سليمة مراد مطربة عراقية وسوف نتعرف في هذا المقال عن بعض الملامح من حياتها الشخصية والعائلية، وحياتها العملية وبدايتها في الفن والغناء، وأهم الألقاب التي حازت عليها، وديانتها، وقصة وفاتها.
هي مغنية عراقية، وتعتبر سليمة مراد واحدة من القمم في الغناء العراقي منذ ظهورها في منتصف القرن العشرين الميلادي.
فقد تبوأت سليمة مكانة عظيمة في عالم الغناء في المجتمع العراقي، حتى إنها أول أمراة تحصل على لقب باشا.
نشأت سليمة في عيلة بغدادية في العاصمة بغداد بالعراق كغيرها الكثير من المطربات والمغنيات العراقيات.
وتعرفت كأي مطربة على الجالغي البغدادي والجوق الموسيقي، وعلى أشهر العازفين والمطربين في ذلك الوقت.
ومن أشهر الشعراء الذين التقت بهم سليمة مراد وتعرفت عليهم الشاعر والكاتب الكبير عبد الكريم العلاف.
وقد كتب العلاف لسليمة أشهر أغانيها والتي ذاع سيطها بشدة في العالم العراقي والعربي وهي (خدري الجاي خدري وكلبك صخر جلمود وعلى شواطئ دجلة مر)، وغيرها الكثير من الأغاني الجميلة.
كما كان يلحن الأغاني الخاص بها أشهر وكبار الملحنين في هذا الوقت أمثال الملحن الكبير صالح الكويتي.
وفي إحدى الحفلات التي قدمتها سليمة استمع الأديب الكبير زكي مبارك إلى أغانيها وأغنية كلبك صخر جلمود، وأطلق عليها زكي لقب (ورقاء العراق).
وكانت سليمة من أوائل الفنانات العراقيات التي تحلق بالطائرة لتذهب إلى بلد الجمال والفن باريس.
وفي عام 1935م التق سليمة بكوكب الشرق أم كلثوم، عندما قدمت ام كلثوم للعراق لأول مرة، فالتقت بها في مسرح الهلال واستمعت إلى سليمة وهي تغني (كلبك صخر جلمود) وأعجبت بها بشدة فسجلتها أم كلثوم في إحدى الاسطوانات النادرة بصوتها.
وفي عام 1936م كانت سليمة أول مراد اول مطربة تدخل الإذاعة، وقامت بتقديم الكثير من الحفلات الغنائية.
وكان لها منتدي أدبي خاص بها وكان مقر هذا المنتدي في بيتها، حيث كان يحضره كبار الشخصيات من الشعراء والأدباء ورجال السياسة.
ولدت سليمة مراد العاصمة بغداد في محلة طاطران بالعراق وذلك في يوم الثاني من شهر فبراير لعام 1905م كما تشير بذلك أغلب الوثائق.
وتوفت سليمة في الثاني والعشرين من شهر يناير لسنة 1974م، عن عمر يناهز ثمانية وستين عاما.
ولقبت سليمة مراد بالعديد من الألقاب منها سيدة الغناء العربي، وورقاء العراق، كما لقبت بسليمة باشا مراد، وهو الاسم المستعار لها.
بدأت سليمة رحلتها في الغناء العراقي عام 1922م، واستمرت بالغناء حتى وفاتها عام 1974م.
تأثر بها العديد من كبار الشخصيات والمطربين والكتاب مثل عمر ناظم الغزالي، والسيدة أم كلثوم كوكب الشرق.
تعرفت سليمة مراد على زوجها ناظم الغزالي في أحد بيوت بغداد عام 1952م، عندما قاموا بالمشاركة معا في إحياء أحد الحفلات الغنائية.
وعلى الرغم من إنها تكبره بسنوات عديدة، إلا إنهما وقعا في حب بعضيهما، وكانت بالنسبة له المعلمة والصديقة والزوجة.
وقد مهدا لزواجهما في اليوم الذي التقيا فيه ببعضهما في الثامن من كانون الثاني عام 1952م، وبعد عام واحد من لقاء سليمة بناظم تكللت قصة حبهما بالزواج عام 1953م.
وكان الزوجان يحبان بعضهما وكان زواجهما زواجًا ناجحًا وكانت سليمة تقول:طوال فترة زواجي من ناظم الغوالي كنا نتعاون سويا بوصفنا فنانين في كثير من الأمور مثل حفظ المقامات والبستات، وكثير من الأيام كنا نسهر طوال الليل لحفظ هذه الأغاني واتقانها.
وعلقت على وفاته قائلة: كنت في سفر إلى بيروت، وعدت ظهرا في حدود الساعة الثانية عشر وعشر دقائق تقريبا، ورأيت جموع كثيرة من الناس محتشدة أمام المنزل.
وعندما اقتربت منهم أكثر وسألتهم ماذا يجري هنا، لم يجيب أي أحد منهم أو يرد على، ولكن نظرات عيونهم كانت تخبرني بأن هناك كارثة قد حدثت.
