قصر البارون أحد المعالم الأثرية القديمة. يطل القصر على شارع العروبة في شرق صحراء القاهرة؛ بني على طراز هندوسي أوروبي؛ لذا فهو من أعظم الآثار المعمارية في مصر.
سمي القصر باسم صاحبه البلجيكي (البارون إدوارد إمبان) واتخذه مقرًا له، حتى أصبح القصر ملك للحكومة المصرية.
انتشرت الكثير من الأساطير حول القصر بظهور الأشباح به، حيث ارتبط قصر البارون بقضية عبدة الشيطان عام 1997 م.
قصر البارون واحدًا من أهم الآثار المعمارية القديمة، كان ملكًا للبلجيكي( إدوارد إمبان) الذي كان له الفضل في تعمير صحراء مصر بعد مجيئه إليها من الهند؛ عقب افتتاح قناة السويس في أواخر القرن 19.
لشدة تعلقه بمصر قرر إنشاء مشروع هليوبوليس السكني؛ وبنى قصرًا بها على طراز هندي أوروبي شاهده في معرض بباريس عام 1900م للمعماري (ألكساندر مارسيل).
استوحى بناء القصر من معابد أوديشا الهندية و معبد أنغكور وات كمبوديا، أما عن زخرفة القصر فكانت على يد الفنان (جورج لويس كلود).
عام 1906م بدأ البناء في قصر البارون الذي بني على صخرة عالية في القاهرة، واستمر البناء حتى ثلاثة سنوات، وفي عام 1911م افتتح القصر.
القصر موجود حاليًا في القاهرة بشارع العروبة بأرقى منطقة في مصر الجديدة، وأصبح مزارًا سياحيًا نظرًا لقيمته المعمارية والأثرية.
وقد تم بناء القصر على مساحة 12.5 ألف فدان.
(إدوارد إمبان) أحد المهتمين بالحضارة المصرية، ولشدة حبه لمصر كان وصيته أن يدفن في مصر حتى وإن مات خارجها.
حاول إدوارد أن يخصص لنفسه مكان في مصر فاختار مكانًا في الصحراء بالقرب من القاهرة، واشترى فدان الأرض بها بجنيهًا، ثم بنى القصر داخل مدينة هليوبوليس وبالعربية تعني (مدينة الشمس).
ولشدة افتقار المنطقة للمواصلات والخدمات العامة كلف المهندس (أندريه برشلو) بربط مدينة هليوبوليس بالقاهرة عن طريق عمل خط مترو كبير.
كما بنى العديد من المنازل حول القصر بتصميم بلجيكي، وبنى فندق هليوبوليس القديم وهو من أكبر الفنادق الأثرية.
عند زيارتك قصر البارون فتجد أنه صمم من الداخل على الطراز الأوروبي.
دهن القصر من الخارج باللون البني المحروق الذي جعل له مكانة عالية بين مباني المنطقة.
يتكون القصر من سبعة حجرات تدخل بهم الشمس.
قصر البارون به طابقين وقبو:
يتكون من صالات لإستقبال الضيوف، وغرفتين للضيافة، وغرفة صممت للعب البلياردو.
يوجد في القاعة اليسرى للطابق الأرضي مدفأة فوقها ساعة عتيقة لحساب الوقت بالتفصيل (بالسنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية).
فهي مقسمة إلى لونين أبيض دليل على النهار، وأسود دليل على الليل، كما توضح اتجاه وجه القمر، وتوضح درجة الحرارة.
موجود به أربعة غرف نوم لكل منهم حمام خاص.
يمكنك صعود السلم الخشبي الحلزوني المزين بالورد لتصل إلى سطح القصر الذي خصص للحفلات، فتجده مزين بالرسوم والنباتات.
وقد كان مخصصًا للخدم، يوجد به المطبخ، وغرف للنوم، وحجرات التخزين.
جدران القصر رسم عليها جماجم، وبعض الطلاسم غير المفهومة، وصور لأشخاص يحملون السيوف.
يوجد برج مراقبة ما خارج القصر فهو يدور كل ساعة.
تصل إلى الكنيسة الملحقة بالقصر من خلال سراديب موجودة داخله.
نجد على جانبي القصر من الخارج تماثيل الأفيال ليكون على الطراز الهندي، ونوافذه مرتفعة كأن الأفيال تحملها، مزينة بتماثيل من المرمر و حولها قوالب زخرفية.
كان القصر متحركًا؛ فقد تم بناءه على عجلات، واستخدم رولمان بلى وصب فوقه الخرسانة المسلحة، إلا أن هذه العجلات صدأت مع عوامل الجو ولم تتحرك الآن.
