س/ج في دقائق: احتجاجات وأحداث عنف.. ماذا يحدث في الجنوب العراقي؟

س/ج في دقائق: احتجاجات وأحداث عنف.. ماذا يحدث في الجنوب العراقي؟

17 Jul 2018
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

مظاهرات محدودة اندلعت في مدينة البصرة، لتتسع إلى عموم محافظات الجنوب النفطي، شاملة واسط وميسان وذي قار وكربلاء والمثنى وغيرها.

وصفت الحكومة في المنطقة الخضراء المحتجين بأنهم مندسون، فيما أيدت مرجعيات شيعية مثل السيستاني، التظاهرات، رغم حرق بعض المقرات التابعة للشيعة، بينما يتابع مسؤولو الإقليم الموقف بحذر.

الجميع طرف في معادلة قد تربك حساباتها تطورات الموقف على الأرض. ماذا يحدث في العراق؟

لماذا اندلعت المظاهرات؟

تعتبر البصرة مركز صناعة النفط العراقي، حيث تنتج نحو 80% من صادرات البلاد. كما أنها المنفذ البحري الوحيد، ويجري تصدير الخام من موانئها الواقعة على الخليج العربي.

يبدي المحتجون امتعاضهم من غياب فرص العمل في منطقة تغطيها حقول النفط العملاقة، ويطلبون حصصًا من الوظائف فيها لتخفيف حدة أزمة البطالة.

كما يشكو المحتجون من الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، الذي وصل في بعض المناطق إلى معدل أربع ساعات انقطاع مقابل ساعتي تغذية، ليضاف إليها تفاقم مشكلة ملوحة مياه شط العرب وشحّها، دون غض النظر عن ملفات الفساد والسكن، وتراجع الخدمات الحكومية بشكل عام.

زادت مؤخرا مشكلة المياه، مع حظر زراعة المحاصيل التي تحتاج إلى ماء وفير كالأرز، وهو محصول رئيسي في المنطقة.

اقرأ أيضا: س/ج في دقائق: أزمة المياه في العراق .. تركيا وإيران وجفاف الرافدين

متى وكيف بدأ التوتر؟

شهيد وجريحين صباح اليوم جرّاء التظاهرة التي حدثت في قضاء المدينة شمال البصرة والتي نظمها شباب المدينة حيث قطعوا طريق شركات النفط المستثمرة للمطالبة بحقوقهم …

Posted by ‎بغداد‎ on Sunday, July 8, 2018

بدأت المظاهرات بشكل محدود في منطقة باهلة شمالي البصرة يوم الأحد، الثامن من يوليو.

المتظاهرون قطعوا الطريق في حقل غرب القرنة خط 83 المحطة الثامنة شمالي البصرة؛ لتندلع اشتباكات مع شرطة النفط، بعد محاولة المتظاهرين نصب خيم اعتصام، أدت إلى مقتل متظاهر وإصابة آخرين.

رئيس اللجنة الأمنية في البصرة، جبار الساعدي، تعهد بفتح تحقيق في الحادث ومحاسبة المقصرين، متهمًا الشركات النفطية بالتراخي في تنفيذ اتفاق مع الحكومة العراقية بتشغيل 80% من أبناء المحافظة.

هل للتظاهرات أبعاد سياسية معلنة؟

لا ينفصل المشهد في الجنوب تمامًا عن التوتر السياسي في بغداد على خلفية أزمة تشكيل الحكومة، وإعادة فرز الأصوات في الانتخابات الأخيرة، التي أحدثت فراغًا تشريعيًا في الدولة لأول مرة منذ سقوط نظام صدام حسين، لكن المطالب المباشرة لا تحمل بشكل مباشر أي إسقاطات سياسية، إذ يطالب المحتجون بما يلي:

اقرأ أيضا: هل نجحت الانتخابات التشريعية العراقية 2018؟

كيف تطور المشهد؟

من باهلة، انطلقت المتظاهرات لتعم أنحاء البصرة، بعدما حذر المجلس العشائري الحكومة المركزية في بغداد والمحلية في المحافظة من غضب الأهالي والمتظاهرين.

لكن التصعيد الأشد ظهر بتصريح لشيخ عشيرة بني منصور، محمد المنصوري، طالب فيه بتسليم المسؤول عن قتل المتظاهر قبل حلول الليل، مهددًا بأنهم “لن يبقوا النفط على حاله إذا لم تنفذ مطالبهم”.

أعلن رئيس اللجنة الأمنية العليا في البصرة المحافظ أسعد العيداني توقيف جميع منتسبي القوة التي اشتبكت مع متظاهري باهلة، لكن الأمور كانت قد تخطت حدود السيطرة بالفعل.

الاحتجاجات لم تقتصر على محيط حقول النفط، إذ أحرق متظاهرون مقرات لأحزاب شيعية، بينها الدعوة والفضيلة والمجلس الأعلى وبدر وحركة حزب الله والعصائب، رغم دعم السيستاني للتظاهرات.

