زرادشت مؤسس الديانة الزرادشتية.. تعرف على حياته بالتفصيل وعقائد ديانته

زرادشت مؤسس الديانة الزرادشتية.. تعرف على حياته بالتفصيل وعقائد ديانته

16 Jan 2022
بنك المعرفة دقائق.نت
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

يُعرف زرادشت أنه مؤسس الديانة الزرادشتية والتي كانت الديانة الرسمية للإمبراطورية الفارسية القديمة، وهي الديانة الأولى التي أشارت إلى وجود ملائكة تساعد الإله، وقد اصبح وجودها اليوم مرتبطًا بالبارسيون فقط، وهم زرادشتيون إيرانيون يعيشون في الهند. سنتعرف في هذا المقال عن بدايات زرادشت وكيف أصبح داعيًا لتلك الديانة، وسنتطرق أيضًا لقصتها وأبرز عقائدها.

بدايات حياة زرادشت

أغلب ما يُعرف عن زرادشت هو ما ورد في “الأفستا” وهو عبارة عن مجموعة من النصوص الدينية الخاصة بالديانة الزرادشتية، كما أنه يُعد بمثابة الكتاب المقدس لأصحاب هذه الديانة، ومع ذلك ليس من الواضح بالضبط ما هي الفترة التي وُجد بها زرادشت.

متى عاش زرادشت

يعتقد بعض العلماء أنه كان معاصرًا لملك الإمبراطورية الفارسية “كورش الكبير” خلال القرن السادس قبل الميلاد، ومع ذلك هناك الكثير من الأدلة التي ترجّح أن زرادشت قد عاش خلال فترة أقدم تتراوح بين 1500 إلى 1200 قبل الميلاد.

أما طبقًا للتعاليم الزرادشتية فقد ولد زرادشت قبل 258 عامًا من غزو الإمبراطور اليوناني الإسكندر الأكبر عاصمة السلالة الأخمينية ببلاد فارس برسيبوليس، وهذا يرجّح أنه قد يكون ولد في 628 قبل الميلاد.

أين ولد زرادشت

تختلف الآراء حول مكان ولادته أيضًا، فيرى البعض أن زرادشت قد ولد فيما يُعرف الآن بشمال شرق إيران أو جنوب غرب أفغانستان، ويُعتقد أنه عاش بقبيلة كانت تتبع إحدى الديانات القديمة متعددة الآلهة. على الأرجح كان ذلك الدين يتشابه مع الأشكال المبكرة للديانة الهندوسية.

وطبقًا للاعتقاد التقليدي فقد ولد زرادشت في أذربيجان الحديثة، ومع ذلك ليس هناك أي دليل واضح يدعم هذا الأمر، خاصةً أن لغة الغاتاس – كتاب يُنسب إلى زرادشت – مختلفة بشكل كبير عن اللهجة التي تُستخدم بتلك المنطقة.

هناك آخرين يعتقدون أنه قد ولد في باختريا – منطقة واقعة بين جبال هندو كوش ونهر جيحون -، بينما تعتقد مجموعات أخرى أنه كان كلداني أو أرمني أو بامفيلي وغير ذلك، وقد تكون كل ذلك مجرد إشاعات ظهرت بعد انتشار الديانة التي أسسها.

كيف كانت طفولة وشباب زرادشت

ليس معروف الكثير من المعلومات التي تخص طفولة زرادشت المبكرة، ولكن يُقدم كتاب الغاتاس صورة غامضة يُمكن استنتاج بعض الأمور منها عن حياته. يُعتقد أن زرادشت كان ينتمي إلى قبيلة بدوية، وأنه كان ترتيبه الثالث من خمسة أبناء.

توجد الكثير من القصص الأسطورية التي تتحدث عن ميلاد زرادشت، حيث يُقال أنه عند ولادته جاءت ملائكة السماء للتعبير عن تقديرهم له وأنه كان يختلف عن باقي الأطفال، فقد كان يضحك ولم يصرخ عند الولادة مثل الأطفال العاديين.

تدرّب زرادشت بالكهنوب عند بلوغه سن السابعة، وقد أظهر في طفولته حكمة كبيرة، وبعد أن انتهي من تدريبه، ظل مع والديه حوالي خمس سنوات أخرى أنفصل فيها بشكل كبير عن العالم المادي.

بعد أن بلغ زرادشت سن العشرين، غادر للدراسة، وسافر بكافة أنحاء البلاد، وزار العديد من الأماكن المختلفة كالمدن والجبال والغابات، وأثرى نفسه بتجارب شخصية، وكان يقضي وقتًا كبيرًا في التأمل.

متى حدث الإلهام لزرادشت والبدء في دعوته؟

يُقال أن زرادشت حدث له الإلهام للمرة الأولى عندما بلغ الثلاثين عامًا، فقد رأى كائنًا ساطعًا والذي عرّف نفسه أنه “فوهو ماناه” بمعنى”الغرض الجيد” أو “الفكر الجيد”.

قام هذا الكائن بتعليم زرادشت عن الإله “أهورامزدا” أو ما يُعرف بالحكمة المضيئة، وكذلك عن “أهريمان” أو ما يعرف بالروح المعادية، كما أنه أخبره عن “آشا” بمعنى الحق/ الحقيقة و “ديفا” بمعنى الباطل/ الخداع.

