الكبسولة غير المأهولة تابعة لشركة سبيس إكس المملوكة للملياردير إيلون ماسك.

الرحلة التجريبية كانت الأولى ضمن برنامج الطاقم التجاري التابع لوكالة ناسا (CCP) والتي تهدف للتعاون مع شركات خاصة لتوفير الوصول الآمن والاقتصادي إلى محطة الفضاء الدولية ثم وجهات أخرى في النظام الشمسي مستقبلًا.

وضمن برنامج الطاقم التجاري يصمم شركاء ناسا المركبات بأنفسهم دون تدخل من الوكالة، شرط الالتزام بالمتطلبات التي حددتها.

وحاليًا، تتشارك ناسا البرنامج مع سبيس إكس وبوينج، وفق عقد بقيمة 6.8 مليار دولار.

تعطل إطلاق ديمو 1 من كرو دراجون عدة مرات من مطلع يناير/ كانون الثاني حتى مارس/ أذار الجاري بينما كان الخلاف مستمرًا في العاصمة واشنطن بين الرئيس دونالد ترامب والمشرعين الديمقراط حول تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، ما أدى بالنهاية للإغلاق الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.

وأفادت تقارير أن سبيس إكس فشلت في الحصول على ترخيص معدل للإطلاق إدارة الطيران الفيدرالية، التي كانت مشمولة بالإغلاق الحكومي، لكن الإدارة أعلنت أن أنشطة الإشراف على الإطلاق الفضائي التجاري مستمرة رغم الإغلاق.

فرق ناسا – سبيس إكس أعلنت كذلك أن برنامج الإطلاق التجاري كان جزءًا من مجموعة صغيرة من أنشطة الوكالة المعفاة من الإغلاق الحكومي، بما في ذلك عمليات محطة الفضاء الدولية.

وقالت ناسا إن سبب التأخير كان مشكلات مألوفة في هذا النوع من الأنشطة.

إغلاق الحكومة الأمريكية.. ماذا يعني؟ ومن يتضرر؟ | س/ج في دقائق

الإغلاق الحكومي الأطول تاريخيًا.. الكلفة والخيارات؟ | س/ج في دقائق

كان الغرض من رحلة الاختبار بدون طاقم إظهار إمكانيات سبيس إكس لنقل رواد الفضاء بأمان وموثوقية من وإلى المحطة الفضائية الدولية كجزء من برنامج ناسا التجاري.

وللتأكد، زودت سبيس إكس بذلة الدمية ريبلي بمجسات حول الرأس والرقبة والعمود الفقري لاختبار تأثير الرحلة على الإنسان.

وإلى جانب الدمية، كانت ناسا تستقبل البيانات من المعدات الملحقة بالكبسولة،  كما أجرى رائدا الفضاء ديفيد سان جاك وآن مكلين اختبارات على الكبسولة، وتفحصا خلال التحاقها بالمحطة الفضائية الدولية.

وبانتظار تحليل بيانات الرحلة، اجتازت سبيس إكس الاختبار مبدئيًا بنجاح؛ إذ عادت كرو دراجون إلى سفينة الاسترداد التابعة لشركة سبيس إكس بحالة جيدة، باستثناء علامات حروق طفيفة خلال دخولها الغلاف الجوي، ما أثبت صمود الدرع الحرارية.

وقال مدير ناسا جيم برايدينستاين إن النجاح في استعادة كرو دراجون بعد مهمتها الأولى إلى محطة الفضاء الدولية يمثل علامة مهمة أخرى في مستقبل رحلات الفضاء البشرية.

أثبتت التجربة كذلك سلاسة التنسيق بين فرق ناسا وطواقم سبيس إكس في الفترة التي تسبق الرحلات، وكذلك طريقة إدارتها، بحسب ستيف ستيش، نائب مدير برنامج الطاقم التجاري.

ناسا تنشر 19 ألف ساعة منسية من تسجيلات رحلة أبولو 11 للقمر

عدة أطراف استفادوا بشكل كبير من نجاح رحلة كرو دراجون:

 ناسا

رحلة كرو دراجون كانت أول اختبار ناجح ضمن جهود ناسا لاستئناف إطلاق رحلات مأهولة للفضاء من الأراضي الأمريكية في وقت لاحق من العام الجاري.

