س/ج في دقائق: أسعد بركات.. لماذا اعتقلت البرازيل كنز حزب الله؟

س/ج في دقائق: أسعد بركات.. لماذا اعتقلت البرازيل كنز حزب الله؟

23 Sep 2018
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

الشرطة البرازيلية تعلن اعتقال أسعد بركات، في مدينة فوز دو إيجواسو، الواقعة ضمن منطقة المثلث الحدودي بين البرازيل وباراجواي والأرجنتين، التي مثلت لسنوات معقل عشيرة بركات، ومركز حزب الله لإدارة نشاط الجريمة المنظمة حول العالم.

فمن هو أسعد بركات؟

وما علاقته بحزب الله؟

لماذا اعتقلته البرازيل؟

وماذا ينتظره؟

الإجابة في السطور التالية من دقائق.

من هو أسعد بركات؟

أسعد أحمد بركات، 51 عامًا، لبناني الجنسية، هاجر إلى أمريكا اللاتينية في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، هربًا من الحرب الأهلية التي ضربت لبنان حينها.

سرعان ما بدأ تشغيل العديد من الشركات في باراجواي، تخصصت في عمليات الاستيراد والتصدير، قبل أن يمد نشاط شركاته إلى لبنان وشيلي والولايات المتحدة، بمساعدة إخوته حاتم وحمزة في بعض الأحيان.

حول بركات منطقة الحدود الثلاثية بين البرازيل والأرجنتين وباراجواي إلى مقر لامبراطوريته، ومركز للتهريب على نطاق واسع، والاتجار بالمخدرات.

وهو الآن معتقل في البرازيل، مطلوب في باراجواي، ومشتبه به في الأرجنتين.

ما علاقته بحزب الله؟

تتهم الولايات المتحدة أسعد بركات بكونه أحد كبار ممولي حزب الله، المصنف كتنظيم إرهابي على لائحة وزارة الخزانة الأمريكية منذ 25 يناير 1995، بموجب ملحق الأمر التنفيذي 12947، وكمنظمة إرهابية أجنبية على لائحة وزارة الخارجية منذ 1997، وكتنظيم إرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي 13224 الصادر 31 أكتوبر 2001.

في 2006، صنفت وزارة الخزانة بركات كـ “إرهابي عالمي”، ووضعت اسمه على قائمة ممولي حزب الله في منطقة الحدود الثلاثية، حيث كان واحدًا من تسعة أشخاص وشركتين جمدت أصولهم.

وقال آدم زوبين، الذي كان آنذاك مدير مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية: “تعتبر شبكة أسعد بركات في منطقة الحدود الثلاثية شريانًا ماليًا رئيسيًا لحزب الله في لبنان”.

تؤكد وزارة الخزانة أن بركات عمل لفترة طويلة كأمين خزينة حزب الله، وتقول إنه يشغل منصب نائب المدير المالي علي قازان، ويمثل نقطة الاتصال الرئيسية بين مركز التنظيم في منطقة المثلث الحدودي في أمريكا الجنوبية والأمين العام حسن نصر الله.

وتشير معلومات واشنطن إلى أن بركات استخدم أعمال الاستيراد والتصدير بالجملة كواجهات وهمية لأنشطة وخلايا حزب الله في أمريكا الجنوبية، وبينها استخدام متجر إلكترونيات بالجملة كغطاء لأنشطة جمع التبرعات ونقل المعلومات من وإلى عملاء حزب الله، بخلاف رهن شركة استيراد في برنامج احتيالي للاقتراض من البنوك من أجل توفير دعم مالي عاجل للحزب.

ولم تكن التبرعات كلها تطوعية، رغم كون مصادرها موالين أو متعاطفين مع حزب الله، إذ لجأ بركات لإجراءات قسرية لجمع مبالغ كبيرة لحساب الحزب في لبنان وإيران، شاملة تهديد ملاك المتاجر في منطقة المثلث الحدودي بإدارج عائلاتهم في لبنان على “القائمة السوداء لحزب الله” إذا لم يدفعوا حصتهم السنوية.

صبحى محمود فياض، السكرتير الشخصي لبركات وذراعه الأيمن، وهو خبير أسلحة، كان مسؤولًا رفيع المستوى في حزب الله في لبنان في الثمانينيات، قبل أن ينتقل إلى أمريكا الجنوبية، حيث تعتبره الولايات المتحدة القائد العسكري لحزب الله في منطقة الحدود الثلاثية.

وألقي القبض على فياض ثلاث مرات، إحدها في 3 أكتوبر 2001 من داخل إحدى شركات بركات، والأخريين في 1999 بتهمة مراقبة السفارة الأمريكية في العاصمة الباراجويانية أسونسيون، والأخيرة في نوفمبر 2002، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات ونصف بتهمة التهرب من الضرائب.

بركات شغل أيضًا منصب نائب المدير المالي لحسينية “الإمام الخميني” في البرازيل، وتسبب اعتقاله في يونيو 2002 بمنع المصلين من غير أعضاء حزب الله من دخول المكان.

شاهد أيضًا: حزب الله وتجارة الكوكايين.. مافيا أم حركة مقاومة؟

حاسوب شخصي حرزته السلطات الباراجوايانية من أحد متاجر بركات كان يتضمن 60 ساعة من مقاطع الفيديو التي ترصد عمليات عسكرية نفذها حزب الله في مناطق شتى من العالم، وملف يتضمن أوامر التنظيم العسكرية لبلدات وقرى جنوب لبنان.

