قصر يلدز يعد واحد من أشهر القصور والمعالم السياحية في العاصمة التركية اسطنبول، ويأتي إليه السياح والزوار من كل صوب وحدب.

وسوف نتعرف في هذا المقال على تاريخ هذا القصر ونشأته، وأهم الأنشطة والمعالم السياحية الموجودة به.

معلومات عن قصر يلدز

يعتبر قصر يلدز واحد من أشهر القصور على الإطلاق في مدينة اسطنبول، يتميز بالفخامة والرقي والعظمة.

نالت الأركان الداخلية للقصر اهتمام شديد وبالغ في العمارة والتصميم، لا سيما الصالات الخاصة باستقبال الضيوف أو صالات الطعام، فهي تتميز بطابع من الرقي اللا متناهي والفخامة الرفيعة.

نجد أن الأسقف تم تصنيعها من ألواح ذهبية رائعة، والأرضية الخاصة بهذه الصالات تم تصنيعها على الطابع الغربي فالأرضيات من الباركيه.

كما أن المفروشات أيضًا سواء كانت مفروشات الأراضي أو السفرة وغرف الطعام، فهي عبارة عن مزج رائع بين المفروشات التركية الأصيلة والرائعة والمفروشات الأوروبية بطرازها الحديث.

لتخرج لنا لوحة فنية رائعة من المفروشات المزينة بحبات من اللؤلؤ الصدفية الصغيرة.

كل ما بداخل القصر يمتاز بالفخامة والإبداع ويستحق الزيارة والمشاهدة.

موقع ومساحة القصر

يقع قصر يلدز في تركيا في إحدى الحدائق الشهيرة بالعاصمة اسطنبول ويطلق عليها حديقة يلدز.

ويقع تحديدًا على أعلى قمة إحدى التلال المنحدرة، مطلًا على البوسفور وهو أحد المضايق بتركيا.

كان هذا القصر قديمًا بمثابة المقر الرسمي للحكومة العثمانية، كما كان يقيم به السلطان العثماني عبد الحميد الثاني حوالي 30 سنة.

يعد قصر يلدز مجمع كبير تبلغ مساحته حوالي 500 متر مربع، تم تصميمه بالكثير من الطرق المختلفة والمميزة.

أقسام قصر يلدز

تم تصميم هذا القصر بشكل فريد ليضم العديد من المباني المختلفة، وساعده في ذلك المساحة الشاسعة التي بني علىها القصر.

فهو يضم مجموعة كبيرة من المباني السكنية، والثقافية، والحكومية، والصناعية، كما يحتوي على الكثير من المتاحف والمسارح والأجنحة والمتاجر والمكتبات.

ويتكون قصر يلدز من 3 أفنية أساسية، وهما كما يلي:

الفناء الأول وهو يحتوي على مجموعة من المباني الخاصة بتقديم الخدمات الرسمية والعديد من الشقق، فهذا الفناء وهو بمثابة المركز الإداري الخاص بالقصر.

أما الفناء الثاني هو خاص بأسرة السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وحياته به، فكان يعيش به هو وعائلته لمدة 30 عام.

وكان يضم هذا الفناء حديقة خاصة بالسلطان والعائلة المالكة، ومبني خاص بحريم السلطان، ومسرح يلدز وجناح.

أما الفناء الثالث في القصر ويعتبر واحد من أكبر الأفنية الموجودة به فهو يتضمن الحدائق الخارجية الخاصة بالقصر، والواقعة على شاطئ البحر والمرتبطة بصقر تشيرغان ويطلق عليها اسم (حديثة قصر يلدز).

كما يضم القصر مجموعة متنوعة من المباني الأخرى الصناعية، مثل: (مصنع يلدز للبورسلين).

كما يحتوي على الكثير من الأجنحة كجناح مالطا، وجناح الخيمة، وجناح الشالية.

سبب التسمية

تم بناء القصر في إحدى الحدائق التي يطلق عليها حدائق يلدز، وتعود تسمية القصر بهذا الاسم نسبة إلى هذه الحدائق.

ومعني يلدز هو النجمة، ويقال إنه تم تسميته بهذا الاسم ليكون (قصر النجمة)، حيث بناه السلطان سليم الأول ليقدمه هدية إلى السلطانة الأم والدته مهريشة، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.

يقال أن بداية البناء كانت من عام 1875م، وبعض الأقاويل تشير إلى إنه تم بناء هذا القصر سنة 1790م.

ولكن الأقرب للصحة هو تم بناءه بين الفترة من عام 1875م إلى 1880م.

تاريخ بناء قصر يلدز

يقال إنه تم بناء القصر بين الفترة 1875م إلى 1880م أي في أوائل القرن 19 الميلادي.

وكان يعيش فيه لمدة 30 عام السلطان عبد الحميد الثاني وهو أحد سلاطين الدولة العثمانية.