دخلت المنزل مثل المجنونة لكي أعرف ما يحدث، ولكن (روزة) لم تهملني وأخبرتني بأن ناظم قد مات، قبل أن اسألها عن أي شيء.
بعدما أغمي علي وتهالكت تماما أمام مدخل المنزل، ولم افق من الغيبوبة إلا بعد أن اجتمع الناس وامتلئ المنزل بحشود كثيرة من الناس.
كانت سليمة مراد تدين باليهودية، فهي من أصل يهودي وكانت تعيش بالعراق وتعتبر ترك العراق وعدم الغناء به خيانة عظمي.
وعندما قررت الحكومة العراقية برئاسة السيد صدام حسين بإسقاط الجنسية العراقية عن جميع اليهود الموجودين والمقيمين بالعراق، لكي تجبرهم بترك العراق والهجرة إلى إسرائيل.
إلا أن سليمة مراد كانت تعتبر العراق وطنها الوحيد وعدم الغناء به يمثل خيانة كبيرة للوطن، فلم تهاجر مع اليهود ومكثت في العراق واستمرت في الغناء حتى وفاتها.
وكذلك الفنانة سلطانة يوسف فقد حذت حذو سليمة مراد، فهي كذلك كانت يهودية الأصل ولكنها لم تترك وطنها.
وفي أواخر أيام الفنانة سليمة مراد تفرغت لكي تدير الملهي الخاص بها والذي افتتحته مع زوجها الفنان ناظم الغزالي.
وكان المطرب ناظم الغزالي غني الكثير من أغاني زوجته سليمة مراد، ومن المعلوم إنها سبقته في الفن والغناء.
والدير بالذكر إنه تم توجيه تهمة القتل لسليمة مراد عند وفاة زوجها بشكل مفاجئ، فكانت هناك شكوك إنها قامت بقتله، ولكن الدلائل والتحريات أثبتت عكس ذلك، وكانت وفاة زوجها انتكاسة كبيرة لها وبداية حزن عميق.
حصلت سليمة مراد على العديد من الألقاب الفنية، وكذلك بعض الألقاب التي حصلت عليها بشكل رسمي.
ومنأهم الألقاب التي حصلت عليها سليمة مراد بشكل رسمي لقب (باشا) وكانت أول امرأة تحصل على هذا اللقب، وحصلت على هذا اللقب من نوري السعيد رئيس وزراء العهد الملكي، فكان واحد من معجبيها.
كما لقبها الأديب الكبير زكي مبارك بلقب ورقاء اليمامة، وذلك لشدة إعجابه بأغانيها وصوتها.
وقد حصلت سليمة أيضًا على مدح وثناء كوكب الشرق السيدة أم كلثوم عندما حضرت إحدى حفلاتها في مسرح الهلال وذلك عام 1935م، ومن شدة إعجاب أم كلثوم بها قامت بتسجيل أغنيتها على أسطوانة نادرة.
فكانت سليمة مراد إحدى الفنانات البارعات في عصرها والتي حاذت إعجاب الجميع وحب الجمهور.
توفت الفنانة سليمة مراد في يوم الثلاثاء بشهر كانون الثاني لسنة 1974م وذلك في حدود الساعة الرابعة عصرا بإحدى المستشفيات الموجودة في بغداد.
فعاشت سليمة مراد عراقية مخلصة لوطنها وماتت على أرض الوطن كما أرادت ولم تهاجر إلى غبره، فكانت عراقية قلبا وقالبا كما تصف نفسها.
والجدير بالذكر أن الأيام الأخيرة في حياتها كانت مليئة بالحزن والحسرة على وفاة زوجها يث إنها كانت مصدومة في موته بشدة، وتوفت حزنا عليه.
والجدير بالذكر إنها توفت ودفنت في مقابر المسلمين، فهي دفنت في مقابر عائلة ناظم الغزالي بجوار قبر زوجها.
وفي وصف الشاعر والكاتب عبد الكريم العلاف لسليمة مراد يقول: اشتهرت سليمة بلقب سليمة باشا، وظلت سليمة محافظة على هذا اللقب حتى لم يعرفها أحد إلا بهذا اللقب، غلى أن تم إصدار قانون من الحكومة العراقية بنص على إلغاء كافة الرتب العثمانية.
فأصبحت بعد ذلك تدعي سليمة مراد بعد أن تم إلغاء لقب باشا، فكانت سليمة فنانة كبيرة ومغنية قديرة، ونالت حظا كبيرا جدا من الفن.
الهجر.
أشوفك يوم.
قلبك صخر جلمود.
اليوم الدنيا زهت.
اه من الولف.
أيها الساقي.
خدرى الجاي.
خيه لوصي المار.
خلاني الهوي.
على شواطئ دجلة.
لطيف واسمر.
هالقلب قصته غريبة.
يا نبعة الريحان
نسخة للطباعة