لا تزال روسيا تعتبر آسيا الوسطى، التي استعمرها القيصر في القرن التاسع عشر، فناءها الخلفي، خاصةً في الشؤون العسكرية، لكن الصين وسعت نفوذها هناك
ترحب روسيا بالصين في المنطقة طالما بقيت مصالحها استثمارية في الغالب، لكن الأمر تغير تدريجيًا.
في طاجيكستان – أفقر دول آسيا الوسطى – مثلًا، تنوعت هدايا الصين للحكومة، من بناء مباني مؤسسات الدولة إلى تأسيس المدارس والطرق والأنفاق، وتعدين الذهب والفضة، ومحطة توليد كهرباء وطاقة حرارية ضخمة، ومنح بـ 1.3 مليار دولار، أي ما يقرب من نصف ديون الدولة الخارجية.
وبحلول 2016، بدأت وحدات الجيش الصيني الظهور في طاجيكستان، وأجرت الصين تدريبًا عسكريًا مع الجيش الطاجيكي، الذي دربت بعض ضباطه الأصغر سنًا في شنغهاي.
ورغم إنكار حضور الصين عسكريًا، لكن الملحقين العسكريين رصدوا العشرات من العسكريين الصينيين ومعسكرات التدريب ومراكز الحراسة في جبال بامير، التي لعبت دورًا في الاستراتيجية الكبرى منذ عهد الإسكندر الأكبر.
توسع الصين حاضر في دول المنطقة الأكثر ثراء. مسؤول حكومي كبير في كازاخستان – أغنى دول المنطقة وأطولها حدودًا مع روسيا – يقول: “لا تزال روسيا تنظر إلينا كجزء من الإمبراطورية، في حين تتحدث الصين عن الصداقة”.
تقول الإيكونوميست إن روسيا تلوح بالعصى، بينما تقدم الصين الجزر، وتتغلب على الاستياء من إساءة معاملة مسلميها في شينجيانغ بمزيد من الكرم، مؤكدة أن الطريقة أثبتت الطريقة جدواها، فرغم سيطرة روسيا ثقافيًا ولغويًا وسياسيًا، لكن “لا يهم من المستأجر إذا كنت الصين تملك المبنى”، كما يقول دبلوماسي غربي، ليضيف مسؤول طاجيكي سابق أن “الصين تفعل ما كان الاتحاد السوفيتي يفعله”.
يقول ألكساندر جابويف، كبير مراقبي البرنامج الروسي في مكتب كارنيجي في موسكو، إن النشاط العسكري المتزايد هز موسكو، لكن كما يشير أحد الدبلوماسيين الهنود، بالكاد يمكن أن لروسيا أن تشكو: “لا تستطيع روسيا مواجهة الصين، لأنها تعتمد عليها”.
رئيس تائه يا أولاد الحلال .. اختفاء رئيس كينيا يكشف للأفارقة توقف “الكرم الصيني” | س/ج في دقائق