عند إصابة الكلى بأي مرض فإن ذلك يعني حدوث خلل في القيام بوظائفها المختلفة سواء في تنقية الجسم من السموم والتخلص من تلك السموم عبر البول أو تحفيز الجسم على إفراز العناصر والهرمونات التي يحتاجها، ومن أشهر الأمراض التي تصيب الكلى هي حدوث فشل كلوي وعند الإصابة بذلك المرض لابد من إتباع إرشادات الطبيب، وتغيير نمط الحياة بشكل يناسب التعايش مع هذا المرض.

التغذية المناسبة عند حدوث فشل كلوي

تعد التغذية أحد الأمور الأساسيه التي يهتم بها الإنسان نظراً لتأثيرها المباشر على صحته وعلى الوقاية من الإصابة بمختلف الأمراض، وفي السطور التالية سنعرض لك طرق التغذية السليمة في حال كنت مريض فشل كلوي.

لابد من الاهتمام بالبحث في التغذية المناسبة للشخص المصاب بمرض فشل كلوي

وذلك لأن الغذاء يؤثر على هذا المرض ويؤثر في تطور الحالة، كما أن التغذية السليمة تساعد على التخفيف من الأعراض اللاحقة التي قد تحدث بسبب الفشل الكلوي.

وينصب النظام الغذائي لمريض الفشل الكلوي حول خمس عناصر لا بد من ضبطها وتحديد كميتها حسب حالة كل مريض.

أولاً البروتين

يتم الحصول عليه من المصادر الحيوانية والنباتية مثل السمك أو اللحوم والألبان من البقوليات مثل العدس.

ثانيا البوتاسيوم

ويتوفر هذا العنصر في الزبادي والبطاطا والزبيب والفاصوليا والخضروات الورقية واللحوم الحمراء والبقول وغيرها.

ثالثا الصوديوم

نجده في ملح الطعام وفي الأطعمه المصنعة.

رابعاً الفسفور

ويوجد في اللبن ومنتجات الألبان والطيور وفي الحبوب الكاملة وفي المكسرات.

خامساً الكالسيوم

ونجده في المنتجات الحيوانية مثل الألبان والجبن والخضروات الورقية والأسماك المعلبة والبقول.

كيف ننظم هذه العناصر في تغذية المصاب بمرض فشل كلوي؟

البروتينات

يجب على الشخص المصاب بمرض فشل الكلوي أن يقلل من كميه البروتين وذلك لأن اليوريا التي تنتج عن هذا البروتين تؤدي إلى إضافة المزيد من الصعوبة على الكلى، لهذا من المهم  التقليل من نسبة البروتين حسب كفاءة الكلى.

ويتم حساب نسبة البروتين المناسبة لكل مريض المعادلة التالية إضافة 20 الى نسبة كفاءة الكلى، فعلى سبيل المثال لو كانت كفاءة الكلى 30 في المئة نضيف اليها 20 هتصبح كمية البروتين 50 في المئة من نسبة غذاء هذا الشخص.

ويخضع أيضاً المريض لفحص “GFR” لكي يتم تحديد كمية البروتين المناسبة له بدقة.

فإذا كانت نسبة هذا الفحص أقل من 25 ملليلتر كانت الكمية المناسبة من البروتين التي يجب أن يتناولها هذا الشخص أقل من 45 غرام من البروتين.

أما إذا كانت نسبة ترشيح كبيبات الكلى تتجاوز 25 ملليلتر فين كمية البروتين المتاحة لهذا الشخص تساوي 60 جرام من البروتين يوميا.

ويجب أن يقسم كمية البروتين بين البروتين الحيواني والبروتين النباتي وعند تقليل كمية البروتين لا بد من ضبط كمية النشويات والكربوهيدرات في طعام المريض لأنه لو لم يتناول الكمية المناسبة فإن ذلك يتسبب في إرهاق الكلى.

البوتاسيوم

يتوقف تحديد كمية البوتاسيوم على حسب نسبته في الدم فلا بد من الفحوصات وفي حال كانت نسبته عالية في الدم عندها يتم الابتعاد عن مصادره،  أما إذا كان هناك نقص في البوتاسيوم فعندها يتم زيادة تناوله عن طريق مصادره المختلفة مثل الموز والمشمش وغيرها.

الفسفور والكالسيوم

يتم التقليل من تناول الفوسفور حتى نضمن عدم تطور مشاكل الكلى، وزيادة الكالسيوم في الدم ينتج عنه ترسيب الكالسيوم في الكلى مما يزيد الحالة سوءاً.

الفسفور يؤثر على الكالسيوم حيث إن زيادة كمية الفسفور في جسم الإنسان يؤدي إلى سحب الكالسيوم من العظام وبالتالي قد يؤدي إلى حدوث هشاشة العظام.

