تحقيقات الشرطة الإسرائيلية شملت اعتراف إمام مسجد فلسطيني بمقابلة استضافتها إسطنبول مع هشام حجاز، وهو حركي من حماس أطلق سراحه من السجون الإسرائيلية في ٢٠١١ ضمن صفقة لتبادل الأسرى، حيث قال الإمام إن حجاز أمره بالبحث عن منفذين لعمليات انتحارية وعرض عليه دفع ٢٠ ألف دولار لأسرة الانتحاري.
حجاز أوحى للإمام الفلسطيني أن إردوغان يغض الطرف عن نشاط حماس في تركيا: “أخبرني أن قيادة الحركة التقت مع إردوغان واتفقت معه على السماح لمكتبها بجمع الأموال، لكنه طلب بالابتعاد عن مؤسسات الدولة التركية، لأنه لا يريد التورط في مشكلات”.
أجهزة الاستخبارات رصدت اتصالًا هاتفيًا من ميدان تقسيم في إسطنبول أجراه الفلسطيني أدهم مسلماني، ٢٣ عامًا، واستخدم فيه الكود المتفق عليه: “هذا طارق من القدس، أنا في إسطنبول وجئت لآكل كنافة”.
بعد أربعين دقيقة كان في مقابلة مع زكريا نجيب، وهو قيادي حركي في حماس، حيث طلب منه قتل واحد من ثلاثة إسرائيليين، نير بركات، عمدة القدس، يهوجا جليك، عضو كنيست من الليكود، أو روني الشيش، قائد الشرطة الإسرائيلية. وقدم له دعما ماليا وتدريبا على السلاح في تركيا.
عاد مسلماني إلى القدس، وحاول شراء مسدس جلوك، حيث ألقت قوات الشين بيت القبض عليه.
في الوقت ذاته، فإن عملاء المخابرات التركية على اتصال وثيق مع عناصر الحركة في إسطنبول، من خلال جهاد يغمور، أحد كبار مسؤولي حماس.
مصدر دبلوماسي تركي نفى أن تكون تركيا مسرحًا لتخطيط الحركة لشن هجمات، لكنه قال إن التنظيم الفلسطيني “ليست منظمة إرهابية، لكنها حزب سياسي شرعي”.
ونفت الحركة التخطيط لهجمات من الأراضي التركية. ورفضت شكاوى إسرائيل باعتبارها “مزاعم لا أساس لها” تهدف إلى الإضرار بالعلاقات السياسية مع تركيا.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن تركيا وافقت على اتفاق مع إسرائيل بوساطة أمريكية عام 2015 لمنع التنظيم من التخطيط لهجمات من أراضيها، لكنها لم تحترم الاتفاق.
غادر العام الماضي 12 قياديًا حمساويًا لتركيا، تم إطلاق سراح سبعة منهم في تبادل الأسرى لعام 2011 المعروف باسم “صفقة شاليط” الذي تضمن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الأسير في غزة لمدة خمس سنوات.
عدد متزايد من الفلسطينيين يسافر إلى تركيا عبر مصر ولا يعودون. في ٢٠١٨ يقدر هذا العدد بـ ٣٥٠ ألف فلسطيني.
تركيا تستضيف صلاح العاروري، الذي تعتبره أمريكا إرهابيًا وترصد مكافأة خمسة ملايين دولار للقبض عليه، وهذا الأسبوع استقبل العاروري قيادات حماس في إسطنبول حيث ظهر في صور علنية.
العاروري كان يقيم بصفة دائمة في إسطنبول حتى ٢٠١٥، لكنه رحل بناء على طلب السلطات التركية، والآن يقسم وقته بين تركيا ولبنان.
إسطنبول استقبلت في أكتوبر الماضي، عبد الرحمن غنيمات، قائد “خلية صوريف” السابق، والمتهمة بتنفيذ عدة عمليات انتحارية منها تفجير مقهى في تل أبيب في ١٩٩٧، وكمال عواد، وهو مسؤول مالي في الحركة فرضت عليه وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات.
الجهاد الإسلامي.. هل باتت معضلة حماس وإسرائيل معًا؟ | س/ج في دقائق
انهض واقتل أولًا.. كتاب جديد يكشف أسرار وحدة الاغتيالات في الموساد