كان بركات أيضًا مسؤولًا عن نقل المعلومات من وإلى قادة حزب الله في لبنان، الذين طلبوا منه معلومات حساسة حول أنشطة العرب في منطقة المثلث الحدودي، وعلى الخصوص، معلومات حول العرب الذين سافروا إلى الولايات المتحدة أو إسرائيل، حيث وصلت تلك المعلومات إلى إدارة العلاقات الخارجية للحزب.

واستضاف بركات على نحو منتظم اجتماعات كبار قادة حزب الله في منطقة المثلث الحدودي، أحدها جرى في خريف 2000 في البرازيل، حيث ناقش قادة الحزب خططًا لتحديد هوية واغتيال إسرائيلين وأعضاء سابقين في جيش أنطوان لحد، فضلًا عن محاولات الإطاحة بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بسبب موافقته على وقف إطلاق النار.

وفي 2001، كشفت السلطات في دول المثلث الحدودي عن تورط بركات في عصابة لطباعة وتوزيع دولارات أمريكية مزيفة لتوليد أموال تستخدم لتمويل عمليات حزب الله.

لماذا اعتقلته البرازيل؟

لم تعلن السلطات البرازيلية حتى الآن ما إذا كانت تملك هي الأخرى سجلًا من الاتهامات لبركات، ما يقصر لائحة الاتهام مؤقتًا على ما ينتظره في باراجواي والأرجنتين.

وفي 31 أغسطس، أصدرت السلطات الباراجويانية مذكرة توقيف دولية بحق بركات، بتهمة التورط في إصدار جواز سفر رسمي ببيانات مزورة، رغم إصدار المحكمة العليا في البلاد قرارًا بسحب الجنسية منه.

وأمر الرئيس الباراجواياني ماريو عبده بينيتز وزارة الداخلية والمدعي العام بفتح تحقيق موسع في تسليم بركات جواز سفر رسميا، رغم اتهامه بغسيل الأموال وصلاته بحزب الله، ورغم قرار المحكمة العليا في 13 يونيو 2003 بسحب الجنسية منه.

وتضمن الأمر الرئاسي البحث عن أية جرائم أخرى ذات صلة قد يكون بركات ارتكبها على أراضي الدولة.

اقرأ أيضًا: لبنان.. صقلية الجديدة

وفي 16 يوليو، أعلنت وحدة المعلومات المالية، وهي هيئة أرجنتينية مكلفة بمكافحة تمويل الإرهاب وتبييض الأموال، تجميد أصول مجموعة بركات، التي يترأسها، بعد تحقيق دام أعوام حول نشاطاتها.

وتقول السلطات الأرجنتينية إن أسعد بركات، و14 آخرين ضمن المجموعة، عبروا حدودها بين يناير 2015 وأكتوبر 2017 حوالي 620 مرة، دون تصريح، وقاموا بتصريف ما يزيد عن 10 ملايين دولار في كازينو في منطقة شلالات إجوازو، كوسيلة لتمويل حزب الله.

وتؤكد الوحدة أن عشيرة بركات متورطة في تمويل الإرهاب، وجرائم تهريب وتزوير الأموال والوثائق وتجارة المخدرات والابتزاز وتجارة السلاح وتبييض الأموال.

هذه الأموال يشتبه في أنها استخدمت، ضمن عدة مصارف أخرى، في تمويل الهجومين على السفارة الإسرائيلية في بيونيوس آيرس عام 1992، وعلى مركز يهودي في العاصمة الأرجنتينية ذاتها في 1994.

وليس من الواضح ما إذا كان سيتم تسليم بركات إلى باراجواي أو الأرجنتين، أو سيواجه اتهامات في البرازيل.

اقرأ أيضًا: تقنين الحشيش في لبنان. اقتصاد أم سياسة؟

كيف يبدو سجل أسعد بركات الإجرامي؟

رغم سلسلة الجرائم الطويلة التي يواجهها بركات، يبدو سجله الجنائي نظيفا.

رغم الادعاءات المتوالية بتورطه في جرائم التهريب، وتزوير النقود والوثائق، والابتزاز، والاتجار بالمخدرات، والاتجار بالأسلحة، وغسل الأموال، وعلاوة على ذلك، تمويل الإرهاب، فإن سجله الجنائي لا يحمل إلا جريمة واحدة.. التهرب الضريبي.

احتجزته البرازيل في يونيو 2002، بناء على طلب من باراجواي؛ للاشتباه في تورطه في قضية تهرب ضريبي، ووافقت على تسليمه بالفعل، حيث أمضى حكمًا بالسجن ست سنوات ونصفا.

بعد إطلاق سراحه، لم تتمكن السلطات من تحديد مكانه بدقة، لكن الشرطة الاتحادية البرازيلية قالت إنه استمر في العمل في الأرجنتين والبرازيل وشيلي.

الاتهام الأكثر طرافة في مشوار أسعد بركات حدث في ديسمبر 2006، عندما ألقت السلطات البرازيلية القبض عليه بتهمة انتهاك حقوق الطبع والنشر لألعاب “بلاي ستيشن” من شركة سوني.

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك