ولدت سيلين ديون في 39 مارس عام 1968 في مقاطعة كيبك الكندية، وهي من عائلة موسيقية، حيث قام والداها بتشكيل مجموعة غنائية، وكانوا يقومون بجولة في كندا وكانت سيلين في ذلك الوقت لا تزال طفلة رضيعة، وحينما أصبح عمرها 5 سنوات، كانوا في ذلك الوقت يمتلكون بار بيانو.
قامت سيلين ديون بتسجيل أول شريط تجريبي لها حينما بلغت سن الثانية عشرة، وقد كان الشريط لأغنية كتبتها مع والدتها، وتم إرسال الشريط إلى المنتج رينيه أنجيليل، وقد أدى هذا الشريط إلى توقيعه عقد مع سيلين ديون، اشترط فيه أن يسيطر على كامل حياتها المهنية.
حينما أصبح عمر سيلين ديون 18 عامًا فقط كانت قد تمكنت من تسجيل 9 ألبومات باللغة الفرنسية، كما أنها حصلت على عدد من الجوائز، وفي عام 1982 شاركت بمهرجان Yamaha World Popular Song في طوكيو باليابان، وتمكنت من الفوز بجائزة Top Performer والميدالية الذهبية عن أفض.
أخذت شعبية سيلين ديون في الانتشار شيئًا فشيئًا بعد ذلك الوقت، وتمكنت من المشاركة بعد ذلك في عدد من المسابقات المختلفة في عدة بلدان بأوروبا وأستراليا وآسيا، وفي عام 1988 فازت في مسابقة Eurovision Song في دبلن بأيرلندا، وبعد ذلك بدأت في التطلع لتكون نجمة في الجنوب وامريكا.
تعلّمت سيلين ديون اللغة الإنجليزية، وقامت بتسجيل ألبومها الأول “Unison” باللغة الإنجليزية عام 1990 والذي صدر في أمريكا الشمالية، وقد تعاونت في هذا الألبوم مع الموسيقي ومؤلف الأغاني ديفيد فوستر.
احتل ألبوم Unison المركز الأول في Billboard Hot 100، وفي العام التالي تم إصدار الألبوم في بقية أنحاء العالم، وبيعت أكثر من مليون نسخة منه مما جعله يحقق نجاح ساحق.
حدثت الشهرة الحقيقية لسيلين ديون في عالم موسيقى البوب عام 1992 وذلك حينما قامت بتسجيل الأغنية الرسمية لفيلم الرسوم المتحركة الجميلة والوحش “Beauty and the Beast” وذلك مع المغنى الأمريكي بيبو برايسون.
استطاعت أغنية الجميلة والوحش أن تحقق نجاحًا كبيرًا، وقد بلغت المركز التاسع في Billboard Hot 100، بالإضافة إلى ذلك فقد فازت بجائزتين وهما: جائزة جرامي، وجائزة الأوسكار.
كانت هذه الأغنية هي إحدى الأغاني التي صدرت ضمن ألبوم بعنوان “Celine Dion” والذي كان يعتبر الألبوم الثاني لها باللغة الأنجليزية، وقد حقق نجاحًا كبيرًا، وتم بيع ما يزيد عن 12 مليون نسخة دوليًا منه.
تلى هذا النجاح الكبير، نجاح آخر في العام التالي بعد إصدار ألبوم”The Color of My Love”، والذي تضمن أغاني رومانسية رائعة، من بينها أغنية The power of love التي نالت المركز الأول في Billboard Hot 100، وقد ظهرت الأغنية في فيلم Sleepless in Seattle.
من منا لا يعرف فيلم Titanic بطولة الممثل ليوناردو دي كابريو والممثلة كيت وينسلت، والذي حقق شهرة واسعة بعد إطلاقه عام 1997، بالطبع من يتذكر هذا الفيلم، فإنه بالتأكيد سيتذكر أيضًا الأغنية الشهيرة التي قامت بغنائها سيلين ديون، وهي أغنية My heart Will Go On.
استطاع هذا الفيلم أن يحقق عددًا قياسيًا من ترشيحات الأوسكار، وقد فاز بـ 11 جائزة، بما في ذلك جائزة أفضل أغنية، ولهذا فقد أصبحت أغنية سيلين ديون منتشرة في كافة محطات الراديو المذاعة في جميع أرجاء العالم.