وباتت كرو درجون أول مركبة فضائية أمريكية الصنع مصممة لنقل لأفراد تصل إلى المحطة الفضائية الدولية منذ 2011.

وسجل المكوك أتلانتس، الذي عاد إلى الأرض في 21 يوليو/ تموز 2011، آخر رحلة في برنامج مكوك الفضاء الأمريكي الذي استمر 30 عامًا.

وخلال السنوات الثماني الماضية، استأجرت ناسا مقاعد في مركبة الفضاء الروسية “سويوز” لتحريك طاقمها ذهابًا وإيابًا، لتقليص نفقات التشغيل لحين تفعيل برنامج الطاقم التجاري، الذي كان يفترض أن ينطلق قبل 4 سنوات.

إيلون ماسك

 يمثل نجاح الرحلة نقطة تحول لشركة سبيس إكس التي يملكها إيلون ماسك.

وأسس إيلون ماسك شركته سبيس إكس في 2002، حيث دخل في صفقات مع ناسا وسلاح الجو الأمريكي ووكالة الفضاء الأرجنتينية لبناء أقمار صناعية، والمساعدة في نقل الإمدادات إلى المحطة الفضائية الدولية.

وعانت شركة ايلون ماسك من بعض النكسات؛ مثل انفجار عدد من الصواريخ أثناء الإطلاق وفقد بعضها لحمولاتها، من بينها قمر تجسس بنته لصالح الجيش الأمريكي.

وأطلقت سبيس إكس صاروخًا يحمل سيارة تيسلا إلى الفضاء ضمن مشروع صواريخ فالكون الثقيلة.

ويخطط ماسك لإرسال البشر إلى الفضاء في رحلات تجارية. وفي سبتمبر/ أيلول، أعلنت سبيس أكس أن رجل الأعمال الياباني يوساكو مايزاوا سيكون أول مسافر تنقله الشركة في رحلة خاصة إلى القمر.

لكن الهدف الأكبر لسبيس إكس هو إرسال البشر إلى المريخ للاستيطان على سطح الكوكب الأحمر.

وقال إيلون ماسك: “أريد أن أموت على المريخ، لا من أثر الهبوط عليه”.

دونالد ترامب

في ديسمبر/ كانون الأول 2017، وقع دونالد ترمب أمرًا تنفيذيًا يوجه ناسا بإعادة العمل على إرسال رواد فضاء أمريكيين إلى القمر ومنه إلى المريخ.

وتضمن الأمر التنفيذي زيادة ميزانية ناسا إلى 19.5 مليار دولار، معيدًا إحياء برنامج الوكالة لإرسال مركبات مأهولة بالبشر إلى القمر، على أمل الإعداد لإطلاق رحلات منه إلى المريخ.

وقال ترامب إن الولايات المتحدة ستقود عودة البشر إلى القمر لاستكشافه واستثماره على المدى الطويل، ليتبعها عقب ذلك مهمات إلى المريخ ووجهات أخرى.

واستهدف البرنامج تخليص الولايات المتحدة من الاعتماد على روسيا في إطلاق الرحلات المأهولة منذ 2011، حين أنهى باراك أوباما برنامج ناسا للرحلات الفضائية المأهولة لتوفير النفقات.

أهنئ فرق ناسا – سبيس إكس على أسبوع لا يصدق. برنامج الطاقم التجاري يخطو خطوة أخرى لإطلاق رواد الفضاء الأمريكيين على الصواريخ الأمريكية من الأراضي الأمريكية – مدير ناسا جيم بريدينستاين

الخطوة التالية ستكون أول رحلة مأهولة لكبسولة كرو دراجون إلى الفضاء في صيف العام الحالي، حاملة رائدي فضاء ناسا بوب بهنكن ودوج هيرلي في رحلة تجريبية ثانية إلى المحطة الفضائية الدولية تستغرق 14 يومًا.

وإذا سارت الأمور على ما يرام في الرحلة التالية، ستحمل كرو دراجون سبعة رواد فضاء في وقت واحد ذهابًا وإيابًا إلى محطة الفضاء الدولية.

بالإضافة، تعمل سبيس أكس على تطوير مركبة ستار شيب، التي ستكون قادرة بنهاية المطاف على حمل 100 شخص في رحلات إلى الفضاء.