صراع الشرعيات في ليبيا.. من سقوط القذافي إلى معركة طرابلس | دقائق.نت

صراع الشرعيات في ليبيا.. من سقوط القذافي إلى معركة طرابلس | دقائق.نت

10 Apr 2019
رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك
حجم الخط

في 15 فبراير/ شباط 2011، اندلعت مظاهرات صاحبتها أعمال شغب في ليبيا، بدأت من بنغازي؛ احتجاجًا على احتجاز ناشط حقوقي. سريعًا ظهرت الميليشيات، ودخل السلاح على خط المواجهة.

ظهر كيان انتقالي يبشر باستلام السلطة في حقبة ما بعد القذافي في مارس/ أذار. تقلى دعمًا دوليًا على خطي السياسة والسلاح، واقتحمت قواته مقر إقامة القذافي في مجمع باب العزيزية الحصين في أغسطس/ آب.

حاول القذافي وموالوه المقاومة، لكن ميليشيات الحكومة المؤقتة تمكنت من حسم السيطرة على الأرض مدعومة بضربات الناتو. وفي 20 أكتوبر/ تشرين الأول، ألقت الميليشيات القبض على القذافي وقتلته، ليبدأ سريعًا صراع اقتسام ميراث “الأخ العقيد”.. صراع استمر حتى بعد نحو ثماني سنوات من بدء الحقبة الجديدة.

في تايم لاين من دقائق نستعرض أبرز التطورات التي أنتجت المشهد الحالي في العاصمة طرابلس ومحيطها، ثم نبسط صراع الشرعية في الجزء اللاحق عبر س/ج في دقائق.

تايم لاين في دقائق

15 فبراير 2011

أعمال شغب في بنغازي احتجاجًا على القبض على الناشط الحقوقي فتحي تربل

24 فبراير 2011

ميليشيات المعارضة تسيطر على مدينة مصراتة في أول حسم مسلح ضد قوات القذفي

27 فبراير 2011

تشكيل المجلس الوطني الانتقالي المؤقت كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي بغرض تسلم السلطة في المناطق التي تخرج من سلطة القذافي

19 مارس 2011

الناتو يبدأ ضربات جوية لوقف تقدم قوات القذافي نحو بنغازي وضرب الدفاعات الجوية الليبية

مارس 2011

خليفة حفتر يعود إلى بنغازي ويشارك في قيادة الاشتباكات المسلحة ضد ما تبقى من قوات القذافي. والمجلس الانتقالي يعينيه لاحقًا قائدًا للقوات البرية

23 أغسطس 2011

ميليشيات المعارضة تقتحم مقر إقامة القذافي في باب العزيزية بعد يومين من دخول طرابلس

سبتمبر 2011

المجلس الانتقالي يحصد دعمًا واعترافًا دوليين على مدار الشهر عبر مؤتمر باريس مع قادة العالم لمناقشة مستقبل ليبيا، ثم زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى ليبيا، ثم تخفيف عقوبات مجلس الأمن عن المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي الليبي، وأخيرًا موافقة الجمعية العامة للامم المتحدة على طلب باعتماد سفراء الحكومة الانتقالية كممثلين شرعيين لليبيا في المنظمة الدولية

14 أكتوبر 2011

أول اشتباك مسلح بين موالين للقذافي وميليشيات المجلس الوطني الانتقالي في العاصمة طرابلس منذ سقوط النظام

20 أكتوبر 2011

مقاطع فيديو تظهر القبض على القذافي وقتله مع سيطرة ميليشيل المجلس الانتقالي على سرت بعد شهرين من الحصار

31 أكتوبر 2011

المجلس الانتقالي ينتخب عبد الرحيم الكيب رئيس وزراء لأول حكومة انتقالية لليبيا بعد الإطاحة بالقذافي

نوفمبر 2011

مئة وخمسون ضابطا في مدينة البيضاء يرشحون خليفة حفتر رئيسًا لأركان الجيش الليبي في مرحلة إعادة التأسيس.. والمجلس الانتقالي يمتنع عن التصديق

