مقطع فيديو انتشر سريعًا في سبتمبر الماضي عبر ملايين الحسابات على منصات التواصل. فتاة تحارب ظاهرة شغل الرجال مساحة أكبر من مقعد واحد في عربات المترو بطريقة مثيرة للجدل. تحقيق لـ بي بي سي يحوله إلى قرينة ضمنية على تورط الكرملين في حملات دعاية وتصيد إلكتروني، حسب تحقيق لـ بي بي سي.
ما قصة الفيديو؟
لماذا يدعي تحقيق بي بي سي أن له علاقة بروسيا؟
ما موقف روسيا؟
الفتاة هي الناشطة الروسية آنا دوفجاليوك، والتصوير جرى في مترو أنفاق مدينة بطرسبورج. آنا وشريكاتها انطلقن إلى محطة المترو، وأغرقن الرجال الذين شغلوا أكثر من مقعد بسائل ينزع الألوان في دقائق ويترك بقعا على الملابس غير قابلة للإصلاح.
استهدف الهجوم حوالي 70 رجلًا، يظهر مقطع الفيديو ردود أفعالهم المختلفة.
يوتيوب أزال لاحقا حساب بطلة الفيديو، وبالتالي لم يعد متاحا في نسخته الأصلية.
دوفجاليوك أطلقت على مقطع الفيديو “بيانًا رسميًا مصورًا”، وتوعدت بهجمات مشابهة في موسكو وقازان.
أثار الفيديو ضجة هائلة على الإنترنت، وسجل نحو مليون مشاهدة يوميًا، وتداولته عديد وسائل الإعلام حول العالم.
الانتشار الضخم للمقطع أثار تساؤلات حول إمكانية تورط جهة ما في تسويقه بهذا الشكل.
أشارت أصابع الاتهام فورًا للحكومة الروسية نتيجة لانتشاره الواسع والسريع، خصوصًا مع حداثة عهد آنا بالنشر على يوتيوب، والذي لم يتجاوز مقطعي فيديو اكتسيا بصبغة نسوية، والتقطا في محطة المترو نفسها.
الشكوك تزايدت بعدما نقلت وسيلة إعلام محلية في سان بطرسبورج، عن رجل يفترض أنه كان أحد ضحايا الهجوم قوله إنه تلقى أموالًا للظهور في مقطع الفيديو، قبل إزالة حساب “الضحية المفترض” تمامًا من موقع التواصل الإلكتروني الروسي “فكونتاكتي”.
لاحقًا، وصف مشروع الاتحاد الأوروبي لمكافحة التضليل الإعلامي الروسي “EUvsDisinfo” مقطع الفيديو بـ “حيلة دعائية روسية”، كجزء من تدخلات الكرملين الخفية عبر الإنترنت في حروب ثقافية مختلفة حول العالم، وأنه مصمم لتقديم دليل على أن الحركة النسوية على النمط الغربي تجاوزت كل الحدود.
بخلاف شهادة الروسي، استندت الـ EUvsDisinfo على التقاط الفيديو ومعالجته عبر “In The Now”، وهو برنامج سابق على قناة “روسيا اليوم” الرسمية، تحول لاحقًا إلى منصة إعلامية ممولة من الكرملين واسعة الانتشار عبر مواقع التواصل.
وليس آخرا يقول تحقيق بي بي سي إن حسابات آنا دوفجاليوك عبر مواقع التواصل لا تخلو من منشورات مؤيدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار رجال دولته.
يعتبر البرنامج الأوروبي أن هدف الفيديو هو تنظيم نشاطات نسوية متطرفة، تلقى ردود أفعال أكثر تطرفًا ضد النسوية.
وتنقل بي بي سي عن خبراء في دراسة حملات التصيد والاحتيال الإلكتروني إنه لا يمكن استبعاد احتمالات تورط روسيا.
مورتن باي، وهو زميل باحث في مركز المستقبل الرقمي بجامعة جنوب كاليفورنيا، يقول إنه وجد أدلة على انخراط المتصيدين الروس في التفاصيل اليومية للخطاب الأمريكي لسنوات. وأعطى لذلك تفسيرا حركيا
“ينشغل الأمريكيون بأعمالهم، ويبدأ اهتمامهم بالانتخابات قبلها بنحو ثلاثة أسابيع فقط. وهكذا، إذا كنت تريد الوصول إليهم، فعليك مشاركتهم في كل التفاصيل اليومية في مختلف المجالات. هذا يعني الانخراط في ثقافة البوب، بما يشمل سلسلة أفلام حرب النجوم، أو الرياضة، أو أي شيء آخر”.
نيوزويك هى الأخرى نقلت عن مصادر لم تسمها، قولها إن حملات التدخل عبر مواقع وسائل التواصل الاجتماعي تلجأ لإثارة الجدل حول القضايا الخلافية، وترويج الدعاية والأخبار المضللة باللغة الإنجليزية.
أقرت إدارة منصة “In The Now”، ومقرها برلين، بتلقي تمويلات من الكرملين، لكنها قالت إن الممولين لا يتدخلون في السياسة التحريرية، ولا يصدرون أوامر تحول المنصة إلى وسيلة دعائية.
س/ج في دقائق: ألغاز الـ GRU تتواصل.. ماذا نعرف عن استخبارات روسيا العسكرية؟
بطلة الفيديو آنا دوفجاليوك تنفي بالأساس أن يكون نشاطها نسويًا، كما تنفي كونه تمثيليًا، وتصر على تبرئة مقطعها من مشاركة
الكرملين في تسويقه، وتصف تلك المزاعم بـ “الحماقة المطلقة”.
لإثبات صحة روايتها، تزعم دوفجاليوك، في حديثها لـ بي بي سي، أنها خضعت للاستجواب في سان بطرسبورج، لكنها رفضت تحديد مركز الشرطة الذي استدعاها. نقطة شك تضاف لتصريح رئيس شرطة مترو سان بطرسبرج بأنهم لم يتلقوا أي شكاوى ضد آنا. الشبكة البريطانية طلبت المزيد من المعلومات، لكن المكتب الصحفي رفض الرد.
السفارة الروسية في لندن رفضت التعليق كذلك، وردت بأنها لا تفهم بوضوح محتوى الفيديو، ولا تعلق على لقطات نشرها النشطاء عبر مواقع التواصل.