تعد دولة قطر إحدى دول الخليج العربي، وهي عبارة عن شبة جزيرة تقع في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا عاصمتها هي الدوحة ومعناها الشجرة الكبيرة، وهي من الدول الإسلامية التي تسير على نهج الشريعة والقرآن والسنة، وتعد قطر من الدول مرتفعة الدخل، و هي من أكثر الدول المتقدمة من ناحية التنمية البشرية في العالم العربي وهذا ما أقرته منظمة الأمم المتحدة.
كانت دولة قطر ممتلئة بعدد كبير من السكان منذ عام 4000 قبل الميلاد، وهذا ما دلت عليه الحفريات والنقوش التي وجدت في قطع متفرقة من الدولة.
والتي اكتشفتها الرحلات الاستكشافية المختلفة وأقدم سكان الدولة كانوا عدة قبائل كنعانية، وذكر عنها أنها في قديم الزمان عرفت بتربية الإبل لدرجة أن الذبائح الجيدة دائمًا كان الناس ينسبوا أصلها إلى قطر.
كما اشتهرت بكثرة النخيل بها والثمار الطيب المذاق، بالإضافة إلى أسواق بيع النعام المتعددة.
وفي القرن الثامن عشر بدأ عدد من القبائل العربية بالانتقال إلى البلاد، وأشهرهم قبيلة العتوب.
وبعد أن توالى عدد من هذه القبائل ظهر الشيخ محمد بن ثاني ثم ابنه جاسم بن محمد الثاني الذي كان مساندًا له.
وبعد أن توفي الأب عام 1878م خلفه الابن الشيخ جاسم، ويعرف بأنه مؤسس دولة قطر، فقد عمل جاهدًا من أجل توحيد القبائل القطرية، ثم تصدى بقوة للإنجليز والعثمانيين.
واستقلت قطر جزئيًا عام 1868م، وذلك من خلال معاهدة محمد بن ثاني مع البريطانيين، وفي عام 1971م أصبحت دولة مستقلة تمامًا بفضل الشيخ جاسم.
كما ذكرنا أن دولة قطر عبارة عن شبه جزيرة، وتوجد بالكامل في جنوب غرب قارة آسيا.
تطل الدولة على الخليج العربي من ثلاث جهات شمال وشرق وغرب، أما من ناحية الجنوب تحدها المملكة العربية السعودية.
والجدير بالذكر أنها تقع في نقطة متميزة بين دول التعاون الخليجي وتمتد بطول ساحل يبلغ 563كم، وهذا الساحل كان له الفضل في تكوين ثروة الدولة في القدم لاعتماد أهلها على الصيد والحصول على كميات من اللؤلؤ.
أما فلكيًا فبها خط طول 35-25 وخط عرض 22-51 يمتد شمالاً وجنوباً، بينما المساحة الكلية للدولة تبلغ 11.610 كيلو متر مربع.
أما بُعديها فيقدر العرض بمساحة 80 كيلو متر، والطول يصل إلى ضعف عرضها أي 160 كيلو متر، وهذه المساحات للأبعاد جعلتها تبدو في شكل أقرب ما يكون إلى المستطيل.
ومن ضمن هذه المساحة التي تم تحديدها مساحة بحر “خور العديد” الذي يقع جنوب شرقها.
يميل مناخ دولة قطر إلى المناخ الصحراوي، فهي شديدة الحرارة وشمسها ساطعة في الصيف، أما في الشتاء فجوها معتدل إلى حد كبير.
وبسبب طبيعة السطح المستوية وصغر المساحة أصبح المناخ موحد في كافة أنحائها، وينقسم مناخها إلى موسمان موسم الشتاء وهو مدة ثلاثة أشهر حيث يبدأ في ديسمبر وينتهي في فبراير وموسم الصيف وهو سبعة أشهر بداية من إبريل وحتى أكتوبر.
ويفصل بينهم فترة شديدة الحرارة وفترة دافئة هم عبارة عن الأشهر الانتقالية بين الموسمين.
وصل تعداد سكان دولة قطر إلى ما يقارب 2,858,148 نسمة طبقًا لعام 2020 وتقسم هذه الكثافة إلى 248 فرد لكل كيلو متر مربع.
وتأتي الدولة في المركز التاسع والثلاثين من حيث عدد سكانها، ويتجمع أغلب أعداد السكان في المناطق الحضرية بنسبة 96.2٪ من العدد الكلي لسكانها، والنصيب الأكثر من التعداد يتركز في بلدية الدوحة والريان وتأتي الدوحة في المقدمة بعدد يصل إلى 796,947 نسمة.
