تتزايد الضغوط السياسية على فنزويلا من أجل إزاحة حكومة نيكولاس مادورو من السلطة مقابل اعتراف منظمة “الدول الأمريكية” اللاتينية بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، أمريكا نفسها لم تخف موقفها ففي يناير 2019 تعمد مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إظهار ملحوظة مكتوبة بخط اليد أمام الصحفيين تقول “5000 جندي إلى كولومبيا” وكأنه يعلن عزم بلاده على إرسال قوات لأمريكا اللاتينية للإطاحة بمادورو، والأن أعلنت فنزويلا أيضا الانسحاب من منظمة الدول الأمريكية، ما يعني استمرار مقاومة مادورو للضغوط، بشكل يعني أنه لن يواجه الأمر وحده.. فمن هم حلفاؤه ..
الحليف الأقوى لمادورو حاليا، فعلى مدى 20 عاما تمتعت روسيا بصفقات عسكرية وبترولية من فنزويلا بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الصفقات البترولية ضمنت حقوقا في حقول النفط وشركات البترول الفنزويلية لشركات روسنفت وجاس بروم، الروسية. مثال على ذلك حزمة المساعدات الروسية بقيمة 1.5 مليار دولار مقابل موافقة الحكومة الفنزويلية على التخلي عن 49.9% من أسهمها في شركة Citgo وهي أكبر شركة بترول فنزويلية والتي تملك مصافي بترول وخط بترول للشركتين الروسيتين إذا لم يتم رد حزمة المساعدات، وهو ما يعني أن روسيا ستحصل على مكاسب ضخمة مقابل مبلغ قليل، هذا بجانب كون روسيا الممول الأول للسلاح لفنزويلا.
وأخيرا هناك القوات الروسية التي تم إرسالها لفنزويلا نكاية في الولايات المتحدة التي أرسلت السلاح للقوات الأوكرانية التي تقاتل ضد الانفصاليين المدعومين من روسيا.
تحتاج الصين للكثير من البترول من أجل صناعاتها، ويقول مات فيرشين من مركز "كارنيجي تشينجوا" للسياسات العالمية، إن العلاقة بين الصين وفنزويلا قائمة في الأساس على البترول.
أولى الصفقات كانت في 2007 وبعدها بوقت قصير أعلن تشافيز أن فنزويلا تحظى بأكبر استثمار صيني في أمريكا اللاتينية، بينما تشير دراسة لمركز دراسات أمريكا اللاتينية في بوسطن، إلى أن الصين أقرضت فنزويلا ما يقرب من 70 مليار دولار في الفترة بين 2007 - 2018، والآن ديون فنزويلا للصين تخطت 20 مليار دولار.
بالطبع عندما عجزت فنزويلا عن إبقاء مستويات انتاج البترول رفعت الصين قضية على فنزويلا بحسب cnn التي أشارت إلى أن الصين تسعى فقط لتأمين مصالحها البترولية في فنزويلا لذا لا تريد تغيير الحكومة الفنزويلية.
أغلب دول أمريكا اللاتينية ضد مادورو لكن كوبا تظل الحليف الأساسي له قبل اشتعال الأزمة في فنزويلا، و في عصر هوجو تشافيز، حتى إن صحيفة نيويورك تايمز قالت في تقرير لها إنه "من أجل حل الأزمة في فنزويلا يجب الضغط على هافانا". جاء هذا للإشارة إلى التواجد الحكومي الكوبي بفنزويلا عبر توفير الاستخبارات والقوات الأمنية لقمع التظاهرات بل إن الصحيفة تقول أيضا إن كوبا اخترقت الحكومة الفنزويلية ومؤسساتها بـ22 ألف عميل.
في المقابل تحصل كوبا على العديد من الثروات الطبيعية من فنزويلا مثل الذهب والبترول والفحم الأمر الذي كان يخفف من ضغط العقوبات الاقتصادية على هافانا. ترامب نفسه وصف مادورو بأنه "ليس رئيسا لفنزويلا بل دمية في يد كوبا".
في 2016 أعلن نيكولاس مادورو دعمه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتنديده بمحاولة الانقلاب العسكري، تركيا ردت المجاملة السياسية بإعلانها رفض التدخل الأمريكي في فنزويلا، لكن العلاقة بين أردوغان ومادورو بدأت في 2010 خلال زيارة مادورو لتركيا قبل أن يتولى حكم فنزويلا.
وفي 2018 بلغت الصادات من فنزويلا لتركيا مليار دولار، هذه الصادرات كانت من الذهب الخام الذي تقوم تركيا بتصفيته وبيعه. الذهب هو المصدر الرئيسي للعملة الصعبة في فنزويلا منذ الأزمة الاقتصادية بحسب "بلومبرج" التي قالت إن هذه العمليات تساعد فنزويلا على تخطي العقوبات الأمريكية.