تضم إيطاليا عدد كبير من المدن الجميلة، ولكن مدينة فينيسيا أو ما تعرف باسم البندقية هي من أجمل المدن التي يمكن أن تراها لما تتميز به من طبيعة خلابة، ومناظر رائعة تتمثل في الجزر المترابطة من خلال الجسور المائية.
ويمكنك الاستمتاع بهذا القدر من الجمال بالتجول وسط هذا المنظر الرائع عن طريق القوارب، بالإضافة إلى التفاصيل المعمارية الخاصة بها ولن ننسى المكانة الثقافية للمدينة.
من المعروف أن فينيسيا هي عاصمة مقاطعة فينيسيا، وقد قامت المدينة عام 800 قبل الميلاد وكان لها طبيعة نهرية يكثر بها وجود المستنقعات.
وقد وجد بها عدد من التجمعات البشرية المعتمدة على الصيد بريًا وبحريًا، وقبل ظهور الحضارة الرومانية وبالتحديد في عهد الفينيقيين كان هذا النوع من الحضارات ذات قيمة خاصةً بالنسبة لمنطقة شعبها يعتمد على الصيد ومجموعة أنشطة بسيطة متعلقة بالتجارة.
كما أنها كانت مركز تواصل جيد بالنسبة للتجارة من خلال ربطها بوسط وغرب أوروبا، وبعد قدوم الرومان زادت أهمية الموقع وفي عام 548 م دخلت المدينة ضمن كسرخسية رافينا البيزنطية.
أما عام 641 م تحول مركز الحكم إلى جزيرة من جزر المدينة، بعد ذلك قام دوق البندقية بعقد تحالف مع دولة إيطاليا وبعد ذلك تولى الملك بيبين الحكم.
وفي ما بعد ذلك تقدمت المدينة من حيث الوعي القومي والنشاط التجاري، وتحولت طريقة اختيار الدوق إلى نظام انتخابي وتم ذلك في القرن التاسع ميلاديًا.
أما في المدة بين 1140 م إلى 1160 م تحولت كليًا إلى نظام الجمهورية، وبذلك سحبت امتيازات الدوق وانتقلت الصلاحيات إلى البلدية.
وبعد تبادل حكم المدينة بين عدة دول مثل تركيا واليونان والنمسا أخيرًا أصبحت فينيسيا تابعة لدولة إيطاليا وذلك عام 1866 م.
و يرجع تسمية مدينة فينيسيا باسم البندقية لتلك الفترة التي كانت ترجع فيها السلطة ليد الدوق.
وسميت في هذا الوقت بإسم الدوقية وكالعادة وصف الوالي المدينة بأنها الأفضل وباللغة الإيطالية تعني (BUON) وتنطق بون.
وبشكل مركب أصبحت بون دوقية ثم أختصر الاسم ليكون البندقية
مدينة فينيسيا هي عاصمة إقليم فينيتو تقع في الجزء الشمالي من إيطاليا، بالتحديد في شمال غرب البحر الأدرياتيكي.
وتمتد على عدد من الجزر الواقعة في بحيرة البندقية التي تصل مسافتها إلى 51 كم من الشمال وحتى الجنوب بدءً بمدينة جيسولو إلى كيودجا.
وتقع المدينة على بعد من سطح البحر يصل إلى ما يقارب 5 م، ويتمثل مركز المدينة في مدينة ريالتو وهي أعلى نقطة بها.
ويوجد بالمدينة فاصلاً طبيعيًا بينها وبين البحر يتمثل في جزيرة ليدو وطولها يبلغ 13 كم، كما تحتوي على مجرى مائي كبير يشكل قناة تقسم المدينة لنصفين.
أما فلكيًا فتوجد البندقية على خط طول 12.33 ودائرة عرض 45.44 و هما متقاطعان معًا.
تتمتع فينيسيا بمناخ قاري يميل إلى الاعتدال، حيث أن فصل الشتاء فيها ذات جو متوازن ما بين البارد والرطب، وتبلغ مدة فصل الشتاء حوالي ثلاثة أشهر بدايةً من شهر ديسمبر وصولاً إلى فبراير.
ويمكن رؤية الضباب في هذا الفصل بشكل معتاد، كما يسقط القليل من الثلج بسبب الرياح الباردة التي تهب أثناء الفصل، وتدعى رياح بورا.
أما فصل الصيف يبدأ شهر يونيو وينتهي مع نهاية أغسطس، ويمتد أيضًا لثلاثة أشهر ويكون الجو في هذا الوقت حار والشمس ساطعة.
مع وجود نسيم رطب تدفعه أمواج البحر الأدرياتيكي، وقليلاً بل نادرًا أن ترتفع الحرارة إلى 35 درجة.