8 أغسطس 2012

المجلس الانتقالي يسلم السلطة إلى المؤتمر الوطني العام “الذي يسيطر عليه الإسلاميون” بعد انتخابات يوليو 2012

14 نوفمبر 2012

المؤتمر الوطني يعين علي زيدان رئيسًا للحكومة.. وزيدان يتخذ قرارات بينها ترقية خليفة حفتر إلى رتبة لواء وعزله من قيادة القوات البرية

فبراير 2014

خليفة حفتر يعلن في بيان تليفزيوني تجميد عمل الحكومة والمؤتمر الوطني والإعلان الدستوري.. ورئيس الوزراء المؤقت علي زيدان يأمر الأجهزة الأمنية باعتقاله

11 مارس 2014

المؤتمر الوطني العام يقيل حكومة زيدان ويكلف عبد الثني بتشكيل حكومة مؤقتة

16 مايو 2014

بتأييد من الحكومة المؤقتة ومعارضة المؤتمر الوطني، خليفة حفتر يطلق عملية الكرامة لتطهير ليبيا من الارهاب والعصابات

25 يونيو 2014

انتخاب مجلس النواب.. والإسلاميون يخسرون الأغلبية

4 أغسطس 2014

نائب رئيس المؤتمر الوطني عز الدين العوامي يسلم السلطة التشريعية إلى مجلس النواب المنتخب في مدينة طبرق

6 نوفمبر 2014

محاصرًا بميليشيات فجر ليبيا، المحكمة العليا تقضي بعدم دستورية التعديل الدستوري الذي انتخب بموجبه مجلس النواب

18 نوفمبر,2014

المؤتمر الوطني العام يعاود الانعقاد مستندًا على حكم الدستورية العليا ويكلف الإسلامي عمر الحاسي بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني

مارس 2015

مجلس النواب الجديد يعين خليفة حفتر قائدًا عامًا لقوات الجيش الوطني الليبي

30 مارس 2016

فايز السراج يتولى قيادة مجلس رئاسي مدعوم من الأمم المتحدة بموجب اتفاق الصخيرات، وسط رفض من حكومتي الإنقاذ وطبرق

1 أبريل 2016

المؤتمر الوطني العام يعلن حل نفسه، وينقل سلطاته إلى المجلس الأعلى للدولة

وفق هذه التطورات. كيف وصل الوضع في ليبيا إلى هذه النقطة؟ سنحاول تبسيط الإجابة في:

س/ج في دقائق


من يتنازع الشرعية في ليبيا؟

ثلاثة أطراف “تقلصت بشكل ما إلى طرفين” تتنافس على الاستئثار بالشرعية الدستورية والاعتراف الإقليمي والدولي في ليبيا.

[su_highlight background=”#EF6C14″ color=”#FFFFFF” class=””][/su_highlight][su_highlight background=”#00C5D6″ color=”#FFFFFF” class=””]المجلس الأعلى للدولة[/su_highlight]

هيئة غير منتخبة. عينها المؤتمر الوطني العام في 2016 كوريث للسلطة التشريعية بعدما حل نفسه. يسيطر عليها حزب العدالة والبناء “إخوان ليبيا” وتيارات حليفة أصغر بشكل شبه كامل.

المؤتمر الوطني العام تشكل في 2012 بناءً على نتائج أول انتخابات في ليبيا بعد سقوط العقيد معمر القذافي. سيطر عليه الإسلاميون، وكان يفترض أن ينتج عن أعماله صياغة دستور جديد، ثم تسليم السلطة التشريعية إلى مجلس جديد منتخب، لكن ذلك لم يحدث؛ إذ شكك المؤتمر الوطني العام في شرعية مجلس النواب، وأعاد الانعقاد، وشكل حكومة منفردًا أطلق عليها حكومة الإنقاذ الوطني.