أصبحت الأغنية متضمنة في ألبوم الموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم، وكذلك ألبوم سيلين ديون الذي كان بعنوان Let’s Talk About Love، وحصلت الأغنية على المركز الأول في Billboard Hot 100، وتم بيع 50 مليون نسخة مسجلة بالعالم.
نالت سيلين ديون وسام كيبيك الوطني في أبريل 1998، وهو الوسام الأعلى في مقاطعتها، وفي نفس العام ظهرت سيلين بجانب المغنيات أريثا فرانكلين وماريا كاري وجلوريا إستيفان وشانيا توين بحفلة موسيقية راقية على قناة إتش1 الأمريكية.
خلال أواخر عام 1998حصلت سيلين على ستة جوائز في حفل توزيع جوائز منها فنان العام وألبوم العام، وفي صيف 1998 قامت سيلين بجولة واسعة في 14 دولة، انتهت بحفلة موسيقية في 31 ديسمبر 1999 والتي كانت بمدينة مونتريال الكندية.
التقت سيلين ديون بزوجها المستقبلي “رينيه أنجيليل” حينما كانت في سن الثانية عشرة، فقد كان له الفضل في اكتشافها وتقديمها إلى ساحة الغناء، وكان عُمره في ذلك الوقت ثمانية وثلاثين عامًا، وقد كان أنجيليل مغني بوب في كندا، إلا أنه وجّه انتباهه للإدارة.
حينما سمع أنجيليل صوت سيلين ديون قال أنه لم يسمع أبدًا صوت مثل صوت تلك الفتاة الصغيرة، وقد كرّس نفسه لجعلها النجمة الجديدة في العالم، ورهن منزله لكي يدفع ثمن ألبومها الأول، وطوال فترة عملهما معًا، بدأت الأمور بينهما في التحول إلى رومانسية، وحينما بلغت سيلين التاسعة عشرة من عمرها، بدأوا في التواعد.
تزوجت سيلين ديون بأنجيليل عام 1994 وذلك خلال حفل فخم تم إقامته في الكاتدرائية نوتردام في مونتريال، وقد ارتدت سيلين فستانًا مذهلاً أثار إعجاب الجميع، وعلى الرغم من فارق السن الكبير بين الزوجين، واعتراض والدة سيلين في البداية على الزواج، إلا أنه لا شئ استطاع أن يقف في طريقهما.
أصبح أنجيليل يلعب دورًا فعالاً بشكل كبير في العالم المهنى لسيلين ديون، ويرجع السبب وراء ذلك أنه كان مديرًا موسيقيًا محترفًا، وحتى قبل عمله مع سيلين، استطاع أن يؤثر ايجابيًا في مسيرة فنانين آخرين مثل: رينيه سيمارد، وجينيت رينو.
أصيب أنجيليل بسرطان الحلق في أواخر التسعينات، وقد سبب هذا الأمر صدمة لزوجته سيلين، والتي قررت أن تأخذ استراحة من حياتها المهنية للاعتناء به، وظلت سيلين لمدة عامين بعيدة عن عالم الموسيقى لتكون بجانبه، حتى حلول عام 2000 حينما استعاد أنجيليل عافيته اخيرًا.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها الزوجان، إلا أنهما في عام 2000 رزقوا بطفل سليم يُدعى “رينيه تشارلز أنجيل”، وقد كان هذا الأمر بمثابة فرحة كبيرة لهما وللجمهور في كل العالم، وفي عام 2010 رزق الزوجان بتوأم.
في عام 2014 عاد سرطان الحلق مرة أخرى لأنجيليل، فقامت سيلين ديون بإلغاء إقامتها في فيغاس، ولكن مع إصراره على مواصلة مسيرتها الغنائية بالرغم من سوء أحواله الصحية، فقد عادت مرة أخرى للمسرح بدون أن يكون زوجها بجانبها، وقد كانت تشعر بالخوف الشديد من فقدانه.
قضى رينيه عامين متواصلين معتمدًا فيهما على أنبوب التغذية، وكانت حالته الصحية سيئة، وفي النهاية في يوم 14 يناير 2016 تحطم قلب سيلين ديون بوفاة زوجها وحب حياتها رينيه أنجيليل، وقد وافته المنية في منزلهما في لاس فيغاس.
نسخة للطباعة