المنطقة التي تم تشييد القصر علىها كانت عبارة عن غابات طبيعية، قبل أن يتم تحويلها بأمر السلطان العثماني أحمد الأول إلى ملكية إمبراطورية.

وقد اتخذها الكثير من سلاطين الدولة مكانًا مميزًا لقضاء الإجازة بها، ومن ضمنهم السلطان عبد العزيز، والسلطان عبد المجيد، حيث قاموا بتشييد العديد من القصور في تلك الغابات.

قام السلطان العثماني عبد الحميد الثاني في نهايات القرن 19 الميلادي بمغادرة القصر الخاص به (قصر دولما باهتشة)، تخوفًا من أن يهجم عليه البحر.

أعمال توسعة القصر

أمر السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وذلك عام 1890م بتوسعة قصر يلدز، حتى يتم استخدام مكانًا ومنزلًا للضيوف.

وطوال مدة حكم عبد الحميد الثاني تم اتخاذ هذا القصر مقر رئيسي للحكم في الدولة العثمانية.

تم القيام بأعمال جديدة من توسعة القصر وذلك عام 1898م، وذلك عندنا نزل به إمباراطور ألمانيا آنذاك ويليام الثاني.

وبسبب موفع القصر وما يتميز به من تصميم رائع وجمال فريد ورقي وفخامة كبيرة، تم اتخاذه لوقت طويل كمقر للحكم والإدارة بدلًا من قصر باهجة.

كما يضم القصر الكثير من الغرف الضخمة والأجنحة التي تتضمن غرف السلطان والحكام والأسرة الحاكمة من أمراء وأميرات.

كما يحتوي على الكثير من غرف الخدم والعبيد.

ويضم مجموعة رائعة من إسطبلات الخيل والحدائق، والقصر من الخارج يحتاج حوالي 30 دقيقة للتعرف على كافة المعالم الخارجية به.

أما من الداخل فتحتاج إلى وقت طويل لاستكشاف كل ما في القصر.

الأنشطة السياحية في قصر يلدز

يضم قصر يلدز العديد من الأماكن الرائعة ومنها المسارح ودار الأوبرا وغيرها الكثير، التي تمثل معالم جذب سياحي كبير.

كما يتضمن العديد من الأنشطة والمعالم السياحية الأخرى ومن أبرزها ما يلي:

جناح الشالية

من أثر الأجنحة شهرة بالقصر وتم تشييده على 4 مراحل فقد استغرق الكثير من السنوات، ويتميز بتصميمه الفريد والرائع.

كما يحتوي على سجادة ضخمة تصل مساحته إلى ما يزيد عن 400 متر مربع.

جناح مالطا

يوجد هذا الجناح في الجهة الشمالية التي تقوم بفصل قصر يلدز

ويتكون هذا الجناح من طابقين تم تخصيصهم للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني واستراحته، وسمي بذلك نسبة إلى حصار مالطا.

جناح الخيمة

يعود تاريخ إنشاء هذا الجناح إلى عهد السلطان عبد العزيز أحد سلاطين الدولة العثمانية آنذاك.

حيث أمر ببناء سجن كبير بداية من عام 1861م حتى عام 1876م، وقد تحول هذا الجناح فيما بعد إلى مطعم ومقهى.

دار الأوبرا ومسرح يلدز

يعود تاريخ تشييده إلى عام 1889م في عهد السلطان عبد الحميد الثاني.

كما تم تغطية سقف القبة بالكثير من النجوم الرائعة في إشارة إلى قصر النجوم.

والجدير بالذكر إن المقاعد الموجودة بالصف الأول لم يجلس علىها أحد إطلاقًا، لأنه لا يسمح أن يعطي أحد ظهره للسلطان.

متحف قصر يلدز

كان يستخدمها السلطان عبد الحميد الثاني ورشة نجارة خاصة به، وتحول في الوقت الحالي إلى مكان لعرض الكثير من التحف الفنية الرائعة.

مصنع البورسلين الإمبراطوري

هو مصنع خاص بصناعة وإنتاج السيراميك والخزف الذي يحمل الطابع الأوروبي، وكان يستخدمها فقط الطبقات العليا.

كما يقوم بتصنع الأطباق والمزهريات والأوعية وغيرها، وهو في تصميمه أقرب إلى قلعة أوروبية، ويرجع تاريخ إنشاءه إلى عام 1895م.

حديقة يلدز

من أشهر المعالم في قصر يلدز، وهي واحدة من أكبر الحدائق في تركيا على الإطلاق، وهي من الحدائق التاريخية.

كانت مخصصة قبل ذلك للأسرة الحاكمة وسكان القصر.

أما في الوقت الحالي فأصبحت واحدة من أشهر أماكن السياحة والنزهة في اسطنبول بتركيا.