مجلس الدولة يعتبر نظريًا أعلى مجلس استشاري في ليبيا. يعمل وفقًا للإعلان الدستوري المعدل واتفاق الصخيرات، ورأيه ملزم لحكومة الوفاق الوطني، لكن مشروعات القوانين التي يقرها يجب أن تحال إلى مجلس النواب الليبي، لتبدأ الدائرة المفرغة

[su_highlight background=”#EF6C14″ color=”#FFFFFF” class=””][/su_highlight][su_highlight background=”#00C5D6″ color=”#FFFFFF” class=””]مجلس النواب[/su_highlight]

تشكل مجلس النواب في 2014 بعد انتخابات شعبية، لوراثة السلطة التشريعية من المؤتمر الوطني العام، لكن الأخير لا يعترف بشرعيته، اعتمادًا على حكم المحكمة الدستورية بعدم شرعية نص الإعلان الدستوري الذي انتخب على أساسه.

انعقد مجلس النواب في طبرق بعيدًا عن العاصمة طرابلس ووسط غياب الأقلية الإسلامية، وشكل حكومته الخاصة، قبل أن يعين الجنرال خليفة حفتر قائدًا للجيش الوطني الليبي.

منح مجلس النواب الشرعية لحفتر، الذي قدم القوة العسكرية التي حفظت للمجلس قوته بين أطراف الصراع.

ويحظى مجلس النواب بشرعية واعترافًا إقليميًا ودوليًا. وانتهت ولايته في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، لكنه قرر التمديد لنفسه لحين انتخاب هيئة تشريعية جديدة.

[su_highlight background=”#EF6C14″ color=”#FFFFFF” class=””][/su_highlight][su_highlight background=”#00C5D6″ color=”#FFFFFF” class=””]المجلس الرئاسي[/su_highlight]

تشكل المجلس الرئاسي للقيام بأعمال السلطة التنفيذية في ليبيا بعد اتفاق 17 ديسمبر/ كانون الأول 2015 برعاية الأمم المتحدة، بهدف وضع حد للحرب الأهلية.

وتتمثل مهمة المجلس الرئاسي في القيام بمهام رئاسة الدولة بصفة مشتركة، وضمان قيادة القوات المسلحة.

يتشكل المجلس من 9 أعضاء، برئاسة فايز السراج، لكن الأعضاء الفاعلين تقلصوا تدريجيًا، لتقتصر السلطة تقريبًا على السراج.

دخل أعضاء المجلس الرئاسي طرابلس بالقوة في 30 مارس/ آذار 2016، على متن بارجة حربية حملتهم من تونس، بينما كانت تدير طرابلس حكومة تابعة للمؤتمر الوطني العام يرأسها خليفة الغويل وتدعمها ميليشيات مسلحة، لكن دعم ميليشيا النواصي وحرس المنشآت النفطية للسراج دفع الغويل للتراجع و”التمسك بالمعارضة السلمية”، حتى حل المجلس الوطني نفسه بالنهاية.

وفي طبرق، اعتبر مجلس النواب أن وصول حكومة السراج إلى طرابلس “سابق لأوانه”.

ولاية المجلس الرئاسي كان يجب أن تنتهي هي الأخرى قبل نهاية ديسمبر/ كانون الأول، لكن الفشل الحتمي لأي اتفاق بين المجلس الأعلى ومجلس النواب أبقى الأمر الواقع مستمرًا.


من يحكم ليبيا الأن؟

اندمج المؤتمر الوطني والمجلس الرئاسي ضمنيًا إلى حد كبير في جبهة واحدة، يتصدرها رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج.

وواصل مجلس النواب سلطاته، بقيادة رئيسه عقيلة صالح، واستمرت الحكومة “المؤقتة” المنبثقة عنه بقيادة رئيس الوزراء عبد الله الثني.

ولايات كل تلك السلطات منتهية دستوريًا، لكن تعثر الوصول لاتفاق سياسي أو إجراء انتخابات جديدة أبقى كل طرف في موقعه.

وفي ظروف طبيعية، يفترض أن تتكامل الجهات الثلاث لقيادة ليبيا نحو تنظيم انتخابات تنهي الوضع الحالي، لكن ذلك لم يحدث.


