لعبت النساء دورًا رئيسيًا في مقاومة انتشار داعش، والعمل على إنشاء مجتمع ديمقراطي في أعقاب الانتفاضة السورية، التي اقتنصت خلالها المنطقة الكردية "روج آفا" حكمًا ذاتيًا.
تأسست منظمة "يكيتيا ستار" عرفت بعد ذلك باسم "كونغريا ستار"، وهى كونفدرالية المنظمات النسائية في روج آفا.
عملت الكونفدرالية مع مجموعات أخرى لتشكيل وإدارة مجتمعات ديمقراطية، وتوفير التدريب على الدفاع عن النفس، وإنشاء المدارس.
في 2017، تبنت الكونفدرالية جينوار كمكان آمن للنساء اللواتي يسعين إلى طريقة حياة شعارها المساواة والاكتفاء الذاتي.
في جينوار، تجمعت 30 امرأة من النازحات بسبب الحرب الأهلية، كثيرات منهن ترملن في الحرب ضد داعش وبقين مع أطفالهن، تقول إحداهن وتسمى "فاطمة أمين، البالغة من العمر 30 عامًا: ""كل امرأة أصيبت، كل امرأة فقدت.. لكن جينوار جمعتهن".
يُسمح للرجال بالزيارة فقط خلال ساعات محددة، ولا يُسمح لهم بالبقاء ولو لليلة واحدة.
لا شخصية مركزية في جينوار. مجلس منتخب ديمقراطيًا يسير أمورها، بينما تتغير زعيمة البلدة شهريًا؛ إذ تعمل نساء القرية على بناء حياة خالية من قيود الأبوية.
ويسمح نظام القرية باستقبال السيدات اللاتي فقدن عوائلهن. إحداهن كانت "أميرة محمد"، البالغ من العمر 33 عامًا، والتي توفى زوجها الجندي في وحدات حماية الشعب الكردي، أثناء قتال داعش في عام 2017، فتُركت بلا دخل أو مكان للعيش فيه.
أميرة وصلت إلى جينوار، وقالت عن المكان: "هنا يقدمن الكثير من المزايا مثل تعليم الأطفال، ودفع نفقاتهم المعيشية.. إنها قرية جميلة، والأهم من ذلك، أحبها أطفالي".
حلم اليوتوبيا في جينوار معرض للخطر، بسبب هجوم تركيا على المنطقة.
الكرد الذين أمضوا 7 سنوات في بناء مجتمع حر ديقراطي، معرضون الآن لتفاقم أزمة إنسانية هائلة تخلف ملايين النازحين، خاصة مع فرار الدواعش من السجون مع الهجوم التركي.
نساء جينوار تتعهدن بالتصدي للاحتلال التركي، وترفعن شعار أنهن لن يقبلن بأن يفقدن ما بني على مدار سنوات.
القرية أخليت مؤقتًا بعد القصف التركي العنيف، لكن نسائها أطلقن دعوة عبر فيسبوك للدفاع عن بعضهن البعض ضد هجمات تركيا.