تمثال صغير بحجم كف اليد عثر عليه علماء الأثار في فيلندورف بألمانيا، التمثال يعود تاريخه لما بين 24 ألف سنة إلى 22 ألف سنة قبل الميلاد..
قطعة أثرية لآلهة الجمال والخصوبة عند شعوب قديمة سكنت ألمانيا في العصر الحجري.
الغريب في فينوس الألمانية هي أنها سمينة للغاية بالكاد تظهر أي ملامح لها باستثناء الثدي والبطن المترهل والفخذ الضخم، حتى أصبحت تلقب بـ"فينوس السمينة"، الأمر الذي يشير إلى أن هذه الشعوب كانت تقدر المقاسات الكبيرة كعلامة على الخصوبة والجمال والإثارة الجنسية.
لو كنا ذكرنا اسم "فينوس السمينة" كتسمية شبه ساخرة للألهة الألمانية، فكيف الحال عندما تدرك أن فينوس الأصلية الإغريقية هي أيضا بدينة بحسب معاييرنا الحالية، ولو كانت امرأة حقيقية فمن المستبعد أن تكون عارضة أزياء مثلا.
معظم التماثيل الإغريقية تظهر فينوس ممتلئة الجسم في منطقة البطن والذراعين والفخذين وليست بجسم أملس مسطح كما نعتقد.
من أشهر القصص التي تتحدث عن معايير الجمال لدى العرب قديما قصة تقول إن عبد الملك بن مروان استشار يوما أعرابيا في وصف النساء فقال له الأعرابي "خذها يا أمير المؤمنين ملساء القدمين، ودَرْمَاء الكعبين، ومملوءة الساقين، وجمّاء الركبتين، ولفّاء الفخذين، وناعمة الأليتين، ومهضومة الخصرين، وملساء المتنين، ومشرفة، وناعمة، وفعمة العضدين، وفخمة الذراعين، ورخصة الكفين، وناهدة الثديين، وحمراء الخدين، وكحلاء العينين، وزجّاء الحاجبين، ولمياء الشفتين، وبلجاء الجبين، وشمّاء العِرنين، وشنباء الثغر، وحالكة الشعر، وغيداء العنق، وعيناء العينين، ومُكسّرة البطن".
كذلك تظهر نفس المعايير في قصائد امرؤ القيس وكعب بن زهير وعمر بن أبي ربيعة.. هذه المعايير ظلت موجودة أيضا لدى العرب وانتقلت إلى العثمانيين.
عندما بدأت أوروبا في إعادة إحياء الفن الإغريقي في عصر النهضة، كان من الطبيعي أن تظهر فينوس مرة أخرى.
لكنها ظهرت في إيطاليا شقراء شديدة البياض وممتلئة ولو بشكل أقل من السابق في لوحة ميلاد فينوس..
وظلت هذه هي المعايير المعتادة للجمال في أوروبا مرورا بالعصر الفيكتوري، حتى تغير الأمر فجأة وأصبحت النحافة هي المعيار
الإجابة كانت في القرن العشرين .. ففي نهاية العقد الثاني من القرن العشرين بدأت النساء تنزل حقل العمل وتبحث عن وظائف وقت الحرب العالمية الأولى.
وبمجرد انتهاء الحرب في 1918 أصبح المجال مفتوحا لدعوات المساواة بين الجنسين سواء في الموضة أو في شكل الجسم. فلم يعد الجسم الممشوق النحيف مطلوبا في الرجال فقط بل في النساء أيضا.
وفي العشرينات كانت أغلب الفساتين مصممة لكي تتمرد على الصورة التقليدية، بحيث تبدو جميلة إن كان الجسم نحيفا والثدي والوسط صغيرين.
وفي الواقع لم يعد الجسم الممتلئ موضة وعلامة على الجمال والإثارة إلا في مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي وبشكل مؤقت، والسبب في ذلك كان الازدهار الاقتصادي في أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية الذي جعل النساء يملن إلى للمنزل مرة أخرى، في تلك الفترة Baby Boom كان إنجاب الأطفال لتعويض المفقودين في الحرب أحد أبرز الاهتمامات الأسرية.
ولذا ليس من الغريب أن تكون مارلين مونرو أكثر امتلاء هي رمز الجمال في تلك المرحلة، رغم أن صورها في الأربعينات وسنوات ما قبل الشهرة كانت نحيفة.