يتطلب تشخيص الألزهايمر حاليًا فحصًا باهظ الثمن للمخ ، أو اختبارًا محفوفًا بالمخاطر للبزل القطني، أو في معظم الحالات تقييمًا سلوكيًا يجريه الطبيب بناءً على الأعراض.

طرح علماء مركز أبحاث العيون في جامعة ديوك بشمال كاليفورنيا فرضية حول إمكانية ظهور التغييرات الناتجة عن الألزهايمر في شبكية العين.
الفرضية بنيت على أن الشبكية تمثل امتدادًا للمخ، وقد توفر نافذة يمكن عبرها رصد ما يجري داخل الجمجمة.

اكتشف العلماء أن شبكية العين كانت أرق لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض الألزهايمر.
ظهر كذلك أن مرضى ألزهايمر يفقدون المزيد من الأوعية الدموية الصغيرة في الجزء الخلفي من العين، مقارنةً بالأصحاء أو حتى الذين يعانون من ضعف إدراكي طفيف (MCI).

يعتمد البحث الجديد على تقنية تصوير غير جراحية، تسمى التصوير المقطعي الوعائي للتماسك البصري (OCTA) ، التي تتيح للأطباء سرعة فحص تدفق الدم في الشعيرات الدموية الصغيرة في الجزء الخلفي من الشبكية.
وعكس الاختبارات الأخرى، يمكن إجراء التشخيص الجديد في عدة دقائق.
ويأمل الفريق البحثي في مساعدة الاكتشاف المبكر للتدهور العقلي قبل ظهور أعراض الألزهايمر في إيقاف المرض أو علاجه عبر برامج علاجية أو تغيير أنظمة الحياة.

شارون فكرات، أستاذة طب وجراحة العيون في ديوك، تتوقع أن تعكس التغييرات في كثافة الأوعية الدموية في شبكية العين ما يحدث في الأوعية الدموية الدقيقة في المخ، ربما حتى قبل اكتشاف أي تغييرات في الإدراك.
"إذا استطعنا اكتشاف هذه التغييرات في الأوعية الدموية في شبكية العين قبل أي تغييرات في الإدراك، فستتغير اللعبة كليًا".

طور العلماء مؤخرًا عقاقير جديدة لعلاج الألزهايمر، لكنها فشلت؛ فبمجرد إلحاق الضرر بالدماغ يقطع – حتى الآن – أي خط للرجعة، بحسب العديد من الخبراء.
جيمس بيكيت، رئيس قسم الأبحاث في جمعية الألزهايمر، يقول إن التغييرات المبكرة في المخ تبدأ قبل 20 عامًا من ظهور الأعراض الإكلينيكية، وبالتالي فإن الهدف المقدس هو تحديد المصابين ومعالجتهم فور بدء التغييرات.
ويأمل الباحثون في أن تكون التقنية الجديدة للتشخيص المبكر مفتاحًا لمنع حدوث الآثار المدمرة.