استخدام القصص المصورة لرواية قصة تاريخية ليس أمرا جديدا، ففي السابق كان هناك فيلم 300 المأخوذ من قصة كومكس، لكن الجديد هنا أن قصة Germ Warfare من انتاج لجنة أبحاث "بلو ريبون" وهي عبارة عن مشروع تأسس في 2014 لوضع تقييم كامل حول قدرة الولايات المتحدة الدفاعية إذا ما تعرضت لهجوم بيولوجي، وحاليا القصة متاحة للتحميل المجاني على الانترنت.

الرواية تقدم في قراءة سريعة كيف أن الحروب البيولوجية ليست جديدة ولم تبدأ في العصر الحديث بل إن أول من استخدمها كانت قبائل السكوثيين في وسط أسيا الذين كانوا يغمسون أسهمهم في قاذورات الحيوانات قبل إطلاقها على الأعداء، بينما المغول كانوا يلقون بجثث الموتى بالمنجنيق على المدن المحاصرة لتلويثها بالأمراض، وذلك قرونا قبل أن يستخدم الأوروبيون مرض الجدري لإبادة أعداد كبيرة من السكان الأصليين في أمريكا.

المثير في Germ Warfare أنها لا تعرض فقط تاريخ الحروب البيولوجية وتطورها بل أيضا المحاولات الخاصة بإيقافها وأطراف العلاجات التي كان يلجأ لها المدافعون، حتى إن المؤلف اهتم بشرح لماذا اهتم الأطباء بغسل أيديهم وكيف طوروا اللقاحات والتطعيمات لإيقاف انتشار الأمراض.

على أن السرد ليس كل ما يهتم به بروكس، حيث يعرض أيضا كيف كان الجهل وعدم الاهتمام من عامة الناس أهم أسباب انتشار الأمراض ونجاح الهجمات البيولوجية، مثلما حدث في 1984 عندما حاولت جماعة دينية متطرفة تنفيذ هجوم بيولوجي بإصابة بلدة في ولاية أوريجون بمرض السالمونيلا وكيف كان هذا أول هجوم إرهابي بيولوجي تتعرض له أمريكا.