أما الأرضيات فهي من الباركيه والرخام و يغطيها سجاد تركي.
توجد حديقة حول القصر خصصت لزراعة الموالح، كما يوجد ملحق صغير بجانب القصر.
توفي إدوارد إمبان في 22 يوليو عام 1292م، ومنذ ذلك الوقت توارثت عائلته القصر.
وبسبب ما أحدثوه من مشاكل أدت إلى تخريب الحديقة ترك القصر مهجورًا عدة أعوام، ثم عرضوه للبيع في مزاد ووصل ثمنه إلى مائة وستين ألف جنيه مصري.
بعد مرور ما يقارب الخمسين عام عقد المهندس ( محمد إبراهيم سليمان) إتفاق مع جان إمبان حفيد (إدوارد إمبان)، بإعطائه قطعة أرض في القاهرة قدر ثمنها مائة وخمسة وعشرين مليون جنيه مصري ليستثمر فيها.
قامت الحكومة المصرية في عام 2005م بشراء قصر البارون وضمه إلى وزارة السياحة والآثار، التي رممته في عام 2017م ليكون قصر للرئاسة أو متحفًا، وافتتح في عام 2020 م.
المرة الأولى عندما فرضت الحراسة على أملاك البلجيكيين في عام 1961 م لجرد مشتملات القصر.
المرة الثانية: صور به فيلم (الهارب) بطولة الفنانة شادية والفنان حسين فهمي.
والمرة الثالثة: تم تصوير كليب للفنان محمد الحلو.
المرة الرابعة: صور به مشاهد لفيلم (آسف على الإزعاج) للفنان أحمد حلمي والفنانة منة شلبي.
استمر قصر البارون منغلقًا لعدة سنوات؛ لذا دارت عنه العديد من الأساطير فقيل أنه أصبح مكان تسكنه الشياطين.
فأكد البعض أنهم يسمعون صوت تحريك الأثاث في وقت متأخر، وأن ساحة قصر البارون الخلفية يضئ نورها وينطفئ فجأة.
وذكر كتاب (أشهر الأماكن المسكونة) أنه في عام 1982م انبعث دخانًا من الغرفة الرئيسية للقصر.
ثم انتقل إلى نافذة برج القصر واشتعلت النيران، و انطفأت فجأة دون تدخل أحد.
ويؤكد البعض أن ما يحدث يكون في الليل، ولا يسمح لأحد الدخول في القصر.
يقال أن السبب وراء هذه الحكايات وجود غرفة ببدروم القصر (الغرفة الوردية) المخصصة لأخت البارون (هيلانة)، التي سقطت من شرفتها وماتت على الفور.
وتلك كانت القصة الأولى عن الأشباح الموجودة في تلك الغرفة في القصر.
يحكي بعض المتسللين إلى القصر أن المرايا الموجودة في الغرفة تظهر باللون الأحمر في بعض الأوقات، واكتشف أنه لون دم.
كما يشير البعض عن صدور صوت شجار ما بين إدوارد إمبان وأخته التي دفن جثمانها في الصحراء الجديدة.
واعتقد البعض أن إدوارد إمبان كان يريد الاعتذار لأخته (هيلانة) عن عدم استطاعته لإنقاذها، فنجح في تحضير روحها إلا أنها لم تقبل الاعتذار؛ ما أدى إلى اكتئابه ومات في بلجيكا، ودفن في كنيسة البازيليك التابعة للقصر.
يقال أيضًا أن زوجة البارون توفيت عند ركوبها مصعد الطعام، وحشر جسدها به وقطعت رأسها وماتت على الفور.
وحكى البعض عن ظهور شبح الكسندر مارسيل المهندس المصمم للقصر، فكان يريد بناء قصر مشابه لتلك القصر فقتله البارون.
يرجع السبب وراء قصة عبدة الشيطان في قصر البارون إلى ابنة صديقة البارون (سيلفيا)، التي كانت من عبدة الشيطان وكانت صديقة ابنته.
فأهدتها لوحة لصليب مقلوب وذلك رمزًا لعبدة الشيطان، ووافقت على ممارسة الطقوس معها.
إلى أن وصلت ابنة البارون إلى التاسعة عشر من عمرها، وألقت نفسها من شرفة غرفتها.
في عام 1997م تسلل عدد من الفتيات والشباب في الليل إلى قصر البارون، و أقاموا حفلة موسيقية صاخبة واستمروا يرقصون طوال الليل.
الأمر الذي فزع منه الكثير فأبلغوا الحكومة وانقلبت إلى قضية رأي عام.
وعرفت (بقضية عبدة الشيطان) وبعد الحكم بها لم يسمع مرة أخرى عن مثل هذه القضية.
نسخة للطباعة