استشار جاريد كوشنر كذلك مفاوضي سلام أمريكيين عملوا لحساب الإدارات السابقة. أحدهم كان آرون ديفيد ميلر، الذي قال إن كوشنر غير شكل التعامل الأمريكي مع الأزمة الفلسطينية الممتدة منذ عقود. قال بشكل صريح: “لا أريد أن يحدثني أحد عن التاريخ”.
تعامل كوشنر مع مشكلة التاريخ بهندسة تسوية مقترحة دون مفاوضات مع أحد الطرفين، معتمدًا على ثقة ترامب الذي قال إن فشله في تحقيق السلام في الشرق الأوسط يعني أنه لا يمكن لأحد تحقيقه، وقرر أن يفعل ذلك بطريقته الخاصة؛ أي بفرض الأمر الواقع.
بعد ذلك، قامت إدارة ترامب بعزل الفلسطينيين عن طريق سلسلة من الإجراءات لصالح إسرائيل بما في ذلك نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وخفض التمويل للاجئين الفلسطينيين. قام كوشنر بجولة في عواصم الشرق الأوسط سعيا للحصول على دعم زعماء المنطقة للضغط على السلطة الفلسطينية للتوافق مع خطة البيت الأبيض.
كوشنر يفترض أن الموقف الفلسطيني سيئ ويزداد سوءًا، ويطلب من الزعماء الفلسطينيين التفاوض من أجل جزء من رغيف بدلاً من مشاهدة اختفاء الرغيف بالكامل، بتعبير أحد الأشخاص الذين سمعوه يصف الاقتراح لواشنطن بوست.
هاآرتس تقول إن صفقة القرن يمكن أن تظل قابلة للتطبيق رغم ذلك، ليس كعهد بين إسرائيل والفلسطينيين، لكن بين إسرائيل والولايات المتحدة أو بشكل أكثر دقة، بين نتنياهو وترامب.
تضيف الصحيفة أن ترامب تعامل مع أزمة الشرق الأوسط بـ “مرسوم إمبراطوري” يطرح سلامًا يتماشى مع ما قدمه “باكس رومانا”، أو “باكس أمريكانا” في هذه الحالة، والذي يهدف إلى الاستفادة من الإمبراطورية ومواطنيها، عادة على حساب الدول الخاضعة، ومثل معظم القياصرة الرومان ، فإن كل ما يطالب به ترامب في المقابل هو تمرد من السكان الأصليين بلا حماية من أحد.
باكس أميريكانا: كيف استلهم قادة كامب ديفيد السلام الروماني؟ وماذا ينقص التجربة؟ | مينا منير