فيرونا هي إحدى المدن التاريخية التي قد تميزت بكونها واحدة من المدن المحصنة بشكل مميز بالإضافة إلا أنها تحتوي على الكثير من النصب التذكارية التي ترجع للعصور الوسطي فأنشأت في القرن الأول قبل الميلاد.

كما أن مدينة فيرونا قد عرفت خلال الفترة التي كانوا يقومون فيها بأعمال التوسع تحديداً ما بين القرن الثالث شر والرابع عشر وبعد توسع فيرونا الأول بعهد سكاليجر أعيد تشكيلها مرة أخري بالجمهورية البندقية.

معلومات عن مدينة فيرونا

تتواجد تلك المدينة تحديداً في شمال إيطاليا فهي تقع في إقليم فينيتو، وصل عدد سكانها لحوالي 264. 296 نسمة.

يصل ارتفاع فيرونا لحوالي تسعة وخمسون متراً فوق سطح الماء بأعلى جبال ليسيني فهي تطل مباشرة على نهر الأديجي.

يحيط نهر أديجي بكلا من المنطقة القديمة وأيضا مركزها في المدينة الجديدة من كل الاتجاهات.

أدي وقع كلا من فيرونا القديمة ومركزها بوسط النهر حدوث فيضانات معتادة حتى عام 1956م الذي شيدت فيه مصارف مائية أبرزها نفق موري توربولي.

تجذب فيرونا ملايين السياح؛ حيث أنها تحتوي على مجموعة نادرة من النصب التذكارية بمختلف العصور حتى عصور النهضة الأوربية.

قامت منظمة اليونسكو بوضعها على قائمة التراث العالمي لكثرة ما تحتوي على من نصب ووثائق تاريخية هامة.

تمثل مدينة فيرونا أهمية كبري بين دول العالم فهي مدينة تاريخية واقتصادية كما أنها تمتلك موقع جغرافي مميز.

اشتهرت المدينة بفنها وأيضا تنفيذ وبث فاعليات الاحتفالات السنوية  التي تقام بها كموسم الأوبرا الأرينية.

تضم فيرونا الكثير من الأماكن السياحية التي حازت على إعجاب الكثيرين فمن أشهر المناطق بها هي أرينا فيرونا.

تحتوي المدينة أيضا على منزل جولييت الذي يعد من أهم الأماكن السياحية بالإضافة لبعض المعالم  من مختلفة العصور.

أصل تسمية المدينة بهذا الاسم

لم يتم التوصل للأصل من تسمية فيرونا بهذا الاسم ولكن مع تطور الأوضاع ومع الوقت تم إرجاع سبب تسميتها لبعض الفروض.

تتوجه بعض الفروض التي تناولت مسمي تلك المدينة بهذا الاسم قد يرجع إلى البندقية أو أنه قد يكون في الأصل من مدينة الغال.

يمكن أن نقول أن تلك الفرضية يمكن أن تكون مرتبطة بسابقتها ولكن تميل لدعم أن الاسم قد يوجد بالأسماء الخاصة بمدينة الغال.

توجد أيضا بعض النظريات التي تقول أن اسم فيرونا في الأصل قد تم أخذه نقلاً من قبائل الأتروسكان.

بعد تداول هذه النظرية على نطاق واسع فقد تم البحث أكثر إلى أن هناك مكان يقع على مسافة قريبة من لمبوركيو.

فإن توسكان المدينة التي تحتوي على مكان يسمي فيرونا إلى جانب ذلك فإن هناك مكانان يطلق عليهم نفس الاسم.

يرجع استخدام هذا الاسم إلى وجود أشخاص يحملونه ففي الغالب قد يكونوا من أصول الأتروسكان.

توجد أسطورة متداولة منقولة عن جالفانو فياما المؤرخ المعروف أن الزعيم المجهول الذي أسس مدينة فيرونا يمكن أن يكون هو نفسه الذي أطلق اسم روما.

فأنه يمكن أن يكون قد قام باستخدام فروما للإشارة لكلمة روما أو الملعونة حتى قد زاد عدد سكان المدينة حتى أنه قد قام بإطلاق فيرونا عليها.

تاريخ فيرونا المعاصر

قام نابليون بونابرت بتسليم مدينة فيرونا للنمساويين وفقاً لشروط معاهدة كامبوفورميو بعد ثورة الشعب ضد سيطرة الفرنسيين.

أظهر سكان المدينة مدي صلابتهم في صد الضربات الموجهة لهم من مدافع الاحتلال الفرنسي.

بعد مقاومة سكان فيرونا وحصارهم للجنود الذي قد وصل عددهم لحوالي ألف وخمسمائة جندي توفي منهم.

تم تقسيم فيرونا حسب ميثاق لونا فيللي الذي قد قام بتحديد الجزء الأيمن للفرنسيين والأخر قد سمي بفيرونا الصغيرة.