ومن يدير المشهد عسكريًا؟

تتقاسم القوة العسكرية في ليبيا أطراف تتعدى طرفي المعادلة نفسها. الصراع العسكري سبق ورافق الصراع السياسي بطول الخط، إذ أجريت انتخابات مجلس النواب وسط اشتباكات بين الميليشيات، التي منعت تنظيم الانتخابات في بعض المناطق.

وبتطور الصراع العسكري واختفاء أطراف وظهور أخرى، تسيطر تلك الأطراف على الأرض في ليبيا حاليًا:

[su_highlight background=”#EF6C14″ color=”#FFFFFF” class=””][/su_highlight][su_highlight background=”#00C5D6″ color=”#FFFFFF” class=””]الجيش الوطني الليبي[/su_highlight]

مدعومًا باعتراف مجلس النواب، وتكليفه بقيادة الجيش الوطني الليبي، يواصل المشير خليفة حفتر سعيه للسيطرة على الأرض.

قاد حفتر عدة عمليات عسكرية أدت لطرد الميليشيات الإسلامية من مدن شرق وجنوب ليبيا، والسيطرة على منشآت النفط الرئيسية في منطقة الهلال النفطي.

ويشمل الجيش الوطني الليبي عشرات الوحدات، وآلاف الجنود النظاميين من قوات الجيش في حقبة معمر القذافي بخلاف الإمداد القبائلي ومتطوعين مدنيين من التيار السلفي.

[su_highlight background=”#EF6C14″ color=”#FFFFFF” class=””][/su_highlight][su_highlight background=”#00C5D6″ color=”#FFFFFF” class=””]ميليشيات تدعم حكومة الوفاق[/su_highlight]

تعتمد حكومة الوفاق على ميليشيات مسلحة في حماية العاصمة وضبط الأمن فيها، لتقوم عمليًا بمهام وزارتي الداخلية والدفاع.

وتسيطر الميليشيات على مناطق واسعة في غرب ليبيا. وأهمها قوة حماية طرابلس، التي تشكلت من 4 ميليشيات رئيسية، هي كتيبة ثوار طرابلس، التي تسيطر على مساحات كبيرة من العاصمة، ولواء النواصي الذي يقوم بمهام وزارة الداخلية، وقوة الردع والتدخل المشتركة محور أبو سليم، وكتيبة باب تاجوراء، بجانب ميليشيات أصغر.

وحاولت حكومة السراج تشكيل نواة لقوة نظامية عبر تأسيس القوة المشتركة لفض النزاع وبسط الأمن، بجانب قوات البنيان المرصوص، كما تعتمد على ميليشيات أخرى بينها قوة الردع الخاصة، السلفية التي رفضت تنفيذ أمر بحلها.

وانضمت إلى طرابلس قوات أخرى طردها حفتر من الشرق والجنوب، وبينها سرايا الدفاع عن بنغازي.

وبجانب ميليشيات طرابلس، يعتد السراج على دعم ميليشيات حليفة من مدن أخرى، بينها كتائب مصراتة، القوة العسكرية الأكبر في الغرب، والتي تمتلك معدات ثقيلة بينها صواريخ وطائرات ميغ 25، والمجلس العسكري لتجمع كتائب وسرايا الزاوية.

[su_highlight background=”#EF6C14″ color=”#FFFFFF” class=””][/su_highlight][su_highlight background=”#00C5D6″ color=”#FFFFFF” class=””]ميليشيات متفرقة[/su_highlight]

نظرًا لاتساع رقعة ليبيا الجغرافية، بقيت مساحات محدودة تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، أو عسكريين سابقين من نظام القذافي، بخلاف ما تبقى من ميليشيا فجر ليبيا المنحلة، يقودها صلاح بادي.

وحتى على الحدود الجنوبية لطرابلس، تحضر ميليشيات مسلحة يفترض أنها تابعة لحكومة الوفاق، لكنها رفضت أوامر بحلها، إذ تعتبر أن السراج لا يحكم فعليًا، ويخضع لسيطرة الميليشيات التي تصفها بالإرهابية.


رابط مختصر
للمشاركة لـ فيسبوك

التعليقات (0)

يجب عليك .. تسجيل الدخول أو التسجيل لتتمكن من التعليق.

تعليقات الفيسبوك