س/ج في دقائق: سوريا وأصل الحكاية بين إسرائيل وإيران

س/ج في دقائق: سوريا وأصل الحكاية بين إسرائيل وإيران

15 Jul 2018
الشرق الأوسط
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

باتت سوريا مهددة بين الحين والآخر بالتحول إلى ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران؛ فالدولة العبرية ترى في الانتشار المتزايد لقوات نظيرتها الإيرانية، فضلًا عن الميليشيات العسكرية الشيعية الموالية لها، تهديدًا للوضع الراهن الذي فرضته اتفاقية فك الاشتباك مع سوريا، الموقعة في 31 مايو 1974.

بينما تستند إيران لتفويض مفتوح من نظام الرئيس بشار الأسد، الذي استعان بها لوقف زحف معارضيه المسلحين نحو دمشق خلال الحرب الأهلية المممتدة منذ 2011.

متى بدأ التدخل الإيراني في سوريا؟

تعتبر إيران نظام الأسد حليفًا استراتيجيًا، وترى في استمراره ضمانًا لصيانة مصالحها الإقليمية، لذا لم تتوان في دعمه منذ انطلاق ما بدأ كانتفاضة شعبية في 2011 (قبل أن يتحول إلى مواجهة مسلحة). نقطة التحول الأهم ظهرت بدعوة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي في سبتمبر 2011 لـ”الجهاد” دفاعًا عن الحكومة السورية.

ووصلت التقديرات بعدد المقاتلين التابعين لإيران في سوريا إلى ما يقارب 18 آلاف في ديسمبر 2013، بجانب تدخل مبكر ومباشر لميليشيا حزب الله الشيعي اللبناني منذ 2012.

وتشير تقديرات إلى انخراط نحو 45 فصيلًا مواليًا لإيران في الحرب السورية، يصل عدد مقاتليها بين 25- 40 ألف مقاتل.

اقرأ أيضا: بعث البعث!

هل بدأ النفوذ العسكري الإيراني في سوريا مع الحرب الأهلية؟

تنقل صحيفة “تليجراف” البريطانية عن محلل إيراني بارز -لم تسمه- تأكيده أن نحو ألفين إلى ثلاثة آلاف من ضباط الحرس الثوري الإيراني تمركزوا في سوريا حتى قبل اندلاع الحرب، حيث تركز دورهم على تدريب القوات المحلية، وتأمين طرق نقل السلاح إلى حزب الله في لبنان.

كيف تنظر إسرائيل للوجود الإيراني في سوريا؟

بعد دخول إيران كأحد أطراف النزاع في سوريا، باتت إسرائيل أكثر تململًا.

وفي تقرير للموساد، أشار المحلل العسكري رونين سالومون، إلى احتفاظ إيران بوجودها العسكري عن طريق فيلق القدس بتنسيق مع وحدة استخبارات الحرس الثوري لإجراء عمليات عسكرية خارج الأراضي الإيرانية.

وحذر التقرير من نقل إيران لمقاتلين وكميات كبيرة من الأجهزة العسكرية المطورة تحت غطاء توريدات تجارية أو رحلات مدنية إلى سوريا، بالتزامن مع تشييد البنية التحتية لصناعات عسكرية تابعة لها في سوريا ولبنان، بما في ذلك مصانع لإنتاج صواريخ بعيدة المدى.

ولفت التقرير إلى أن الأنشطة العسكرية الإيرانية في سوريا تشمل أربع جبهات:

  • تأخذ القيادة الرئيسية من مطار دمشق الدولي مقرًا لها.
  • في المنطقة الوسطى توجد مقرات قيادة إيرانية في الضمير
  • قاعدة الشعيرات الجوية
  • مطار طياس العسكري المعروف برمز (T4) بريف حمص.

وبحسب التقرير، يبدأ الوجود الإيراني في سوريا من محيط مطار دمشق الدولي، والسفارة الإيرانية في دمشق، وصولًا إلى موقع على جبل قاسيون وفي محيط قصر الشعب الرئاسي.

متى بدأت إسرائيل توجيه ضربات إلى إيران في سوريا؟

هل جرى اشتباك مباشر؟

في فبراير 2018، قال الجيش الإسرائيلي إن نيرانًا سورية أسقطت إحدى مقاتلاته من طراز إف 16، بعدما اعترضت إسرائيل طائرة إيرانية دون طيار انطلقت من سوريا، في إحدى أخطر الحوادث التي وضعت إسرائيل وإيران في مواجهة مباشرة منذ بدء الحرب الأهلية السورية.

وقالت إسرائيل إنها ردًا على الحادث شنت غارات جوية على مواقع سورية وإيرانية في سوريا هي الأوسع منذ عقود.

ما موقف روسيا من الصدام الإيراني الإسرائيلي؟

بنحاس عنباري، الباحث في مركز القدس للشؤون العامة في إسرائيل، يرى أن موسكو لا تتحرك طالما أن المصالح الروسية في سوريا ما تزال مضمونة، فطالما استمرت إسرائيل في تنسيق ضرباتها العسكرية مع روسيا تبقى موسكو صامتة، وعندما لا يحصل مثل هذا التنسيق أحيانًا، تعبر روسيا عن عدم رضاها.

هل للولايات المتحدة موقف مغاير؟!

إدارة ترامب تعبر عن تخوفها من طموحات إيران للهيمنة في المنطقة بشكل عام وفي سوريا ولبنان بشكل خاص، وتدعم أنشطة الردع الإسرائيلية ضدها.

تعلن واشنطن دون مواربة في كل مناسبة عن دعم لا محدود لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، محملة إيران مسؤولية المواجهة.

لكن التصعيد الأهم، والأكثر تأثيرًا، جرى في أبريل الماضي، عندما شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عملية عسكرية سريعة على سوريا ردًا على الهجوم الكيميائي الذي اتهمت به دمشق في دوما، واستهدفت العملية مواقع ومقار عسكرية عدة في دمشق وحمص، تتطابق تقريبًا مع خريطة الأهداف التي حددها تقرير الموساد الذي أشرنا إليه سابقًا.

لم تكتف إسرائيل بذلك، فشنت بعدها غارات واسعة قالت، على لسان وزير دفاعها أفيجدور ليبرمان، إنها ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا، ردًا على إطلاق صواريخ من سوريا على قواعد عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان.

اقرأ أيضا: س/ج في دقائق: أزمة المياه في العراق .. تركيا وإيران وجفاف الرافدين

هل تُبذل جهود للتهدئة؟

في مايو، تحدثت تقارير إسرائيلية عن اتفاق لتهدئة التوتر مع إيران برعاية روسية، عبر “اتفاق سري” يقضي بإبقاء القوات الإيرانية المتواجدة في سوريا بعيدة عن الحدود الإسرائيلية.

وحسب “الصفقة” المشار إليها، فإن إسرائيل ستقبل بعودة قوات النظام السوري إلى الحدود على مرتفعات الجولان، في مقابل ضمانات روسية بعدم وجود أية قوات إيرانية أو ميليشيات تابعة لها في المنطقة.

SaveSave

رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (1)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك