كانت حياة جورج مايكل كما لو أنها أحد أفلام هولييود، وهو يظل حتى الآن أحد أشهر الفنانين بالعالم وأكثرهم نجاحًا في جيله، وقد تم عمل فيلم وثائقي له لكي يوثّق حياته الفنية ويراها العالم، وفي هذا المقال سنتعرف على حقائق تخص حياته وشهرته وسنتطرق إلى وفاته التي حدثت بشكل مفاجئ وصدمت معجبيه.
يُدعى جورج بالكامل “جورج مايكل جورجيوس كيرياكوس بانايوتو”، وقد ولد في شرق فينشلي في لندن. امتلك والد جورج مطعم قبرصي يوناني، وخلال الخمسينيات قام بالإنتقال إلى انجلترا، بينما كانت أمه راقصة إنجليزية. كان لجورج أختين أكبر منه سنًا وهما يودا وميلاني.
خلال فترة وفاة جورج مايكل، تم بيع 120 مليون ألبوم له بكافة أنحاء العالم، وبصفته فنانًا منفردًا، فقد باع ما يزيد عن 80 مليون ألبوم، بالإضافة إلى 30 مليون ألبوم آخر مع فرقة Wham، ومن أشهر أغاني جورج: “Careless Whisper” و “A Different Corner” و “Prayering for Time” و “Fastlove” و “Faith” و “Father Figure”.
التحق جورج بمدرسة Bushey Meads في Bushey، وهناك تقابل مع “أندرو ريدجلي” الذي شكّل معه فيما بعد فرقة Wham. تعاون الإثنان في البداية بتشكيل فرقة سكا واسمياها “The Executive”، واشترك معهما شقيق ريدجلى الذي يدعى بول، وكان معهم أيضًا اندرو ليفر وديفيد مورتايمر.
في عام 1981 قام الثنائي جورج وريدجلي بتشكيل فرقة Wham. وبحلول منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، أصبحت تلك الفرقة هي واحدة من أنجح الفرق في العالم واشتهرت عدة أغاني لهم بشكل كبير مثل: “Wake Me Up Before You Go Go” و “Club Tropicana” و “Last Christmas”.
كان جورج مايكل متعدد المواهب، فقد كتب أغنية “Last Christmas”، وأنتجها وغني كلماتها وعزف على كل آلة موسيقية، ولم يكن هذا الأمر سهلاً عليه؛ لأنه لم يكن في الواقع مدربًا على العزف، لذلك فقد عزم على تعلم العزف للأغنية على كل آلة من الصفر.
تم العثور على جثة المغني الشهير ميتًا بمنزله الواقع في جورنج بأوكسفوردشير صباح الكريسماس عام 2016. واكتشف شريكه الأسترالي فادي فواز جثته. وقد كان عمر جورج في ذلك الوقت 53 عامًا فقط.
بالرغم من وفاته في ديسمبر 2016، إلا أن تشريح جثته والتحقيق بوفاته المفاجئة استمر بضعة شهور. في مارس 2017، صرّح كبير الأطباء الشرعيين في أوكسفوردشير أن جورج مايكل قد توفي نتيجة اصابته باعتلال في عضلة القلب التوسعي، حيث تسبب تلك الحالة تضخم بالقلب مما يفقده قدرته على ضخ الدم بشكل جيد، وقد اقترن ذلك ايضًا بالتهاب بالقلب.
كذلك فقد عانى مايكل من الإصابة بدهون الكبد، والذي قد يكون ناتجًا عن عدة عوامل مختلفة مثل تعاطي الكحول والمخدرات، فقد كان يعاني من هذا الأمر في الماضي. تم التقاط آخر صورة لجورج قبل أشهر قليلة من وفاته، وطبقًا للتقارير فقد ظهر عليه فيها التعب وكان جسده منتفخًا.
أوضح الطبيب الشرعي بعد فحص جورج بأن وفاته حدثت لأسباب طبيعية، وذلك على الرغم من شكوك بعض الأصدقاء والمعجبين الذين كانوا يتوقعون أن الأمر ليس مجرد وفاة طبيعية.
لاحقًا قام فواز بنشر بعض التغريدات التي أقرّ بها شكوكه حول احتمالية أن جورج مايكل قد يكون مات منتحرًا، وقد دلل على ذلك بالإشارة إلى محاولاته السابقة بالانتحار؛ ومع ذلك، قال فواز فيما بعد أن حسابه تعرّض للاختراق وأنه لم تصدر منه تلك المزاعم على الإطلاق.
كشف “إلتون جون” صديق جورج القديم أنه لطالما كان جورج حزين للغاية وليس لديه رغبة في الحياة. منذ ذلك الحين، أصرّت عائلة مايكل على أن جميع ما قيل عنه هو مجرد شائعات، إلا أنهم رفضوا أن يكشفوا للجمهور عن النتائج التي توصل إليها التشريح.
نظرًا لأن جورج مايكل كان من أشهر نجوم البوب الذين ذاع صيتهم خلال الثمانينيات والتسعينيات، فقد كان موته بمثابة مفاجأة وصدمه شديدة لمعجبيه في كافة أنحاء العالم. كان المعجبون يقصدون منزله ويعبرون عن حزنهم لفقدانه، حتى أنهم قاموا بعمل نصب تذكاري غير رسمي لجورج.
أشاد زملاء جورج من المشاهير والموسيقيون بموهبته الفذة، بما في ذلك إلتون جون، وأديل، وكريس مارتن من فرقة كولدبلاي، وزميله القديم أندرو ريدجلي من فرقة Wham . في عام 2019، ظهر فيلم للفنانة ايميليا كلارك بعنوان “last Christmas”، وقد كان الفيلم غنيًا بموسيقى تصويرية لفرقة Wham وأغاني جورج مايكل.
كان الإنجاز الأول الذي حققه جورج مايكل في عام 1981 حينما حقق ألبوم Wham الأول “Fantastic” المركز الأول في مخططات المملكة المتحدة مع أفضل 10 أغنيات فردية. وقد استطاع ألبومهم الثاني “”Make It Big أن يحقق نجاحًا أعظم وظهر به أشهر أغاني للفرقة، وهذا جعلهم ينالون المركز الأول بالمملكة المتحدة وخارجها أيضًا في الولايات المتحدة والكثير من البلدان الأخرى.
بدأ جورج مايكل فيما بعد مسيرته الفردية بعيدًا عن فرقة Wham، وقام بدويتو مع أريثا فرانكلين بعنوان ” I Knew You Were Waiting (For Me)”. وقد قام بأول ألبوم منفرد له بعنوان “Faith” ليصبح واحد من أعظم ألبومات البوب خلال العقد، كما أن ألبوم جورج عام 1990 ” Listen Without Prejudice Vol. 1″ عزز مكانته كمغني موهوب وكاتب أغاني عظيم.
خلال أواخر الثمانينيات، بدأ النقاد يشيدون بشكل أكبر على أعماله. نال جورج جائزة أفضل فنان منفرد بريطاني في حفل جوائز بريت لعام 1988، بالإضافة أيضًا إلى جائزة ألبوم العام في عام حفل توزيع الجرامي لعام 1989، كما حصل أيضًا على جائزة فيديو فانجارد في حفل جوائز MTV Video Music Awards في وقت لاحق من العام نفسه.
شارك جورج مايكل بعدد من الحفلات الموسيقية الخيرية والأغاني الفردية مثل Band Aid، وقد كان يقوم بجمع التبرعات الخيرية من أجل التصدي لفيروس الإيدز (نقص المناعة البشرية).
كشفت عدة جمعيات خيرية بعد وفاة جورج مايكل عن تقديمه الدعم لهم العديد من السنوات. على سبيل المثال صرحت استير لويز رانتزن أنه قد اعطى مؤسسة Childline الخاصة بها الملايين عبر السنين، وأنه قام بمنح حقوقه من أغنية “Jesus to a Child” التي كانت رقم واحد عام 1996 إلى المؤسسة الخيرية.
دعم جورج صندوق Terrence Higgins Trust لعدة سنوات، كما أنه قدم الدعم أيضًا إلى Macmillan Cancer Support. تواصل جورج مع فريق إنتاج برنامج المسابقات التلفزيوني Deal or No Deal بعد تصريح إحدى المتسابقات بحاجتها إلى 15000 جنيه إسترليني لكي تموّل علاج التلقيح الاصطناعي، وقام بدفع تكاليف العلاج بدون أن يكشف عن هويته.
منح جورج في أحد المرات ممرضة طالبة تعمل نادلة مبلغ 5000 جنيه إسترليني لأنه علم بأنها واقعة في الديون. في عام 2017، كشفت امرأة أخرى أن جورج قام بدفع علاج أطفال الأنابيب بعد رآها تتحدث بشأن مشكلتها في هذا الصباح. وقد نجحت في انجاب فتاة عام 2012.
نسخة للطباعة