بعد سنوات من “السعي للتمكين”، وادي السيليكون يستعرض قوته أخيرًا عبر إخراج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من دائرة عمالقة السوشال ميديا بعد 4 سنوات من محاولة تجنب الخطوة التي تصفها وول ستريت جورنال بـ “الزلزالية”.
خلال يومين فقط، الرئيس الذي وجد طريقه لسنوات عبر السوشال ميديا يجد نفسه محرومًا من حساباته ومجموعات مناصريه عبر فيسبوك، تويتر، سناب شات، وريديت.
قبل أن يحجب جوحل ثم آبل تطبيق بارلر “البديل الذي استخدمه المحافظون لتجنب التضييق على تويتر” من متجريهما جوجل بلاي وآبل ستور، ثم يحجبه موقع الاستضافة “أمازون تمامًا من الإنترنت، ويمتنع المستضيفون الآخرون عن استضافة المنصة؛ بحجة استخدامها لتنسيق الهجوم على مبنى الكونجرس.
إجراءات عمالقة السوشال ميديا ضد ترامب وتطبيق بارلر أوضحت التأثير الذي وصلت إليه المنصات، والطبيعة السياسية لقراراتهم. ليعود الجدل حول ملف مراقبة المحتوى الإلكتروني.. هذا يفتح الباب أمام إخضاع الشركات المالكة لمزيد من التدقيق.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل تزيح منصات السوشال ميديا البديلة المنصات الأشهر؟
إجابة المراقبين: البدائل ستنمو غالبًا، لكن نطاق فيسبوك وتويتر الضخم يجعل من المستحيل أن يفقدا تأثيرهما قريبًا.
س/ج في دقائق
لماذا اعتبرت قرارات عمالقة السوشال ميديا ضد ترامب زلزالية؟
كريس نولان، الرئيس التنفيذي لشركة سبوت أون الإعلانية الأمريكية، وصف إجراءات منصات السوشال ميديا ضد ترامب بـ”التغيير الزلزالي”، قال إنها خطوة تعني أن إدارات منصات السوشال ميديا تدرك أن ما يحدث على منصاتها له عواقب على أرض الواقع، كما تكشف الطبيعة السياسية لقراراتهم.
على الرغم من إشادة الكثيرين، فإن طرد ترامب وبعض مؤيديه أثار غضب آخرين. قالوا إن هذا يصل لمستوى الرقابة، وأن هذه الخطوات تغامر بدفع المطرودين لتشكيل وضع جديد لأنفسهم على الانترنت.
جوناثون هاوينشيلد، مدير فريق عمل الاتصالات والتكنولوجيا لمجلس التبادل التشريعي الأمريكي (مجموعة محافظة غير ربحية) يقول: سواء كان صوابًا أم خطأ. عمالقة السوشال ميديا اتخذوا قرارات سياسية. كانوا محل اهتمام منذ البداية، لكنهم الآن تحت أضواء مضاءة بالكامل.
وكيف جاء ذلك بنتائج عكسية على عمالقة السوشال ميديا؟
فتحت القرارات الباب مجددًا لمناقشة قضية مراقبة المحتوى على عمالقة السوشال ميديا. ومن المحتمل أن تخضع إجراءات الشركات لمزيد من التدقيق حيث يتابع المنظمون قضايا مكافحة الاحتكار ضد العديد من عمالقة التكنولوجيا، وبما أن الكونجرس وإدارة جو بايدن القادمة يتطلعان إلى تجديد التشريع البالغ من العمر 25 عامًا والمعروف بالقسم 230 لتحديد مدى مسؤولية المنصات حول قرارات تنظيم المحتوى.
قال العديد من المحافظين، بمن فيهم السيناتور ماركو روبيو وآخرون، إن تأثير قرارات المنصات يشير إلى أن تأثير صناعة التكنولوجيا على الرأي العام كبير جدًا.
روبيو قال لفوكس نوز: “نحن نعيش الآن في بلد تمتلك فيه أربع أو خمس شركات، غير منتخبة وغير خاضعة للمساءلة، القوة الاحتكارية لاتخاذ القرار، وتقوم بالقضاء على الأشخاص ومحوهم من أي منصة رقمية، سواء كانت تبيع أشياء وما شابه ذلك”.
هل ترث المنصات البديلة مكانة عمالقة السوشال ميديا ؟
في الفترة الأخيرة، أصبح بارلر مثلًا ملجأ لبعض المحافظين المتضررين مما اعتبروه تجاوزًا وتحيزًا من قبل منصات السوشال ميديا الكبيرة. فبعد يومين من اقتحام الكابيتول، تم تنزيل بارلر 182 ألف مرة عبر متاجر تطبيقات أبل وجوجل، بزيادة 14 ضعفًا في عدد التنزيلات عن نفس اليوم في الأسبوع السابق.
مع ذلك، واجه بارلر أيضًا انتقادات بسبب نهجه المتمثل في عدم التدخل في المحتوى، حتى خطاب النازيين الجدد والجماعات الأخرى التي تدعو إلى العنف.
هذا دفع التطبيق إلى إعلان أنهم ضاعفوا فريق المتطوعين للبحث عن المحتوى المحرض على العنف، لإزالة المستخدين الذين ينتهكون الشروط.
لكن مستقبل بارلر غير واضح، خصوصًا بعد أن أعلنت أمازون توقف تقديم خدمات الحوسبة السحابية إلى بارلر، مما أثر على التطبيق، وكذلك بعد قيام جوجل و أبل بإزالته من متاجر التطبيقات الخاصة بهما، مما يعني أنه حتى إذا أمكن إعادة تشغيله، فلن يكون تطبيقه متاحًا للعديد من مستخدمي الهواتف الذكية.
على الرغم من أن بارلر وغيره من المنصات الصغيرة قد تنمو، إلا أن مراقبي السوشال ميديا يقولون إن النطاق الكبير لتويتر وفيسبوك يجعل من المستحيل أن يفقدا تأثيرهما.
جوان دونوفان، مديرة الأبحاث في مركز شورنستين للإعلام والسياسة العامة بجامعة هارفارد، تقول إن التطبيقات الأصغر المليئة بالمستخدمين المتشابهين في التفكير لا تمنح المستخدمين الفرصة للوصول إلى جماهير جديدة، مما يترك المشاركين يتنافسون مع بعضهم البعض لجذب الانتباه.
موضوعات متعلقة