بعد أن تلقى زرادشت تلك التعاليم، رأى أنه يجب أن يخبر الناس عن تلك الحقيقة، وخلال وقت لاحق قيل أنه تمكن من رؤية ما يسمى بالـ “امشاسفندان” وهم فئة تتكون من كيانات نورانية خلقها أهورامزدا، وهذه الرؤى أنارته بالكامل، وبالفعل بدأ دعوته وتمكن من نشر الديانة.

نبذة عن قصة الديانة الزرادشتية

يوجد في الديانة الزرادشتية إله واحد وهو الإله “أهورامزدا” وهو يتصف بالخير المطلق، حيث لا يصدر منه أي شر أو ظلام، وفي لحظة ما قرر هذا الإله أن يخلق كائنات يعطيها حرية الاختيار والإرادة.

كانت البداية بخلق كائنين؛ أحدهما اختار الخير ويطلق عليه اسم “سبتامينو” أو “القوة المقدسة”، والآخر اختار الشر ويطلق عليه اسم “اهريمان” أو “روح الشر”، وبعد ذلك خلق الإله مساعدين له وهم ستة أرواح نورانية يطلق عليهم اسم “امشاسفندان”.

بعد ذلك خلق أهورامزدا مجموعة من الكائنات النورانية الصغيرة لكي يقدموا المساعدة للملائكة الستة والقوة المقدسة، إلا أن اهريمان استطاع أن يجتذب عدد من الكائنات النورانية الصغيرة الذين تحوّلوا إلى أشرار ويطلق عليهم اسم “ديفا”.

أصبح هناك فريقين؛ فريق الخير الذي يمثله فريق اهورامزدا، وفريق الشر الذي يمثله فريق اهريمان، وهنا قرر اهورامزدا أن يخلق العالم المادي والإنسان، واعطاه حرية الاختيار لكي يختار بين الخير أو الشر.

يقرر الإله اهورامزدا في النهاية انتصار الخير على الشر وسيكون ذلك من خلال معركة فاصلة ستحدث بين الطرفين في آخر الزمان، وسيلعب البشر دورًا مهمًا في تلك المعركة من خلال “المخلّص” الذي سيقود قوة الخير وسيحفى بالإنتصار، ثم سيُبعَث البشر للحساب.

نبذة عن العقائد الزرادشتية

1- الإيمان بالإله الواحد المطلق وهو الإله اهورامزدا.

2- يؤمن الزرادشتين بالكائنات النورانية أو التي يُمكن أن نعرّفها بالملائكة، وهم مساعدين للإله.

3- تجسّد الزرادشتية فكرة الشر في “اهريمان” وهو الذي نعرّفه بالشيطان، وللمخلوقات الحرية الكاملة في اختيار الشر أو الخير.

4- يؤمن الزرادشتيين باليوم الآخر ووجود حساب وجنة ونار.

5- الإيمان بقيمة الإنسان والحياة، فالإنسان يلعب دورًا مهمًا في إنهاء الصراع بين الخير والشر، أما الحياة فهي مكان اختبار الإنسان.

هل اختلفت الزرادشتية عن تعاليم زرادشت الأصلية؟

أحدث كهنة الزرادشتية بعض الاختلافات الكبيرة في التعاليم الأصلية الزرادشتية، وقد حدث ذلك بعد حرق الأفستا من قِبل الإسكندر الأكبر، فعندما أعاد الكهنة كتابته مرة أخرى، أحدثوا فيه الكثير من التحريفات عن الأصل.

يُقال أن أهل فارس كانوا كارهين لمنطقة مدية التي كانت مهد الديانة الزرادشتية ومحل حفظة الأفستا، ودفعهم هذا الحقد إلى طمث اسم زرادشت بعد احتلالهم لمدية، وحتى أنهم قللوا من ذكر أهل مدية في الأفستا.

يُعد من أبرز مظاهر الاختلاف في الطقوس الزرادشتية هي فكرة تقديس النار، حيث يُقال أن زرادشت لم يأمر أبدًا بعبادة النار بل إنه فقط كان ينظر إليها على أنها تعبير لحضور الإله أهورامزدا، إلا أن كهنة الزرادشتية فيما بعد حرّفوا هذا الأمر وقاموا بطقوس مبالغ فيها لتقديس النار لذاتها.

أبرز أقوال زرادشت

– فعل الخير للآخرين ليس واجبًا، إنها فرحة لأنها تزيد من صحتك وسعادتك.

– لا تبتعد عن أفضل ثلاثة أشياء: الفكر الصالح، والكلمة الطيبة، والعمل الصالح.

– تأتي السعادة لأولئك الذين يجلبون السعادة للآخرين.

– عندما نشك في أن العمل جيد أو سيئ ، امتنع عنه.

– لا يحتاج المرء إلى تسلق مرتفعات السماء ، ولا السفر على طول الطرق السريعة في العالم للعثور على اهورامزدا. مع نقاء الفكر وقداسة القلب يمكن للمرء أن يجده في قلبه.

– لا داعي للقلق؛ لأن من يعاني من القلق يبتعد عن الاستمتاع بالعالم والروح، ويحدث الانكماش لجسده وروحه.

– إذا كان للمرء صديق، فيجب أن يكون على استعداد أيضًا لشن الحرب من أجله، ومن أجل شن الحرب، يجب أن يكون المرء قادرًا على أن يكون عدوًا.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك