س/ج في دقائق: ترامب وبوتين.. قمة تاريخية في أجواء مشحونة؟

س/ج في دقائق: ترامب وبوتين.. قمة تاريخية في أجواء مشحونة؟

16 Jul 2018
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

تشوب العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا الكثير من التوترات والخلافات من قبل انهيار الاتحاد السوفيتي حتى الآن، وآخر مجالات هذا التوتر هو ملف التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.

وفي شهر يونيو الماضي أعلن أن الرئيسين، الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، سيلتقيان في قمة تجمعهما بالعاصمة الفنلندية هلسنكي، وهي قمة وصفت بالتاريخية نظرا لموقع الدولتين من التأثير الدولي ومناطق النفوذ، ثم بسبب الظروف الحالية التي تجري فيها القمة.

لماذا القمة؟

توجد الكثير من الملفات العالقة بين البلدين، ووفقا لـ”بي بي سي” فإن القضية الأوكرانية والعقوبات الأمريكية والأزمة السورية والتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية وإعادة التنسيق في ملفات الطاقة وخفض التسليح. هي أبرز الملفات العالقة بين البلدين.

اللقاء بين الرئيسين في غرفة مغلقة ولم يحضر سوى مترجمي الرئيسين.

نبدأ من صورة اللقاء. هل هي مهمة؟

تقول سي إن إن، في تقرير أعده محللها ناثان هودج، إن الرئيس الروسي يحتاج للقاء نظيره الأمريكي للخروج بلقطة جيدة تخرجه بالمظهر الذي طالما أحب الظهور به على مدار نحو 18 عامًا كرجل دولة من طراز فريد، سيما أن القمة بعد يوم واحد من ختام كأس العالم لكرة القدم، الذي فجر براكين الوطنية في روسيا.

يضيف التقرير أن اللقاء يمنح بوتين، المعد بدقة لهذه اللقطة، صورة أكثر حضورًا وثقة في مواجهة مباشرة مع نظيره ترامب المرتجل.

ما هو التوتر الأبرز حاليا بين البلدين؟

تتهم وزارة العدل الأمريكية نحو 12 ضابطًا في الاستخبارات الروسية باختراق حسابات مسؤولين في الحزب الديمقراطي إبّان انتخابات 2016 الرئاسية التي أتت بالرئيس الأمريكي الحالي إلى البيت الأبيض بعد منافسة شرسة مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كيلنتون.

رود روزنشتاين، نائب وزير العدل الأمريكي، قال إن المتهمين استخدموا رسائل اختراق إلكترونية تعرف باسم “التصيد بالرمح” إلى جانب برمجيات متطورة للاختراق الالكتروني.

وأضاف أن المتهمين سرقوا كذلك بيانات نصف مليون ناخب من موقع مجلس الانتخابات في إحدى الولايات الأمريكية.

من يواجه اتهامات مباشرة بالتورط؟ 

يحقق المستشار الخاص، روبرت مولر، في تقارير استخباراتية أمريكية تقول إن الروس تآمروا لترجيح كفة ترامب، وإذا ما كان أي من مساعدي الرئيس في الحملة قد تواطأ في الأمر.

وجهت التحقيقات، بداية من الجمعة، اتهامات لـ 32 شخصًا، معظمهم من الروس، غيابيًا، إضافة إلى ثلاث شركات وأربعة مستشارين سابقين لترامب.

ولم يوجه التحقيق التهم إلى أي من مستشاري ترامب بالتواطؤ مع روسيا.

كما اتُهم الرئيس السابق لحملة ترامب، بول مانافورت، ونائبه ريك جيتس، بغسل الأموال في قضايا تتعلق بأعمال الاستشارات السياسية في أوكرانيا.

كيف تعاملت موسكو مع الاتهامات؟

الكرملين قال إنه لا أدلة على وجود علاقة بين المتهمين والاستخبارات العسكرية الروسية.

يوري أوشاكوف، مستشار الكرملين، قال إن بلاده تتطلع لعقد الاجتماع، إذ ترى في ترامب شريكًا جيدًا للتفاوض.

وأضاف: “حالة العلاقات الثنائية بين البلدين سيئة للغاية، لذا ينبغي أن نبدأ في وضعها على المسار الصحيح”.

الخارجية الروسية من جانبها كررت التصريح بحذافيره، لتضيف أن المزاعم لا تعدو كونها “حزمة من مخططات المؤامرة” تهدف إلى إلحاق الضرر بأجواء القمة.

ماذا عن ترامب؟

ترامب اطلع على لائحة الاتهام في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ورد عليها في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي، الجمعة، مجددًا رفضه التحقيق في مزاعم وصفها بـ “مطاردة الساحرات”.

وأضاف ترامب أن اتهام روسيا بالتواطؤ “محض غباء”، قبل أن يلقي باللوم لاحقًا على سلفه باراك أوباما، الذي قال إن هذه الاتهامات تتعلق بوقائع حدثت في ولايته.

الرئيس الأمريكي عبر أيضًا عن اعتقاده بأن نظام التأمين السيبراني في حزبه الجمهوري أقوى من مثيله عند الديمقراطيين، قائلًا إنه “سمع” أن محاولات فاشلة جرت لاختراق جدار الحماية الجمهوري، معتبرًا أن “على الديمقراطيين أن يخجلوا من أنفسهم لأنهم تعرضوا لمثل ذلك الاختراق”.

ماذا يقول كل منهما عن الآخر؟

ووفقا لبي بي سي، أثنى ترامب في العديد من المناسبات على بوتين، ووصفه “بالقائد الفذ” عام ،2016 وبأنه “أقوى من رئيسنا السابق” في إشارة إلى باراك أوباما.

ووصفه العام الماضي بأنه “رجل شديد المراس”.

وفي مارس هنأ ترامب الرئيس بوتين على فوزه في انتخابات مثيرة للجدل، على الرغم من تحذيرات مستشاريه.

وكان بوتين أكثر تحفظا في الحديث عن ترامب ولكن وصفه بأنه “شخص ذكي، وذو كفاءة”.

كيف ترى أوروبا القمة؟

في مقاله الأسبوعي، قال سيمون تيسدال، مساعد رئيس التحرير في صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن قادة القارة العجوز ينظرون بقلق لسلوك الرئيس الأمريكي منذ بدأ رحلته الأوروبية.

وأيضا لا يتوقعون سلوكياته، ولا يعرفون ما الذي يريده من قمة هلنسكي.

وكان ترامب انتقد الدول الأعضاء في الناتو بسبب نفقاتهم العسكرية، وقال إن “ألمانيا أصبحت في قبضة روسيا”، بسبب استيرادها للغاز وانتقد رئيس الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، على خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي.

اقرأ أيضا: س/ج في دقائق: ما البريكست وماذا يحدث في بريطانيا؟

أخيرًا.. لماذا هلسنكي؟

تحمل العاصمة الفنلندية دلالة تاريخية للبلدين، بينما يجتمع الرئيسان لمناقشة تحسين العلاقات الثنائية.

سبق لهلسنكي أن لعبت دور الوسيط بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة عام 1975، حيث اجتمع الرئيس الأمريكي جيرالد فورد، والأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ليونيد بريجنيف، ليخرج اللقاء بتوقيع 35 رئيس دولة على “اتفاقية هلسنكي”، بهدف الحد من التوترات بين الدول الغربية والكتلة الشرقية خلال الحرب الباردة.

وفي 1990، قبل بضعة أشهر من انهيار الاتحاد السوفيتي، ناقش الرئيس جورج بوش والزعيم السوفييتي الأخير ميخائيل جورباتشوف في هلسنكي أزمة الخليج.

وفي 1997، أجرى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والرئيس الروسي بوريس يلتسين محادثات في المقر الرسمي للرئيس الفنلندي في ميانتيونيم.

 

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك