بعد خمس سنوات، عاد بوتين إلى الساحة العالمية، سيدًا الصراع في الشرق الأوسط، حليفًا استراتيجيًا مع الصين، وداقًا للأسافين بين حلفاء الناتو.
حين بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن تسوية مصيرية في سوريا، زار مقر إقامة بوتين في سوتشي لا مقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليعقد صفقة عززت وضع روسيا المهيمن في الشرق الأوسط عبر اتفاق يقضي بسيطرة عسكرية مشتركة على الأراضي التي كان يسيطر عليها الأكراد شمال شرق سوريا.
فلاديمير بوتين نفسه كان محل ترحيب في السعودية، ثالث أكبر منتج للنفط في العالم. استقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وعزفت الفرقة العسكرية النشيد الوطني لروسيا بينما كانت طائراتها ترسم الدخان بلون العلم الروسي.
وباتت روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، حاليًا في وضع أفضل للتأثير على الإنتاج والأسعار.
دشن بوتين كذلك علاقات وثيقة مع الصين، التي يعتبر زعيمها شي جين بينغ نظيره الروسي بمثابة رصيد يساعد الصين على إظهار نفوذها المتزايد. تعهد بوتين بمساعدة الصين في بناء نظامها للإنذار المبكر للأسلحة النووية، وهو اتفاق من شأنه أن يساعد في قلب ميزان القوى العالمي لصالح الصين.
حتى الغرب نفسه اضطر لمراجعة أوراقه. موقف أوروبا من روسيا يتغير. يجادل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن روسيا مهمة للغاية بحيث لا يمكن تجميدها وتحتاج إلى تضمينها في البنية الأمنية الأوروبية.
أوكرانيا، التي فقدت 13,000 شخص في حرب دونباس، تتعرض الآن لضغوط من كل من الولايات المتحدة وأوروبا لتسوية نزاعها مع روسيا، بما يسمح برفع العقوبات.
ومن أفريقيا، قصد زعماء أكثر من 40 دولة سوتشي بحثًا عن السلاح والمال في قمة روسيا – أفريقيا، الأولى من نوعها، وسط الكثير من الحديث عن التجارة والاستثمار.
S-400: “أسرار الناتو في يد روسيا”.. كيف يتعامل ترامب مع أردوغان؟ | س/ج في دقائق