هاينسبرغ تعتبر بؤرة كورونا في ألمانيا بعدما حضر زوجان مصابان بكوفيد-19 احتفالات الكرنفال هناك في فبراير، مما أدى إلى انتشار كبير في المنطقة.
الإحصائيات حتى 2 أبريل تظهر أن إجمالي حالات كورونا المؤكدة في هاينسبرغ وصلت 1,400 مصاب مع 39 حالة وفاة، بينما تعافى أكثر من 690 شخص حتى الآن.
مدير معهد علم الفيروسات بجامعة بون هندريك ستريك قرر تحويلها إلى مختبر مفتوح واقعي. قاد فريقًا بحثيًا لإعداد دراسة في هذا المجال في محاولة لإلقاء الضوء على كيفية انتشار كورونا وكيف يمكن احتواؤه.
بدأت الدراسة في 31 مارس، وستتبع ألف شخص اختارهم الفريق لكونهم يمثلون سكان ألمانيا.
يجري الفريق البحثي مقابلات مع المصابين للوقوف على السلاسل السببية المحتملة مع الظروف الموجودة مسبقًا، ولإصدار توصيات وقائية لجميع السكان الألمان والأوروبيين"، حسبما ذكرت حكومة ولاية شمال الراين وستفاليا.
يخطط العلماء كذلك لزيارة المنازل والمدارس والمستشفيات، ودراسة كيفية تأثير الفيروس على الحياة اليومية، والبحث، على سبيل المثال، في كيفية انتشاره من خلال الأسطح أو الهواتف المحمولة أو مقابض الأبواب أو أجهزة التحكم عن بعد.
يعلق الفريق آمالًا كبيرة على أن النتائج يمكن استخدامها لتقديم دليل إرشادات موثوق حول كيفية التعامل مع كورونا في المستقبل.
يقول ستريك إن المنطقة توفر وضعًا مثاليًا للعثور على إجابات.
يؤكد ستريك أن دراساته الأولية وزياراته لمنازل المنطقة قدمت بالفعل بعض المؤشرات.
قال إنه كان قادرًا على الكشف عن فيروس كورونا عن طريق مسح أجهزة (الريموت) التحكم عن بعد أو أحواض الغسيل أو الهواتف المحمولة أو المراحيض أو مقابض الأبواب.
مع ذلك، لم يكن من الممكن زراعة الفيروس في المختبر على أساس هذه المسحات. يقول ستريك: "هذا يعني أن ما حصلنا عليه من المسح هو الحمض النووي الريبي لفيروسات هالكة".
وفقًا لنتائج بحثه السابقة، يعتقد ستريك أن "مقبض الباب لا يمكن أن يكون معديًا إلا إذا سعل شخص ما في يده بالفعل ثم لمسه، ثم أمسك به شخص آخر، ثم نقله إلى وجهه. لكنه لم يتمكن من تحديد المدة التي يمكن أن يبقى فيها الفيروس على مقبض الباب لأنه لم يتم إجراء دراسات كافية.
وأضاف ستريك: "كنا في منزل يعيش فيه الكثير من الأشخاص الذين يعانون من عدوى شديدة، ومع ذلك لم نتمكن من اكتشاف فيروس نشط من أي سطح".
وقال إن هذه النتائج البحثية المبكرة سيتم تطويرها الآن في الدراسة الحالية.
قبل ستريك، كان عالم الفيروسات كريستيان دروستين من مستشفى شاريتيه في برلين قد أشار أيضًا إلى أن فيروسات كورونا حساسة للغاية للجفاف. تنتقل عن طريق العدوى بالقطيرات ويجب استنشاقها لانتقال الإصابة.
لذلك، يعتقد أن الفرصة ضئيلة لنقل العدوى عن طريق العملات المعدنية أو دفاتر الملاحظات، على سبيل المثال.
المعهد الاتحادي لتقييم المخاطر (BfR) يقول كذلك إن النتائج الحالية تشير إلى أن انتقال العدوى عبر ملامسة الأشياء الملوثة أو تناول الطعام الملوث غير مثبت بعد، مضيفًا أن استقرار فيروسات في البيئة يعتمد على العديد من العوامل مثل درجة الحرارة والرطوبة وطبيعة السطح، وكذلك على سلالة الفيروس المحددة وكمية الفيروس.
مع ذلك، يقول المعهد إنه يمكن توقع الانتقال على الأسطح التي كانت ملوثة سابقًا بالفيروسات (أي لا يمكن استبعاد الفرضية تماما). لكنه يرجح أن يحدث هذا بعد فترة وجيزة من حدوث التلوث نظرًا للاستقرار المنخفض نسبيًا لفيروسات كورونا في البيئة.
يرجح كذلك أن تحدث العدوى فقط حال ملامسة السطح الملوث ثم لمس الأغشية المخاطية للفم والحلق أو العين عن طريق أدوات المائدة أو اليدين.
يضيف: "بشكل عام ، لا تكون فيروسات كورونا مستقرة بشكل خاص على الأسطح الجافة.
ويؤكد المعهد أنه ليس على علم بأي إصابات بفيروس كورونا عبر هذا المسار.
رغم التوصيات الألمانية، تؤكد منظمة الصحة العالمية أن التلامس أحد طرق نقل عدوى كورونا.
وتوصل خبراء من المعهد الأمريكي للصحة ووكالة مكافحة الأوبئة، إلى استنتاج مفاده أن الفيروس التاجي يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى ثلاثة أيام على البلاستيك أو الفولاذ المقاوم للصدأ ، و24 ساعة على الورق وما يصل إلى ثلاث ساعات في الهواء الجوي.
لكن معهد روبرت كوخ الألماني للأمراض المعدية يقول إن الدراسات العلمية حول هذا الموضوع تجري في ظل ظروف تجريبية ولا تعكس الخطر الواقعي لانتقال المرض في الحياة اليومية.
متى ينتهي كابوس كورونا الجديد؟ | س/ج في دقائق
سيناريوهات كورونا | 77 ألفًا أم 8 ملايين.. كم يقتل كوفيد-19؟ | س/ج في دقائق
هل يمكن إتاحة لقاحات كورونا مجانًا؟ لا.. لهذه الأسباب | س/ج في دقائق