وتزخر الدولة بعد كبير من المغتربين والعاملين الراغبين في الحياة الاجتماعية السهلة، وذلك لما تتمتع به من دخل مرتفع واقتصاد مزدهر.
ويكثر بها الجاليات من كل أنحاء العالم وبالأخص العالم العربي.
كان اعتماد سكان قطر قديمًا متوقف على صيد الأسماك وبيع اللؤلؤ، وكان هذا السبب الرئيسي وراء تكوين ثروة الدولة.
بالإضافة إلى رعي الإبل أما الأن فأصبحت تتمتع بمكانة اقتصادية عالية ودخل مرتفع، حيث أنها تتمتع بنسبة عالية من النفط والغاز الطبيعي.
فقد أصبح أغلب دخلها معتمدًا على الصناعات البتروكيماوية مما رفع من المستوى الاجتماعي والمعيشي للمواطنين.
والجدير بالذكر أن الدولة هي الأقل عالميًا في معدلات وضع الضرائب، أي أنه لا توضع ضريبة للدخل الخاص بالمواطنين.
كما أن نسبة البطالة تكاد تكون منعدمة فقد انخفضت في عام 2013 حتى وصلت إلى 0.1٪، ونص أحد قوانين الدولة على أن تقدر شراكة المواطنين في كافة المشروعات بالدولة بنسبة 51٪.
كما يشارك التصدير بنسبة جيدة من اقتصاد البلاد حيث تحتل المركز السابع والأربعين عالميًا، وأهم هذه الصادرات هي البترول بنسبة 48.8 ٪ ويليه النفط بنسبة 25.6٪، وتصدر لعدة دول مثل الصين واليابان والهند وغيرهم.
أما الواردات فأغلبها من الطائرات والمركبات والقوارب والمجوهرات، ويتم ذلك من فرنسا وألمانيا والصين وغيرهم.
كما تأتي للسياحة الداخلية دور في هذا الازدهار الاقتصادي حيث يوجد بالدولة مناظر جميلة وقلاع قديمة، عملت جميعها على تحريك السياحة الداخلية للبلاد.
ولن ننسى وجود عدد من الأسواق التجارية ويقام بها عدد من مهرجانات التسوق، وكل هذا جعلها ذات قيمة اقتصادية عالية.
يوجد بدولة قطر ما يؤهلها لأن تحظى بالجانب السياحي، ولها موقع مميز كما أن الطبيعة الصحراوية منحتها المناظر الخلابة.
بالإضافة إلى الميراث من التراث الإسلامي القديم والقلاع العريقة مثل قلعة الدوحة، وحصن الزبارة، حصن الشقب وغيرها.
وتحتوي أيضًا على عدد من المتاحف المختلفة ولا تقتصر السياحة فيها على المناظر القديمة، ولكن تظهر الحداثة عليها من حيث المباني شديدة الارتفاع والتكنولوجيا والفنون والأسواق والمهرجانات المختلفة.
ومن أهم المناطق السياحية في الدولة هي:
وهي تحتوي على مباني كثيرة تصل إلى 25 الف مبنى، كما يوجد بها حدائق ومطاعم، وتبلغ مساحتها 4 مليون متر مربع.
تضم الكثير من الأنشطة التي تدعم الثقافة وتقام طوال شهور السنة، وتنقسم إلى حفلات وعروض كما تهتم بالأنشطة الترفيهية المختلفة بها.
توجد في شمال غرب الدولة، وهي قلعة عسكرية بنيت في عهد الشيخ عبد الله بن جاسم أل ثاني عام 1938.
تحتوي على الأشغال الأثرية وتمتد داخل القلعة لمساحة تصل إلى 600.000 متر مربع، وبها القلعة المرممة.
يوجد السوق في العاصمة الدوحة وبالتحديد في وسط العاصمة وله شكل معماري قديم، والدال على هذا هي الأزقة شديدة الضيق والشكل القديم للمحلات.
ولكن حديثًا أضيف عدد من المحلات للسوق حاولوا بنائها وتشكيلها بمواد بدائية لتتناسب مع الشكل العتيق للسوق.
كما أن جميع منتجات السوق من الأشياء الشعبية مثل الملابس البسيطة والمنتجات اليدوية، وغيرها مما يتميز بالبساطة ويشجع الزوار على ممارسة نشاط التسوق.
تم افتتاحه عام 2008 فهو من المعالم السياحية الممتازة لمن يهتمون بالسياحة الثقافية، ومؤسسته هي فيرا سولومونز.
وكانت فكرتها تدور حول ترسيخ الحضارة الإسلامية وإبراز حضارة عمرها حوالي ألف عام، ويظهر المتحف أثار الفن الإسلامي لفترة زمنية طويلة.