ولكن زيادة كمية الكالسيوم في الجسم تتسبب في ظهور العديد من المشاكل التي تؤثر على صحة القلب والكلى وجميع أعضاء الجسم.

الصوديوم

لا شك أن الصوديوم يزيد من الضغط على الكلى كما يتسبب في رفع ضغط الدم مما ينتج عنه مشاكل في القلب والشرايين، لهذا لابد من تحديد كمية الصوديوم على حسب حالة الضغط وصحة القلب.

وفي الغالب تكون كمية الصوديوم المسموحة للمريض لا تتعدى 2 إلى 3 جرام في اليوم الواحد، أما إذا كانت الحالة تعاني من احتباس السوائل أو هناك ضغط دم مرتفع فعندها لا تتعدى كمية الصوديوم في اليوم الجرام الواحد.

السوائل

في المراحل الخطيرة من الفشل الكلوي يتم التقليل من المياه والسوائل وخصوصاً إذا كانت الحالة تعاني من سوائل في الجسم وضعف في القلب.

ومما سبق نستنتج أن على مريض الفشل الكلوي الإهتمام والعناية بما يتناوله حتى يتمكن من السيطرة على حالته المرضية، وعدم تطور حالته إلى حالة حرجة والوقاية من الأعراض الجانبية التي قد تلحق به نتيجة الضغط على الكلى في حالة عدم الاهتمام بالتغذية المناسبة.

فشل كلوي في المرحلة الأخيرة وعلاجه

يتم تشخيص المريض على أنه مريض فشل كلوي عندما تعمل الكلي بنسبة أقل من 10 إلى 15 % من المعدل الطبيعي، وعندها تعجز الكلى عن التخلص من السموم والفضلات بنفسها دون التدخل الطبي.

بحيث لا تستطيع التخلص من الفضلات والسوائل من تلقاء نفسها، وعندها سيتم اللجوء إلى إحدى الخيارات العلاجية التالية:

غسيل الكلى

يعمل غسيل الكلى في حالة الإصابة إصابة الإنسان بمرض فشل كلوي على مساعدة الكلى في التخلص من السموم الموجودة في الجسم، من خلال الآلات والأجهزة التي تستخدم لهذا الغرض.

وهناك نوعان للغسيل الكلوي وهما كما الآتي:

غسيل الدم (Hemodialysis): يحدث من خلال تحويل الدم إلى جهاز خارجي، حيث يتم تصفية الدم قبل إعادته إلى الجسم.

ويتم غسيل الكلى عن طريق الدم من خلال محاكاة الكلى أثناء القيام بتنظيف الجسم وتنقيته من الفضلات والسوائل الزائدة.

حيث يقوم الجهاز المستخدم في الغسيل الكلوي برش كمية صغيرة من الدم حتى يسمح للفضلات والسوائل بالخروج من الدم إلى سائل آخر يسمى ديالى.

تستغرق جلسة غسيل الكلى حوالي أربع ساعات وفي الغالب يحتاج المريض إلى زيارة مركز غسيل الكلى ثلاث مرات أو مرتين أسبوعيا.

وقبل البداية عمل الغسيل الكلوي يقوم الطبيب بإعداد وصلة تساعد على خروج الدم ودخوله إلى جسم المريض من خلال عدة طرق مثل إستخدام ناسور شرياني وريدي، أو إستخدام وعاء دموي الصناعي يقوم بالربط بين الشريان والوريد، أو إستخدام القسطرة في حالة علاج الشخص المصاب بمرض فشل كلوي عن طريق غسيل الكلى.

غسيل الكلى البريتوني

يتم في هذا النوع من الغسيل الكلوي ضخ سائل غسيل الكلى في مكان فارغ داخل بطن المريض، ويتم السحب الفضلات الموجودة بالدم عند مرورها خلال الأوعية داخل البطن.

زراعة الكلى

إحدى الطرق الفعالة التي تستخدم في علاج الشخص المصاب بمرض فشل كلوي هي زراعة الكلى حيث يتم استبدال الكلى المريضة بكلية أخرى سليمة عن طريق عملية جراحية.

يتم الحصول على الكلية السليمة من خلال المتبرعين الأحياء أو الأشخاص المتوفين، وتستطيع الكلى المزروعة أن تقوم بجميع وظائف الكلى بشكل طبيعي.

ويخضع المتبرعين للعديد من الفحوصات حتى يتم التأكد من أن الكلى تناسب الشخص المريض ، والتأكد أيضاً من عدم وجود أي أمراض معدية أو حدوث أي مضاعفات أخرى.