اطلق للنمساويين على المدينة اسم فيرونيتا حتى تغير الوضع في عام 1866م بعد إقامة مؤتمر القمة الاستراتيجية بمنطقة الكوادريلاترو.

قامت فيرونا الإيطالية بفرض سيطرتها على إقليم فينيتو فيما بعد الحرب الاستقلالية الثالثة لإيطاليا.

بعد فترة من الهدوء الذي قد ساد البلاد تغير وضعها الاقتصادي وحدثت أزمة استمرت حتى بعد توقف الحرب العالمية  الثانية.

كانت تلك الأزمة هي السبب الرئيسي في قيام المواطنين من فيرونا بالهجرة منها، كما أنها قد تعرضت لفيضان تريمندا خلال عام 1882م.

غطت مياه نهر الأديجي مساحة ضخمة من المدينة لذا فقد تم بناء جدران موراليوني لحمايتها من أي فيضانات أخري.

بالرغم من أن خطوة بناء تلك الجدران تعد خطوة رائعة لحماية ولضمان استقرار فيرونا إلا أنها قد تنازلت عن كونها مدينة محاطة بالمياه.

أشهر المعالم السياحية بفيرونا

تمتلك فيرونا الكثير من المزارات السياحية التي قد حافظت عليها مما قد زاد من شهرتها بين المدن الإيطالية.

تعددت المعالم السياحية التي قد جذبت ملايين السياح لزيارتها ومن أبرز تلك المعالم:-

ساحة إربي تعد من أشهر الساحات بفيرونا فهي تقع بوسط المدينة ومحاطة بعدد كبير من الأماكن السياحية والقصور الفخمة.

مدرج فيرونا الروماني الذي قد بني بالقرن الثامن قبل الميلاد فهو تشابه إلى حد كبير مع مدرج الكولوزيوم فهو يستخدم لإقامة الفاعليات الخاصة بعروض الأوبرا.

يرجع تاريخ كنيسة سان زينو ذات البوابة البرونزية إلى القرن الرابع وقد استمرت بناء بعض أجزائها المتبقية على حسب الطراز الروماني خلال الفترة بين القرن العاشر والثاني عشر.

قلعة فيتشو يرجع تاريخ بنائها للعصور الوسطي، يضم المبني بداخله سبعة أبراج إلى جانب احتوائها على أربعة مباني مستقلة عن بعضها بالإضافة لأنها الآن تحتوي على متحف أثري.

بوابة بورتا بورساري الرومانية التي تقع بالجزء الجنوبي من مدينة فيرونا.

كنيسة الدومو الرئيسية التي زينت قديماً من الداخل بالكثير من الأحجار الكريمة النادرة والأشكال الفنية المميزة التي قد عرضت بها.

قوس سك اليجر يتكون من خمسة مقابر صممت وفقاً للطراز القوطي فهو يتواجد على مسافة قريبة من ساحة إربي، كما أن ملكيه تلك المقابر تعود للسكاليجر الذين يحكموا فيرونا قديماً.

اقتصاد مدينة فيرونا

تعتبر هذه المدينة من أبرز المدن الإيطالية التي قد اشتهرت بضمها للكثير من الأثار بالرغم من كثرة ما قد تعرضت له على مر العصور إلى أنها ظلت باقية.

وصل عدد سكان المدينة خلال عام 1971م حوالي 86.44 نسمة ومع مرور السنين وتغير الأوضاع السياسية والاقتصادية قد تأثر عددهم به.

فقد بلغ عدد سكان تلك المدينة ل 252.520 نسمة في عام 2011م، بالرغم من أن أغلب السكان الأصليين كانوا من أصل إيطالي إلا أن الأمر قد تغير الآن.

تأثرت نسبة السكان الموجودين في فيرونا خلال السنين الماضية وتغيرت معها تركيبتهم كنتيجة لهجرة سكانها.

استقبلت المدينة الكثير من المهاجرين خلال السنوات الماضية فعلى الأغلب أن السبب وراء قيامهم بالهجرة هو الفيضان.

فإن الفيضان قد تسبب في الكثير من المشكلات التي قد أثرت على عدد كبير من سكان فيرونا.

حتى أن أغلب السكان المهاجرون قد قرروا أن يعودوا للبلاد خصوصاً وأن مشكلة الفيضان قد تم التعامل معها من خلال شق مصارف.

إلا أن البعض أكدوا أنها جاذبة للسكان وللاقتصاد فقد حدد الإحصائيات الأخيرة التي قد تمت عام 2005م نسبة السكان الأصليين.

ذكر التقرير الذي قد نشر بعد القيام بالإحصائية أن أكثر من سبعة بالمائة من غير المواطنين ذوي الجنسية الإيطالية.

فإن أغلب السكان الموجودين على أراضي مدينة فيرونا من أصول إفريقية وأوروبية تحديداً الشمال وأيضا من جنوب آسيا.