بينما فصل الخريف ويبدأ من سبتمبر حتى نوفمبر ويبدأ الجو في هذه الفترة بنسائم لطيفة وأحيانًا تأتي فترات مشمسة، كما يمكن أن تسقط الأمطار في أماكن متباعدة، وفي أواخر الفصل يتحول الجو ليكون باردًا.
وأجواء فصل الربيع تكون غير مستقرة إلى حد كبير حيث توجد أيام ممطرة وأيام مشمسة، وإذا رغبنا في تقدير مستوى الأمطار سنويًا في المدينة يقدر بحوالي 750 ملم.
يصل عدد سكان مدينة فينيسيا إلى 270.884 نسمة مقارنةً بمساحة المدينة التي تبلغ 414.57 كيلو متر مربع.
فإن كثافة الأفراد تكون حوالي 630 فرد في كل كيلو متر مربع، ويسود هذا العدد من السكان أتباع الديانة المسيحية.
وينقسم عدد سكانها إلى نسبة 47.4٪ من الذكور و 52.6٪ من الإناث، أما من هم دون عمر الثامنة عشر عامًا فتصل نسبتهم إلى 14.36٪.
ولذلك فإن متوسط الأعمار فيها هو 46 عام، وكل هذا يضاف اليه عدد وفير من السياح التي تتوافد للمدينة طوال أشهر السنة.
كونت المدينة إقتصادها في القدم من خلال الصيد البري والبحري والإتجار في ما يصطادونه، وبعد ذلك بدأت المدينة في التطور والقيام بتصدير عدد من المنتجات عدة دول حول العالم.
كما ازدهرت الصناعة من حيث الأدوات البحرية، بالإضافة إلى عدد من المنتجات فائقة الجودة مثل الأثاث والأواني والمنسوجات وما إلى ذلك.
والجدير بالذكر هي ميناء المدينة التي شاركت في رفع قيمة اقتصادها عبر شحن المنتجات والمصنوعات.
وأيضًا مارس السكان جزءً من الأنشطة الزراعية، ولكن الجانب الأكبر في اقتصاد المدينة تقدمه السياحة، لما تزخر به المدينة سنويًا من أعداد كبيرة من السياح والزائرين.
تتمتع مدينة فينيسيا بقدر كبير من المعالم السياحية التي يغرم بها السائحون، ويأتون إليها من كل أنحاء العالم.
حيث أن المدينة يمكن أن تستقبل ما يصل إلى 13 مليون زائر سنويًا، وتتميز المدينة بإسلوب معماري مميز، كما تضم 113 جزيرة متصلة مع بعضها البعض بعدد من الجسور المائية تصل إلى 400 جسر.
وبين الجُزر حوالي 170 مجرى مائي في شكل قنوات على جانبيها عدد من الفنادق الجميلة، ولعل أفضل ما يوجد وسط كل هذا هو التنقل بالقوارب الصغيرة.
وهي وسيلة التنقل الأفضل والأروع بها، ومن ضمن الخصائص التي تعمل على جذب السياح لها هو المناخ المميز الذي يسود المدينة طوال شهور السنة.
علاوةً على ذلك قيام المدينة بتنظيم المهرجانات والإحتفالات، ومن أهم المعالم السياحية التي توجد هي:
تأسس الجسر عام 1588 وهو من أبرز معالم فينيسيا ويوجد أعلى القنال الكبير، وتم تصميمه في هيئة قوس كبير.
حيث تستطيع القوارب العبور أسفله، ويمكن للزوار التنقل بين السوق الذي يقام فيه وشراء أجمل الهدايا منه.
تتميز بتخطيط معماري جميل على النمط البيزنطي، وتضم عدد من المنحوتات والفسيفساء المتداخل بالذهب وأثار ومجوهرات.
ويمكن التمتع بمنظر أسراب الحمام الرائعة، كما أن حولها عدد من المطاعم المميزة.
إذا رغبت في ممارسة السياحة الثقافية يجب عليك رؤية هذا المتحف، لأنه يحتوي على أعمال فنية ولوحات يعود أصلها لأكبر الرسامين.
وبها مجموعات من الأثار التي توضح التاريخ القديم للمدينة بالتتابع الزمني الشيق.
يصل عمر هذا البرج إلى 1000 عام وهو أحد أبرز المعالم بالمدينة، كما يستطيع السائحون صعوده ليستمتعوا برؤية مساحة كبيرة من المدينة من الأعلى ويلتقطون عدد من الصور الجميلة.
يوجد بها عدد من الشواطئ ويتم دخول جميعها مجانًا، كما يمكنك داخلها التسوق من المحلات التي تسوق أفضل الماركات.
وتناول الطعام في مطاعم فائقة الجودة، والمكوث في فنادق ذات خدمة مميزة.
نسخة للطباعة