأفلام، ولم تكن لديه القدرة على إنشاء عبارة من تلقاء نفسه، فيعتبر هذا الأمر غير طبيعي ويجب الرجوع إلى الطبيب.
يقوم الطفل بتكرار المفردات والجمل بمجرد الاستماع إليها من قبل أي شخص من الأشخاص المحيطين له.
فعلى سبيل المثال إذا قمت بتوجيه سؤال للطفل تقول له: هل تريد قطعة من الحلوى، فيقوم الطفل بتكرار نفس السؤال بدلًا من الإجابة عنه بالقبول أو الرفض.
إذا كان الطفل يقوم بتكرار الكلام في بداية تعلمه للكلام، فإن هذا الأمر يعد طبيعي للغاية.
لأنه في تلك الحالة تكون هي طريقته الوحيدة في التعامل أو التواصل مع الأشخاص المحيطين له.
وفي العادة يكون ذلك الحدث من السنة الأولى وحتى ثلاث سنوات.
أما إذا وصل الطفل إلى سن الثلاث سنوات، وكان مازال يكرر الكلام ولم يمتلك القدرة على إنشاء جملة عند التواصل مع الآخرين، فيعد هذا الأمر غير طبيعي.
وفي هذه الحالة يجب الرجوع إلى الطبيب المختص أو أخصائي النطق لكي يتم معرفة السبب في ذلك، بالإضافة إلى الخضوع للعلاج الصحيح.
تحدث تلك الحالة لدى الأطفال بنسب ومعدلات مختلفة بين بعضهم البعض باختلاف مراحلهم العمرية، وهما كما يلي:
يقوم الطفل بترديد بعض الكلمات القليلة من أجل توصيل معلوماته.
من الطبيعي أن يظل تكرار الكلام عند الاطفال في بداية العام الثاني، بالإضافة إلى محاولتهم في إنشاء القليل من الجملة الخاصة به.
من المفترض أنه عندما يصل الطفل إلى بداية سن الثالثة أن ينتهي لديه تكرار الكلام، ويبدأ في تكوين الجمل الكاملة من تلقاء نفسه.
وإذا استمر تكرار الكلام بعد هذا العام من الممكن أن يكون بسبب معاناة الطفل من حالة مرضية معينة مثل إعاقات النمو، اضطراب التوحد واضطرابات التواصل.
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مشكلة تكرار الكلام عند الاطفال، ومن هذه الأسباب ما يلي:
الإصابة بمرض التوحد الذي يؤدي إلى تعرض الطفل لاضطراب نفسي.
التأخر اللغوي الذي يتعرض له الكثير من الأطفال.
التحرك المستمر للطفل.
الاستماع إلى الأغاني التي تستخدم الكلمات المكررة والسريعة لفترات طويلة.
الإصابة بمرض الاضطراب العصبي.
طلب الأهل من الطفل بشكل دائم تكرار الكلام، حيث إنه يتسبب هذا الأمر في تطور وتفاقم تلك المشكلة.
المعاناة من مشكلة الإعاقة الذهنية أو التأخر العقلي، فقد أثبتت الدراسات التي تم القيام بها حول هذا الأمر أنه يوجد ما يقارب من 85% من أطفال مرضى التوحد يعانون من تلك المشكلة، ويرتفع ذلك المعدل لدى الأطفال المكفوفين.
لتلك المتلازمة العديد من التفسيرات والأسباب التي أدت إلى حدوثها، ومن أبرز هذه التفسيرات ما يلي:
ضعف مستوى الاستيعاب أو الفهم لدى الطفل، أي معاناة الطفل من مشكلة نقص الاستيعاب.
اندفاعية التحدث لدى الطفل تجعله يكرر كلام غيره دون قصد، فهو في تلك الحالة يكون فاقدًا لأسلوب التريث والانتظار والانتظام في الحديث.
ضعف الانتباه والتركيز، بمعنى وجود مشكلة خاصة بمهارات الاستقبال لدى الطفل، ومعاناته من التميز الصوتي.
خضوع الطفل لأسلوب تدريبي غير صحيح، حيث يكون هذا النمط مبني على الاستجابة فقط، بمعنى أنه تم تعويد أو تدريب الطفل على مهارة الاستجابة اللفظية عند الاستماع إلى الأمر اللفظي فقط، وبناء عليه عندما يستمع الطفل لأي كلام لفظي يسارع في الرد عليه حتى إذا كان رده غير صحيح.
عدم امتلاك الطفل مهارات التواصل أو التفاعل الاجتماعي مع الأشخاص المحيطين به.
يوجد الكثير من الأسباب المتنوعة التي تدفع الطفل المصاب بالتوحد إلى تكرار المفردات والجمل، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي:
يشعر الطفل المصاب بالتوحد أنه عندما يقوم بتكرار الكلام فهو يحاول تهدئة نفسه وتقويتها في مواجهة العديد من الأمور الحسية.
الحديث الذاتي
في الغالب يستخدمون المفردات والعبارات التي استمعوا إليه من قبل أهاليهم أو ذويهم عند حديثهم مع أنفسهم.
عندما يواجه طفل التوحد صعوبة في التعبير عن موقف أو حدث معين باستخدام مفرداته الخاصة يلجأ إلى استخدام كلمات شخص آخر.
لا يعد القضاء على مشكلة تكرار الكلام عند الاطفال من الأمور البسيطة أو السهلة، وخصوصًا إذا كان الطفل يعاني من مرض التوحد.
ويتوقف علاج تلك المشكلة على السبب إلى أدى إلى تحققها.
ويتم معالجتها من قبل علماء النفس أو أخصائيين النمو العصبي أو التربويين الأخصائيين أو الأطباء النفسيين.
حيث إنه يحاول الأخصائي أن يفهم السبب الذي دفع الطفل إلى تكرار الكلمات، بعد ذلك يتم الوصول إلى طريقة مناسبة للتواصل مع الطفل من أجل تعليمه النطق الصحيح.
في الغالب يستعين المسئول عن العلاج ببعض الطرق من أجل الوصول إلى العلاج المناسب، والتي منها ما يلي:
هناك عدد من الحالات التي تكون في حاجة إلى استخدام بعض أنواع الأدوية التي يتم وصفها لمرضى الاكتئاب.
يعد من الطرق الناجحة والفعالة التي تساهم في التخلص من تلك المشكلة، وخصوصًا في حالة المعاناة من مرض التوحد.
حيث إنه يقوم الأخصائي بمراقبة الطفل من أجل محاولة الوصول إلى السبب الرئيسي الذي تسبب في حدوث هذا الأمر.
وبعد ذلك يتم معرفة سبب مداومة الطفل على تكرار تلك العبارات، ثم يتم التواصل معه بطريقة ملائمة يستطيع الاستجابة معها.
يستخدم أخصائي علاج النطق تلك التقنيات من أجل الوصول إلى العلاج الصحيح.
حيث إنه يتم جعل الطفل يتتبع الإشارات البصرية واللفظية والعديد من طرق التعلم، ثم قيام الأخصائي بمراقبة الطفل من أجل التعزيز الإيجابي لمعالجة تلك الحالة.