متى تدخلت حكومة بغداد؟

دفعت الحكومة فورًا بتشكيلات أمنية إلى مناطق التظاهرات، موكلة التعامل السياسي إلى المسؤولين المحليين، لكن تصاعد وتيرة العنف يوم الأربعاء 11 يوليو غيرت المشهد تدريجيًا.

في ذلك اليوم، قطع محتجون طريقًا رئيسيًا يربط البصرة بالعاصمة، فتدخلت قوة من التدخل السريع “سوات” لفض المظاهرات، لكنها قوبلت بإطلاق رصاص من بعض المشاركين في المظاهرة، بالتزامن مع بدء اعتصامات مفتوحة في جهات عدة.

في اليوم التالي، رحلت شركات تعمل في قطاع النفط موظفيها الأجانب من المحافظة، بالتزامن مع قطع طريق منفذ الشلامجة التجاري مع إيران، والطرق المؤدية إلى حقول الرميلة الشمالية والجنوبية وغربي القرنة الأول والثاني.

بوصول الأمور لتلك النقطة، كلف رئيس الوزراء حيدر العبادي لجنة تضم خمسة وزراء لزيارة مدينة البصرة والاستماع إلى مطالب المتظاهرين وحل مشكلاتهم

بحلول الجمعة التالية، قطع العبادي زيارته إلى بروكسل حيث شارك في اجتماع التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي، ليزور البصرة المتوترة.

أصدر العبادي قرارات متلاحقة بزيادة المخصصات المالية اللازمة لتوفير الكهرباء والمياه النقية وفرص العمل في البصرة وغيرها، لكن المتظاهرين تلقوها بكثير من الفتور، ليتواصل اقتحام المقرات المهمة، وبينها مطار النجف ومباني المحافظات المختلفة.

كيف تنظر المرجعيات الشيعية للمظاهرات؟

علي الحسيني السيستاني، المرجع الأعلى لشيعة العراق والمعروف برجل إيران في العراق، أعلن تأييده لاحتجاجات الجنوب، وذلك رغم حرق مقرات تابعة لأحزاب شيعية موالية لإيران.

وفي بيان خطي، طالب ممثل السيستاني في كربلاء، عبد المهدي الكربلائي، حكومة بغداد بتلبية مطالب المتظاهرين بصورة عاجلة وجادة وواقعية.

أما السياسي المعمم مقتدى الصدر، الذي فاز تحالف يقوده بالانتخابات التشريعية الأخيرة، استخدم وسم “#ثورة_الجياع_تنتصر” عبر حسابه الرسمي على تويتر ليعلن موقفًا واضحًا من المظاهرات، التي لا يوجد على الأرض ما يؤكد أو ينفي مشاركة أنصاره فيها.

وكتب الصدر في تغريدة:

متى يحاكم الفاسدون ومن سيحاكمهم؟ متى يكون القرار عراقيًا ولا ننتظر القرار من خارج الحدود شرقًا أو غربًا؟

من المستفيد؟

تتعدد الفوائد المتوقعة لبعض الجهات، وبينها شركات النفط المحاصرة ذاتها؛ إذ إن العقود الموقعة مع الحكومة العراقية تلزم الأخيرة بدفع حصة الشركات حال توقف الإنتاج نتيجة للظروف أمنية.

العراق مقبل كذلك على جولة تراخيص نفطية جديدة خلال الأشهر القادمة، ما يضع الحكومة تحت سيف الشروط الجزائية التي قد تفرضها الشركات لتأمين استثماراتها حال حصول أحداث مشابهة

إيران أيضًا ستسفيد حال أدت المظاهرات لتراجع الإنتاج النفطي العراقي، بما يرفع أسعار النفط عالميًا، ما ربطه بعض المحللين بيد إيرانية قد يكون لها دخل بما يحدث في جنوب العراق، ردًا على العقوبات الأمريكية على الصادرات النفطية الإيرانية.

شاهد أيضا: الرهائن قطريون، المساوم إيراني، والثمن سوري

كيف تعامل الجيران مع التطورات الأخيرة؟

إيران التزمت الصمت رسميًا، لكن تحليلات سياسية أشارت إلى ضلوع طهران في الأزمة.

في زيارته إلى محافظة ديالى في 9 يوليو، أرجع العبادي نفسه سبب قطع الكهرباء إلى إيقاف إيران خطوط الكهرباء التي يستوردها العراق منها بسبب النقص الحاصل لديها وحاجتها إليها.

المتحدث باسم وزير الكهرباء العراقي، محمد فتحي، أعلن قبلها بيوم واحد أن الكهرباء قطعت جراء تراكم الديون المستحقة على بغداد لطهران.

أما الخارجية التركية فاكتفت بالقول إنها تتابع التطورات عن كثب، ونصحت مواطنيها في العراق بالابتعاد عن المناطق التى تشهد احتجاجات.

فيما أبدى أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، استعداد بلاده لمساعدة بغداد في تجاوز انعكاسات الاحتجاجات الحالية.

SaveSave

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك